التحرر من الآبائية

هل يبصر المسلمون “الذات المسلمة”؟!
بعبارة أخرى أيسر:
هل يرى المسلمون “أنفسهم”؟!

للأسف الشديد فإن المسلمين … غافلون عن “أنفسهم”
وحالهم وواقعهم عظيم الغفلة
فلا يرون “الجسد” الإسلامي .. بينما هم مشغولون تماما ب “فكر” آباءهم!!!
يتجادلون ويتصارعون من أجل إثبات صحة “فهم” من أفهام عديدة للدين
واعتباره هو الدين .. الذي على الكل اتباعه والتمسك به!!

فالمسلمون نعم “يفتخرون” بأنهم -تقريبا- 2 مليار مسلم
ولكن هناك كثير من المسلمين لا يرون إلا
مسلمي “وطنهم”
وآخرون لا يرون إلا العرب
وآخرون لا يرون إلا مسلمي مذهبهم .. فالمسلمون هم السنة.

وبغض النظر عن “التعداد” فإن “حال” المسلمين وواقعهم لا يشغل بال أكثر المسلمين
لأنهم لا يعرفونه أصلاً
(ولا ننكر وجود حالة من التعاطف الوجداني عند نزول مصيبة ببلد مسلمة, فنجد دعوات حميدة للمساعدة والنصرة والإغاثة, ولكن حديثي ليس عن المصاب الاستثنائي وإنما عن الواقع)
فكثير من المسلمين لا يعرفون ما هي الدول الإفريقية “المسلمة”
أو الدول ذات نسبة كبيرة من المسلمين
ونفس الحال مع الدول الآسيوية

كيف هي الحالة “الدينية” للمسلمين هناك؟
ماذا يعرفون من دينهم؟
ما “الإشكاليات” المعرفية التي يقابلون لزيادة درجة “تعرفهم” على الدين؟!
ما هي “الانحرافات” السائدة والمنتشرة بينهم؟
كيف يمكننا أن نقوي علاقاتنا بهم؟
كيف يمكننا أن نضرب جسوراً معهم تقوي أواصر الصلات بيننا؟
كيف يمكننا أن نستفيد من الإنتاج العلمي الموجود لديهم
(فالمدرسة الإسلامية الهندية ذات إنتاج علمي غزير ذي مستوى راقٍ غائب عنا )

لذلك ستجد “الملايين” منشغلين بدراسة “التراث” الديني, بينما لن تجد في العالم الإسلامي بطوله وعرضه “مئات” منشغلين بدراسة واقع المسلمين,
لمعرفة نقاط الضعف والقوة في “الجسد” الإسلامي
للتعريف أصلا بالمسلمين حول العالم
للتذكير بأننا “جسد واحد” ولسنا أشتاتا متفرقات
للتخطيط لضرب جسور بين أجزاء الجسد الإسلامي
للعمل على إزالة العصبيات والحساسيات بين المسلمين
وغيرها وغيرها

أمور كثيرة بحاجة إلى عشرات الآلاف من المسلمين
الذين يعملون على -ول-
واقع المسلمين حتى تتكون مرة أخرى
“الذات الإسلامية”
وإلا سنظل دوما أبد الدهر نعاني من الضربات التي تأتينا من حيث لا ندري ولا نعلم
ونشكو ونشكو من الواقع والحال المتدهور
ناسين أن
الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

إبصار الذات والواقع

التحرر من الآبائية

الفلسفة_التسييقية

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

الجزء الثاني من لقاء الأستاذ عمرو الشاعر ومناقشة كتاب نشأة الإنسان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.