النسبية والسياقية

ما الفرق بين النسبية والسياقية؟!
أقول:
النسبية تعني عدم وجود قيمة محددة للفعل أو للشيء في ذاته,
ومن ثم فلا حدود يجب التوقف عندها أو الخضوع لها,
ويمكننا فعل أي شيء, حتى الوصول إلى تمييع الذكورة والأنوثة, فيكون الرجل أنثى والعكس ..

بينما نحن في “السياقية” لا ننفي القيمة الذاتية للشيء أو للفعل,
وفي عين الوقت لا نرى الشيء بمعزل عن غيره, بل نراه دوما “ظاهرا متصلا” بغيره,
ويجب علينا أن نفهمه تبعا للسياق العام الذي يظهر/ يحدث/ يجري فيه

وهذا السياق قد يؤثر بدرجة ما على تقييم الأمر, ولكن رغما عن ذلك فإن هذا التأثير هو ما نحكم عليه أنه متغير وأنه عارض وليس الأصل -كما يظن الغربيون ويُنظّرون-

فمثلا قيمة العمل ك “فلاح” في مجتمع صناعي, أقل من قيمته في مجتمع زراعي! إذ يستهان بهذا الدور ويميل كثيرون لتركه … ولكن في النهاية يظل الفلاح يلعب دورا محوريا في عملية استمرار الحياة والمجتمع.

والآلة الحديثة وإن ساهمت في إعطاء الإنسان عامة قدرة كبيرة على الفعل والإنجاز, مما أخفت دور “الذكورة” والقوة الرجولية بعض الشيء, ولكن يجب الحفاظ على هذه القوة وعدم ردم الهوة بين الذكورة والأنوثة .. كما يفعل كثيرون في الغرب!

الفلسفة_التسييقية

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

نقد رفض التعقل

من الأقوال المستفزة والمنتشرة بين العدميين –وأشباههم وأنصافهم- مقولة:“لا يوجد معنى في الطبيعة … نحن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.