“-من فضلك ارتد هذه “العوينات/ النضارة” لترى جيدا!
يا أستاذ .. اسمعني .. أجبني!
- لماذا؟ من قال لك إن نظري ضعيف؟
أنا استطيع أن أرى جيدا .. وربما أفضل منك!”
هذا الحوار يلخص مشكلة كبيرة من مشاكل الفلسفة، وهي مشكلة “تقديم المُبَصِّر” .. أنها تقدم للإنسان بشكل مباشر “عوينات” ليبصر بها!
(كأداة معنوية -وليس مادية- هي عبارة عن مجموعة من القواعد للفهم وللتفكر ولإصدار الأحكام)
ومن ثم فإن عامة بني الإنسان لا يلتفتون أصلاً، وإن التفتوا فإنهم يستنكرون أن يكونوا بحاجة إلى تلك العوينات!
بينما يفلح كثيرون آخرون من أرباب أصناف أخرى من “الفكر” في “إلباس” الإنسان القارئ أو المشاهد “نظارتهم” الخاصة بهم!
وذلك لأنهم لا يقولون للناس: أنتم بحاجة إلى عوينات! وإنما يجعلون الإنسان نفسه يقوم بتركيب أجزائها تدريجيا أمام عينه عبر فترة جد طويلة -على حين غفلات-، فلا ينتبه الناس إلى أنهم أصبحوا يرون بهذه “النظارات” بدلا من أعينهم، ويظنون أنهم يبصرون بأعينهم الخاصة!
والفارق بين الدين عامة (والإسلام خاصة) أنه يقدم ذاته للناس باعتباره “نظارة” مضيئة تجعله يبصر بشكل أوضح وأجلى!
وعامة الناس مرتدية ل “نظارة” الدين، بدون أن تسائل نفسها:
هل جعلته نظارة دينه يرى أفضل؟
وهل أضاءت له فعلا .. طريقه؟
أم
أنها نظارة سوداء أظلمت الطريق أمامه؟!
الفلسفة_التسييقية
حول إشكالية التبصير