ولا نزال نحن كعرب ومسلمين غافلين عن أن ما فطرنا الله عليه هو الشكل الأمثل للحياة.
وأن بقدر انسجامنا مع أسس فطرتنا هذه بقدر ما ستصبح حياتنا أسهل وأجمل وأسعد .. وأكثر صحة.
وحتى لا يكون الكلام عاما، نضرب مثالاً بفطرة:
اللعب
(والتي ربما لم يحدثك أحد قبل الآن عن كونها: فطرة وقدرا من أقدار الله!)
فالله العليم الحكيم هو من قدر الأطفال كلهم محبين للعب، وهو من قدر اللعب الوسيلة التي تنمو بها أجسامهم ومهاراتهم الحركية والذهنية
(وهو من قدر أن يكتشف الأطفال العالم بهذا الشكل الممتع)
ولكننا رغما عن هذا نصادم هذه الفطرة ونضيق على الأطفال في مسألة لعبهم هذه! ونظن أنه من مضيعة الوقت التي لا فائدة منها، أو أنها
من الأشياء قليلة الفائدة لذا فعلينا تقييدها قدر الإمكان وصرف الأطفال إلى ما هو أكثر فائدة ونفعا!!
مثل العمل قديما .. وحديثا إلى التعليم المدرسي!
وانظر كم من الوقت في عصرنا الحديث نطالب الأطفال أن ينتظموا في حصص دراسية مدرسية
وكم من الوقت في هذه الحصص نعطيهم ليلعبوا؟
والأطفال كلهم بلا استثناء لو تُركوا لما ذاكروا ولأقبلوا على ما فُطروا عليه .. يلعبون
ويستمتعون.
والمشكلة أننا عندما نترك الأطفال يلعبون فهم يلعبون ألعابا ينشئونها هم، وفيها بعض الاستفادة يقينا.
بينما سيختلف الحال كثيرا لو قمنا نحن الكبار بتطوير برامج تعليمية تقوم في المقام الأول على اللعب.
حيث يتعلم الأطفال ويكتسبون المهارات والمعارف من خلال اللعب بالدرجة الأولى
ويتخلل هذه الألعاب التعليمية حصصا دراسية نظامية .. تريح أبدانهم من ناحية وتؤهلهم لما هم بحاجة إلى السكون الجسدي والتركيز العقلي لاكتسابه،
وبها يكونون مؤهلين لمواصلة اللعب التعليمي مرة أخرى.
وأنا أجزم أن البشرية لو تحولت إلى هذا النموذج التعليمي الجديد القائم على اللعب، فإنها ستنتج أفرادا أصحاء على المستوى الجسدي والفكري بدرجة كبيرة
وستوفر الكثير والكثير من الأموال الطائلة التي تنفقها -فيما بعد- في معالجة كثير من الأمراض الجسدية والنفسية.
حولالتحولإلىنظامتعليمي_فطري
حولالحكمةفي_الخلق
الفلسفة التسييقية