سورة الزلزلة: هل الأثقال هي البينة؟!

المنظور العام للسورة:
تدور السورة في فلك نقطة واحدة وهي بينة اليوم الآخر؛ وهي رؤية الناس لأعمالهم التي ارتكبوها في الحيوة الدنيا,فإذا كانت البينة في الدنيا كتبا يؤتيها الله عزوجل رسله, يبلغونها للناس, فتقيم عليهم الحجة,
ففي ذلك اليوم تكون البينة بكتب أخرى, وهي كتب أعمال الناس, كتب هي شاهد صدق لا يكذب, جمعت ما اقترفه الإنسان وما صدر عنه في الدنيا, ثم تعرضه له في اليوم الآخر, بحيث يراها بعينه!

ونبدأ في تناول السورة لنبين مستندنا في هذا القول:
العلاقة بين السورتين:
انتهت السورة الماضية “البينة” بذكر حال الناس في الدار الآخرة كجزاء عادل لهم على موقفهم من البينة بقوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِجَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِإِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِأوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِجَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنتَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْوَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ

وتبدأ هذه السورة الكريمة بذكر مشهد سابق لهذا المشهد, -والذي يتحقق بعده المشهد السابق- وهو قوله تعالى: “إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا …”, فيكون ما ورد في السورة الماضية متوقفا على ما سيرد في هذه السورة.

تبدأ السورة بقوله تعالى: “إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا”, ومن غير المألوف ابتداء الكلام ب “إذا”, وهذا لأن أسلوب القرآن غير أسلوب البشر والعرب في السرد, ولأنها وإن كانت أول كلمة في السورة إلا أنها مرتبطة بما قبلها.

ونلحظ مجيء الفعل بعد “إذا” مباشرة, فلم تقل الآية “إذا الأرض زلزلت”, كما هو الغالب في مثل هذه الآيات, والتي يأتي فيها الفعل في آخر الآية (لاحظ هذا في آيات المرسلات والتكوير والانفطار والانشقاق), وذلك لأن التركيز في هذه الآية على الحدث وليس على الجرم, أما في الآيات الأخرى مثل قوله تعالى: “إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ [الانشقاق : 1]”, فالمراد لفت انتباه السامع إلى السماء وعظمتها وقدرها, وكيف ستنشق على الرغم من كل هذا!

فتبدأ السورة بعرض مشهد عظيم من مشاهد هذا اليوم وهو زلزلة الأرض كلها, فعندما تزلزل الأرض زلزالها, ذلك الزلزال الشامل الذي يزلزل الأرض كلها, وليس كزلازلنا, والتي تقع في جزء دون آخر, ذلك الزلزال المرتبط بالساعة:
“يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ [الحج : 1]”, ذلك الزلزال الذي لا يترك شيئا على حاله وإنما يرفع ويخفض. ونلحظ أن الله تعالى نسب الزلزال إليها, فلم يقل: “إذا زلزلت الأرض زلزالا”, وإنما قال “زلزالها”, كأن في هذا إشارة إلى أنه مكتوب في برنامجها المقدر أن تُزلزل زلزالا شديدا.

وتستمر السورة في السرد فتعرض مشهدا آخر تابعا, وهو قوله تعالى: “وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا”, فمع هذا الزلزال يقع اضطراب عظيم آخر وهو أن تخرج الأرض أثقالها, ونتوقف لنتساءل: ما هي أثقال الأرض؟

اختلف المفسرون في المراد من الأثقال, إلا أن المشتهر في ذلك هو أن المراد من الأثقال إما البشر أنفسهم أو الكنوز, ونورد هنا ما ذكره الإمام الألوسي في تفسيره حول هذه الآية:
“{ وَأَخْرَجَتِ الارض أَثْقَالَهَا } فقد قال ابن عباس أي موتاهاوقال النقاش والزجاج ومنذر بن سعيد أن كنوزها وموتاها وروي عن ابن عباس أيضاً. (…….) واقتصر بعضهم على تفسير الأثقال بالكنوز مع كون المراد بالوقت وقت النفخة الثانية وقال تخرج الأرض كنوزها يوم القيامة ليراها أهل الموقف فيتحسر العصاة إذا نظروا إليها حيث عصوا الله تعالى فيها ثم تركوها لا تغنى عنهم شيئاً (…..)

وأياً ما كان فالأثقال جمع ثقل بالتحريك وهو على ما في القاموس متاع المسافر وكل نفيس مصون وتجوز به ههنا على سبيل الاستعارة عن الثاني وجوز أن يكون جمع ثقل بكسر فسكون بمعنى حمل البطن على التشبيه والاستعارة أيضاً كما قال الشريف المرتضى في الدرر وأشار إلى أنه لا يطلق على ما ذكر إلا بطريق الاستعارة ومنهم من فسر الأثقال ههنا بالأسرار وهو مع مخالفته للمأثور بعيد وإظهار الأرض في موقع الاضمار لزيادة التقرير وقيل للإيماء إلى تبديل الأرض غير الأرض أو لأن إخراج الأرض حال بعض أجزائها والظاهر أن اخراجها ذلك مسبب عن الزلزال كما ينفض البساط ليخرج ما فيه من الغار ونحوه ” اهـ


ونحن نستبعد أن يكون المراد من الأثقال هو الموتى, وذلك للآية التالية “وَقَالَ الإنسَانُ مَا لَهَا”, وذلك لأنه من المفترض أن الإنسان شاهد الموقفين السابقين فقال ما لها, أما أن يكون في باطن الأرض, فهذا معناه أنه لم يشاهد شيئا!

كما نستبعد كذلك أن يكون المراد من الأثقال الكنوز, لأن الكنوز ليست أثقال الأرض, ولأن الإنسان يتساءل عندما يرى هذا الموقف: ما لها, فيفترض أن ما يراه يكون غريبا جدا حتى يسأل هذا السؤال.

وكنا قد ملنا إلى أن المراد من الأثقال هو الجبال الرواسي, ويكون إخراجها بأن تخلع من الأرض, تمهيدا لتسييرها ونسفها, إلا أننا رأينا أن هذا المعنى لا ينسجم مع سياق الآيات, فعدلنا عن هذا القول, ثم ظهر لنا فيها بحمدالله وعونه قول آخر مناسب لسياق الآيات, وهو أن المراد من الأثقال هو كتب الأعمال. ففي هذا اليوم يُخرج لكل إنسان كتاب جامع لأعماله (لاحظ أن الكتاب يُخرج والأثقال كذلك):

“وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً [الإسراء : 13]”
وليس هذه الكتب مثل كتبنا, من أنها مكونة من صفحات وغلاف, وإنما هي كتب أخرى عجيبة, من الممكن تشبيهها بعارضات الصور ثلاثية الأبعاد, كتب سجلت بالصوت وبالصورة كل ما اقترفه الإنسان وتعرضه له! وبهذا يرى الإنسان ما قدمت يداه فعلا (توصيف الكتب هذا مأخوذ من فهمنا لآيات عدة في الكتاب الكريم)

إذا فنحن نرى أن المراد من الأثقال هو كتب الأعمال, وهذه الكتب التي هي تاريخ الإنسان تستحق أن توصف بالثقل, وليس هذا النعت بمستغرب, فإذا نحن نظرنا في كتاب الله تعالى ألفيناه يقول:
“وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ [العنكبوت : 13]”
“يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [الأعراف : 187]”

فالساعة ثقلت في السماوات والأرض, -وإذا يسر الله فسنفرد موضوعا للحديث عن الساعة-, كما أن الخطايا والأعمال هي أثقال بنص سورة العنكبوت.
فإذا رأى الإنسان كتب الأعمال –والله أعلم بكيفيتها وهيئتها- تتطاير أمامه وتخرج من الأرض, يعجب منها ويستغرب ويسأل: مالها, أما أن يتعجب من زلزلة أو أي حدث طبيعي يوم القيامة مهما كان عظيما فهو مستبعد, فماذا ينتظر الإنسان في هذا اليوم حتى يتعجب من الزلزلة. وبحثت هل هناك من قال بهذا القول؟
فوجدت أن الإمام الفخر والإمام الألوسي قد أوردا أنه قيل أن المراد من الأثقال: الأسرار, واستبعدا هذا القول. وهذا القول قريب من قولنا, إلا أن قولنا أكثر تحديدا.

“يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا” وعامة المفسرين على أن عود الضمير في “أخبارها” على الأرض, ثم اختلفوا في كيفية التحديث بالأخبار, وذلك لأن الأرض لا تتحدث! 

ونذكر هنا ما أورده الإمام الفخر في تفسيره والذي قال فيه:
“السؤال الثاني : ما معنى تحديث الأرض؟ قلنا فيه وجوه : أحدها : وهو قول أبي مسلم يومئذ يتبين لكل أحد جزاء عمله فكأنها حدثت بذلك ، كقولك الدار تحدثنا بأنها كانت مسكونة فكذا انتقاض الأرض بسبب الزلزلة تحدث أن الدنيا قد انقضت وأن الآخرة قد أقبلت والثاني : وهو قول الجمهور : أن الله تعالى يجعل الأرض حيواناً عاقلاً ناطقاً ويعرفها جميع ما عمل أهلها فحينئذ تشهد لمن أطاع وعلى من عصي ،

قال عليه السلام : « أن الأرض لتخبر يوم القيامة بكل عمل عمل عليها » ثم تلا هذه الآية وهذا على مذهبنا غير بعيد لأن البنية عندنا ليست شرطاً لقبول الحياة ، فالأرض مع بقائها على شكلها ويبسها وقشفها يخلق الله فيها الحياة والنطق” اهـ

أما على قولنا فلا إشكال, فالحديث في الآية السابقة عن الأثقال, والتي هي كتب الأعمال, فلا عجب أن تحدث الكتب بما فيها من أخبار.

“بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا” وعامة المفسرين على أن الباء سببية, أي تحديثها بسبب إيحاء ربك لها, إلا أننا نرى أن هذه الجملة مماثلة لقوله تعالى: “وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [البقرة : 76]

فالأثقال –كتب الأعمال- تحدث بأن ربك أوحى لها, -والملاحظ أن “أوحى” تتعدى ب “إلى”, وذلك كما جاء في القرآن كله, إلا في هذه الآية فقد تعدت باللام, وذلك لأنها تتعدى ب إلى عندما يكون الحديث عن مستقبِل الوحي, حتى ولو كان غير عاقل, كما جاء مع النحل,

أما عندما يكون الحديث عن غير ذلك فيتغير حرف الجر, وذلك كما جاء في قوله تعالى “وأوحى في كل سماء أمرها”, فهنا الحديث عن محل الوحي, وهنا في سورة الزلزلة الحديث عن الغاية من الوحي, وهو التحديث بما في الكتب.-


إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ [هود 

إذا فالأثقال تُخرج وتعلن الناس بأن الرب أوحى لها بالتحديث بما فيها, وهنا يعلم الناس أنه قد حان وقت كشف المستور, فيصدرون إلى المكان الذي ستوزع فيه الكتب وتُعرض.

“يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْاأَعْمَالَهُمْفَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُوَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ”

فعندما تُعلمهم الأثقال أن الإذن بالتحديث قد جاء, يومئذ يصدر الناس أشتاتا متفرقين. والصدور معروف وهو كما جاء في المقاييس:
(صدر) الصاد والدال والرَّاء أصلان صحيحان، أحدُهما يدلُّ على خلاف الوِرْد، والآخر صَدْر الإنسان وغيره. فالأوّلُ قولُهم: صَدَرَ عن الماءِ، وصَدَرَ عن البِلاد، إذا كان وَرَدَها ثمَّ شَخَصَ عنها. ………” اهـ
ومن استعمالاتها المعاصرة السليمة قولنا “الاستيراد والتصدير”.

فيصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم, والآية واضحة في أن الناس سيرون أعمالهم, ولكن السادة المفسرين –غفر الله لهم ولنا- لم يقبلوا برؤية الأعمال, وذلك لخلفيتهم المعرفية العلمية القاصرة, وأولوها –بالمعنى الخاطئ للتأويل-,
فقال الإمام الفخر الرازي عند تعرضه للآية:
” الصدور ضد الورد فالوارد الجائي والصادر والمنصرف وأشتاتاً متفرقين ، فيحتمل أن يردوا الأرض ، ثم يصدرون عنها الأرض إلى عرصة القيامة ، ويحتمل أن يردوا عرصة القيامة للمحاسبة ثم يصدرون عنها إلى موضع الثواب والعقاب ، فإن قوله : { أَشْتَاتاً } أقرب إلى الوجه الأول ولفظة الصدر أقرب إلى الوجه الثاني, وقوله : { لّيُرَوْاْ أعمالهم } أقرب إلى الوجه الأول لأن رؤية أعمالهم مكتوبة في الصحائف أقرب إلى الحقيقة من رؤية جزاء الأعمال ، وإن صح أيضاً أن يحمل على رؤية جزاء الأعمال ، …” اهـ

وقال الإمام الألوسي:
“{ لّيُرَوْاْ أعمالهم } أي ليبصروا جزاء أعمالهم خيراً كان أو شراً فالرؤية بصرية والكلام على حذف مضاف أو على أنه تجوز بالأعمال عما يتسبب عنها من الجزاء وقدر بعضهم كتب أو صحائف وقال آخر لا حاجة إلى التأويل والأعمال تجسم نورانية وظلمانية بل يجوز رؤيتها مع عرضيتها وهو كما ترى” اهـ

أما نحن فنجزم من خلال هذه الآية وآية آل عمران 30, وغيرهما من الآيات, أن الإنسان سيرى أعماله محضرة يوم القيامة, فإذا كان الإنسان قد نجح في تصوير الأحداث وحبسها في شرائط وإسطوانات, تعرضها لاحقا, فإنا نجزم أن العرض الذي سيراه الإنسان عرضا أكثر دقة وطبيعية, حيث سيرى الإنسان أعماله وما اقترفت يده, والله أعلم بطريقة العرض والتخزين.

فمن يعمل في الدنيا مثقال ذرة خيرا يره في اليوم الآخر, ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره في اليوم الآخر. فليس الحديث بحال عن رؤية جزاء الأعمال, وإنما الحديث عن الأعمال نفسها, والتي يراها الإنسان في اليوم الآخر رأي العين.

جعلنا الله وإياكم من أصحاب كتب الخير, نؤتاها بأيماننا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

نقد رفض التعقل

من الأقوال المستفزة والمنتشرة بين العدميين –وأشباههم وأنصافهم- مقولة:“لا يوجد معنى في الطبيعة … نحن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.