سورة الأعلى, بين الذكر والنسيان!

كنا قد تناولنا سورة الطارق, وقلنا أن المحور الرئيس لها هو حفظ الله تعالى للإنسان في الدنيا, وحفظه لكل ما يصدر عنه,

وتأتي سورة الأعلى كامتداد طبيعي منطقي لسورة الطارق, فتدور السورة في فلك أهمية ذكر الله عزوجل -وتذكر الآخرة- وربط الإنسان قلبه به, كرد فعل مقابل لحفظ الله تعالى للإنسان –المذكور في السورة الماضية- وللدين والرسول, فيؤمر –الرسول أولا وكل مسلم تابع-ويُرشد مقابل ذلك بتسبيح الله الذي ينجز ما وعد به!

والاتصال بين السورتين من حيث ارتباط الموضوع جلي, ويظهر الارتباط كذلك بين نهاية السورة الماضية وبداية سورة الأعلى, فلقد انتهت سورة الطارق بأمر الله للنبي الكريم: 
فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17), وتبدأ سورة الأعلى بأمر آخر –مبني كذلك على صيغة التفعيل: فعِّل- وهو قوله تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1), فسبح أيها النبي الكريم اسم ربك الأعلى, والذي هو أعلى من أي وكل شيء, سماءا كان أو طارقا أو ملَكا.

تبدأ السورة بقوله تعالى: سبِّح اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1), فتأمر النبي الكريم بالتسبيح, -ولقد ذُكر التسبيح بصيغ متعددة في القرآن, فجاء بصيغة المصدر: قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة : 32] , وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ [البقرة : 116]
كما ذكرته بصيغته الفعلية, سواء كانت ماضية أو مضارعة أو بصيغة الأمر, فجاء الإخبار عن التسبيح بصيغة الماضي في مثل قوله تعالى:
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الحديد : 1]
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الحشر : 1]
فتحدثت الآيات عن أن ما في السماوات والأرض يسبح لله, فلا يُسبح لغيره.
وجاء الإخبار عن التسبيح بصيغة المضارع في مثل قوله:
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة : 30]
إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ [الأعراف : 206]
تُسَبِّحُلَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً [الإسراء : 44]
ونلحظ في هذه الآيات الحديث عن تسبيح لله وعن تسبيح بحمده, وأظن أن القارئ يدرك أن هناك فارق بين التسبيح المجرد والتسبيح بحمدالله تعالى,
فالتسبيح بحمد الله تعالى تبيح مخصوص, وليس هو قولنا “سبحان الله وبحمده” فهذا الذكر الوارد عن النبي الكريم –إن صح- كان تصرفا من النبي الكريم, جمع فيه التسبيح والتحميد في ذكر واحد,

أما التسبيح بحمد الله فيكون بتنزيه الله تعالى وأفعاله عن النقص والخلل والتيقن بأن ما يفعله الله هو الخير للإنسان, ومن ثم حمده تعالى عليها, فإذا فعل ذلك تحقق الرضا عند الإنسان, لذلك نجد قوله سبحانه وتعالى:
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى [طه : 130]
كما جاء التسبيح بصيغة الأمر, كما في قوله تعالى:
وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ [آل عمران : 41]-
والملاحظ في الآيات التسبيح كلها أنها تدور في فلك تسبيح الله أو التسبيح له أو التسبيح بحمده, إلا في هذه الآية التي نتناولها فنجد أنها بدأت بالأمر بتسبيح اسم الرب الأعلى.

ونلحظ أن الله تعالى أمر بذكره وتسبيحه و بالحمد –قل الحمد لله, ولم يأت بالأمر بالفعل ك: احمد الله-, في مواطن كثيرة, إلا أنه ذكر اسمه كاسم في مواطن, هي:
أمر بذكر اسمه عند الحديث عن الطعام والذبح في ثمانية مواطن, مثل قوله:
“………. فكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [المائدة : 4]”
تحدث عن دور العبادة وأنها دور ذكر اسم الله –لسانا مع ذكره قلبا بداهة-:
“…… وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج : 40]
كما أمر بذكر اسمه سبحانه, فقال:
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً [المزّمِّل : 8]
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً [الإنسان : 25]
وورد الذكر الأخير للاسم في نفس السورة, فقال:
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى : 15]
كما أمر بالقراءة باسمه سبحانه:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق : 1]
إذن فالله تعالي يأمر نبيه الكريم بتسبيح اسم ربه الأعلى, فيفهم من هذا أن باقي الآيات التي تحدثت عن تسبيح الله عزوجل تشمل نفسه سبحانه واسمه, ونبهت هذه الآية على وجوب تنزيه اسماء الله عزوجل, حتى لا يجول في ذهن الإنسان أن القداسة قائمة لنفس الله عزوجل, أما الاسماء فهي حروف وتواضعات من البشر.

والأعلى عائد على الرب وليس على الاسم, وذلك كما جاء في قوله تعالى:
تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن : 78],

لم يقل الله تعالى: ذو, وإنما قال: ذي, وهذا يدل على أنها عائدة على المضاف إليه, فكذلك الحال هنا, كما أن الآيات التالية كلها تشير إلى أن الحديث عن الرب وليس الاسم, فالرب هو الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى وليس الاسم.
ولقد أجاد الإمام الألوسي عند تناوله لهذه الآية, فقال:
“أي نزه أسماءه عز وجل عما لا يليق فلا تؤول مما ورد منها اسماً من غير مقتض ولا تبقه على ظاهره إذا كان ما وضع له مما لا يصح له تعالى ولا تطلقه على غيره سبحانه أصلاً إذا كان مختصاً كالاسم الجليل أو على وجه يشعر بأنه تعالى والغير فيه سواء إذ لم يكن مختصاً فلا تقل لمن أعطاك شيئاً مثلا هذا رازقي على وجه يشعر بذلك وصنه عن الابتذال والتلفظ به في محل لا يليق به كالخلاء وحالة التغوط وذكره لا على وجه الخشوع والتعظيم وربما يعد مما لا يليق ذكره عند من يكره سماعه من غير ضرورة إليه وعن الإمام مالك رضي الله تعالى عنه إنه كان إذا لم يجد ما يعطي السائل يقول ما عندي ما أعطيك أو ائتني في وقت آخر أو نحو ذلك ولا يقول نحو ما يقول الناس يرزقك الله تعالى أو يبعث الله تعالى لك أو يعطيك الله تعالى أو نحوه فسئل عن ذلك فقال إن السائل أثقل شيء على سمعه وأبغضه إليه قول المسؤول ما يفيده رده وحرمانه فأنا أجل اسم الله سبحانه من أن أذكره لمن يكره سماعه ولو في ضمن جملة وهذا منه رضي الله تعالى عنه غاية في الورع.” اهـ

والتواصل بين أول هذه السورة ونهاية السورة الماضية جلي, فلقد قال الله تعالى في نهايتها: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16), ثم بدأ السورة بالأمر بتنزيه اسم الله تعالى, ففي هذا إشارة إلى أنه لا يجوز أن يُجعل فعل الله عزوجل اسما له, كما فعل كثيرون, فاشتقوا له صفات!! –وليس له تعالى صفات وإنما اسماء!- من أفعاله! تعالى الله عما يصفون!

فلا نقول مثلاً, استنادا إلى الآية الماضية: الله كائد, وإنما نقول: الله يكيد للكافرين, فليس الكيد من اسمائه سبحانه, وإنما من أفعاله, وشتان بين الاثنين.

ثم تبدأ السورة في التعريف ببعض أفعال ذلك الرب الأعلى الذي أمرت الإنسان بتسبيح اسمه, -ونلاحظ أن السورة الماضية أمرت الرسول الكريم بالتمهيل بعد الإخبار عن فعل حديث لله عزوجل “الكيد” سيرى الإنسان أثره, أما هنا فأمرت بالتسبيح قبل الإخبار بأفعال رأها الإنسان-
فتقول: الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2), وذلك كما ورد في سورة الانفطار بعد التساؤل عن اغترار الإنسان بربه الكريم, فقيل: الَّذِي خَلَقَكَفَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ [الإنفطار : 7], ولما كان الخطاب في الانفطار خاصا بالإنسان “يا أيها الإنسان”, ناسب أن يقال: “خلقك”, ولما كان الحديث هنا عاماً ناسب أن يقال: “الذي خلق فسوّى”.

وكقاعدة عامة فإن الأمر بالعبادة في القرآن يأتي دوما مرتبطا بالخلق والقيومية, فنحن مأمورون بعبادة الله عزوجل لأنه هو الذي خلقنا وخلق السماوات والأرض, وقائم علينا وعليها, وذلك حقيق أن يُعبد:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة : 21]
ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الأنعام : 102]
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ [يونس : 3]

وجاءت هذه الآية بعد الأمر بالتسبيح كاطّراد لهذه القاعدة, فنحن نسبح الرب العلي لأنه هو الذي خلق فسوى, وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)

وفي هذا قال الإمام الألوسي:
“{والذى قَدَّرَ} أي جعل الأشاء على مقادير مخصوصة في أجناسها وأنواعها وأفرادها وصفاتها وأفعالها وآجالها { فهدى } فوجه كل واحد منها إلى ما يصدر عنه وينبغي له طبعاً أو اختياراً ويسره لما خلق له بخلق الميول والإلهامات ونصب الدلائل وانزال الآيات فلو تتبعت أحوال النباتات والحيوانات لرأيت في كل منها ما تحار فيه العقول وتضيق عنه دفاتر النقول

وأما فنون هداياته سبحانه وتعالى للإنسان على الخصوص ففوق ذلك بمراحل وابعد منه ثم ابعد وابعد بالوف من المنازل وهيهات أن يحيط بها فلك العبارة والتحرير ولا يكاد يعلمها إلا اللطيف الخبير” اهـ

والاستدلال الوارد في هذه السورة مماثل لذلك الوارد في سورة طه, وذلك كما جاء في قوله تعالى: “قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى [طه :50]”

ثم تواصل السورة الحديث عن توفير الله عزوجل للإنسان ما يحتاج, فتقول:
“وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4)”

فالله أخرج للإنسان بخلاف ما يحتاجه مرعى لأنعامه, التي يأكلها وينتفع بها في مجالات شتى, ونلحظ استمرار تماثل الاستدلال بين السورة وسورة طه, فنجد أن الله تعالى يتحدث عن مظاهر لتسويته لخلقه, ثم يذكر نعمه على الإنسان وهي إمداده بما يحتاجه هو وحيواناته, وقارن بين الآيات ملاحظاً ألوانها:

“وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4)”
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى [طه : 53-54]”

وبعد الحديث عن نعم الله عزوجل على الإنسان نفاجئ بآية لا تسير على هذا النسق, فالآية التالية لا تتحدث عن نعمة وإنما تتحدث عن إهلاك هذه النعمة, وذلك في قوله تعالى:

فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى[1] (5)“, فما المناسبة لذكر هذه الآية في هذا السياق؟!

مناسبة الآية لهذا السياق هي تذكير الإنسان بالآخرة, وأن هذه الدنيا الكبيرة التي خلقها الله عزوجل وسواها ستنتهي في يوم من الأيام وتصبح حصيدا هشيما كما صار هذا النبات غثاء أحوى.

ولقد ضرب الله عزوجل لنا مثل الدنيا في القرآن, فقال:
إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [يونس : 24]
وقارن هذه الآية بآيات سورتنا: “وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُغُثَاء أَحْوَى”

فالله عزوجل يقول للإنسان الغافل: ما دنياك الكبيرة هذه إلا كالنبات الذي تراه, وهاأنت تراه يهلك ويصير غثاءا أحوى, والدنيا ستصبح مثله في يوم من الأيام, فهلا خضعت وأطعت وعرفت!

ونأتي إلى الآية التي سببت إشكالا كبيرا في هذه السورة, وهي قوله تعالى:” سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى (6) إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ … “, وسبب الإشكال هو أن السادة المفسرين قاطبة فهموا أن المراد من النسيان في الآية هو نسيان القرآن! فحاولوا الخروج من هذا المأزق! وقدموا توجيهات للآية,

ومن ذلك ما ذكره الإمام الفخر الرازي في تفسيره, حيث قال:
“أما قوله : { فَلاَ تنسى } فقال بعضهم : { فَلاَ تنسى } معناه النهي، والألف مزيدة للفاصلة، كقوله: {السبيلا} [ الأحزاب : 67 ] يعني فلا تغفل قراءته وتكريره فتنساه إلا ما شاء الله أن ينسيكه، والقول المشهور أن هذا خبر والمعنى سنقرئك إلى أن تصير بحيث لا تنسى وتأمن النسيان، كقولك سأكسوك فلا تعرى أي فتأمن العرى، واحتج أصحاب هذا القول على ضعف القول الأول بأن ذلك القول لا يتم إلا عند التزام مجازات في هذه الآية منها أن النسيان لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فلا يصح ورود الأمر والنهي به،
فلا بد وأن يحمل ذلك على المواظبة على الأشياء التي تنافي النسيان مثل الدراسة وكثرة التذكر وكل ذلك عدول عن ظاهر اللفظ. ومنها أن تجعل الألف مزيدة للفاصلة وهو أيضاً خلاف الأصل ومنها أنا إذا جعلناه خبراً كان معنى الآية بشارة الله إياه بأني أجعلك بحيث لا تنساه، وإذا جعلناه نهياً كان معناه أن الله أمره بأن يواظب على الأسباب المانعة من النسيان وهي الدراسة والقراءة

أما قوله: {إِلاَّ مَا شَاء الله } ففيه احتمالان؛ أحدهما: أن يقال: هذا الاستثناء غير حاصل في الحقيقة وأنه عليه السلام لم ينس بعد ذلك شيئاً، قال الكلبي: إنه عليه السلام لم ينس بعد نزول هذه الآية شيئاً، وعلى هذا التقدير يكون الغرض من قوله: { إِلاَّ مَا شَاء الله } أحد أمور أحدها: التبرك بذكر هذه الكلمة على ما قال تعالى: { وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَىْء إِنّى فَاعِلٌ ذلك غَداً إِلاَّ أَن يَشَاء الله } [ الكهف : 24 23 ]
وكأنه تعالى يقول: أنا مع أني عالم بجميع المعلومات وعالم بعواقب الأمور على التفصيل لا أخبر عن وقوع شيء في المستقبل إلا مع هذه الكلمة فأنت وأمتك يا محمد أولى بها وثانيها :

قال الفراء : إنه تعالى ما شاء أن ينسى محمد عليه السلام شيئاً، إلا أن المقصود من ذكر هذا الاستثناء بيان أنه تعالى لو أراد أن يصير ناسياً لذلك لقدر عليه، كما قال : { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بالذي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } [ الإسراء : 86 ] ثم إنا نقطع بأنه تعالى ما شاء ذلك وقال لمحمد عليه السلام : { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } [ الزمر : 65 ] مع أنه عليه الصلاة والسلام ما أشرك ألبتة، وبالجملة ففائدة هذا الاستثناء أن الله تعالى يعرفه قدرة ربه حتى يعلم أن عدم النسيان من فضل الله وإحسانه لا من قوته.” اهـ

[1] الحُوَّةُ: سواد إِلى الخُضْرة، وقيل: حُمْرةٌ تَضْرب إِلى السَّواد، وقد حَوِيَ حَوىً واحْوَاوَى واحْوَوَّى، مشدّد، واحْوَوى فهو أَحْوَى، والنسب إِليه أَحْوِيٌّ؛ …………. الفراء في قوله تعالى: والذي أَخْرج المَرْعى فجعله غُثاءً أَحْوى، قال: إذا صار النبت يبيساً فهو غُثاءٌ، والأَحْوَى الذي قد اسودَّ من القِدَمِ والعِتْقِ.

وعلى الرغم مما ذكره الإمام الفخر الرازي رحمه الله وغيره من المفسرين, إلا أن الآية تظل دوما مصدر حيرة للمسلم وموطن طعن لغير المسلم, وذلك لفهمه هذه الآية بهذا الشكل, أما نحن فنفهم الآية بشكل مغاير تماما, متناسب مع السياق العام للسورة, فنحن لا نرى أن المقصود من النسيان هو نسيان القرآن, وإنما المراد منه نسيان الله والآخرة.
وهذه الإشكالية لأنهم لا يفهمون النسيان إلا بمعنى ذهاب الشيء من الرأس, وما عدا ذلك فمجاز!

وهذا غير صحيح فالنسي يدل على الإغفال والتأخير عمدا أو جبرا, وكلاهما حقيقة وليس مجازا, فابن فارس يقول في المقاييس:
“النون والسين والياء أصلانِ صحيحان: يدلُّ أحدهما على إغفال الشيء، والثاني على تَرْك شيء. فالأوّل نسِيتُ الشَّيءَ، إذا لم تذكُره، نِسياناً.” اهـ

فإذا أنا تعمدت ترك الشيء والتغافل عنه فهو نسيان, كما أن ضياعه من رأسي نسيان.
إذن فليس المراد من نسيان الرسول أنه ينسى القرآن بمعنى أن يذهب من رأسه فيخطأ فيه, وإنما المقصود أن لا ينسى الله ولا اليوم الآخر بمعنى أن لا يغفل عنهما, وهذا هو النسيان المذموم المقصود في القرآن والأكثر ورودا, فالنسيان المتعارف عليه لا يعاقب عليه الإنسان ولا يُذم به, بل إنه مرفوع كما ورد في الحديث,

والنسيان المقصود هو الغفل عن الشيء!وبذلك يكون المقصود أن الرسول الكريم ذاكرٌ لله عزوجل دوما, إلا ما شاء الله له أن ينشغل فيه بالدنيا ظاهرا!

والدليل على أن المراد من النسيان هو الله والآخرة هو السياق العام, فالآية السابقة كانت تتكلم عن إهلاك المرعى كصورة مصغرة لإهلاك الدنيا, ثم نجد قوله تعالى في آخر السورة:
بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى!”
ففي هذا دليل على أن المراد من النسيان هو نسيان الله والآخرة وليس القرآن. والناظر في القرآن يجد أن المعنى, الذي جعلوه مجازيا للنسيان–الغفلة والتغافل- هو الأكثر استعمالا!!, ولست أدري كيف!! فالله عزوجل يقول في حق المنافقين:

الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [التوبة : 67],

فلا يوجد إنسان في العالم ضاع من رأسه “الله”, فتساءل: هل قال الناس في يوم من الأيام بوجود إله أم لم يقولوا؟! كما أن الله عزوجل لا ينسى –بمعنى أن يضيع الشيء من علمه-: “قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى [طه : 52]”,

فالله لا يضل ولا ينسى, بمعنى أنه لا يضيع من علمه شيء, أما في آية التوبة فلقد غفلوا عن الله وأعرضوا عنه واهتموا بغيره, ففعل الله معهم كما فعلوا!

وبنفس المعنى يرد قوله تعالى:
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [الحشر : 19]
فلا يوجد إنسان تضيع نفسه من رأسه!
وكذلك نجد قوله تعالى: فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ [الأنعام : 44]
وقوله: فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ [الأعراف : 165]
فالمقصود أنهم غفلوا وتغافلوا عن ما ذكروا به فعوقبوا, وليس المقصود أنه ذهب من علمهم.

إذا فقراءة القرآن مانع كبير من نسيان الله والآخرة, وتكملة الآية مرجح كبير للمعنى الذي نقول به, فالله تعالى يقول: “إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7)”,

فالله تعالى يقول للنبي الكريم أنه يعلم الظاهر وما يخفى في الصدور. –فالسر ليس مخفيا لأنه معروف على الأقل لاثنين أو أكثر وهو على الرغم من ذلك سر, لأن الإنسان أسر به إلى غيره, أما ما في الصدور فلا يعلمه إلا الإنسان والله-.

فإذا غفل الإنسان أو النبي فالله تعالى يعلم هذا على الرغم من أنه لم يظهر في كلامهم أو أفعالهم ما يدل على هذا. أما إذا كان المراد من الآية نبوءة أن الرسول لن ينسى القرآن فلا يناسب الحديث العلم وإنما يناسب القدرة, وإذا كان الحديث عن النهي فلا يناسب الحديث كذلك عن العلم وإنما يناسب التوكل والطلب والرجاء بالتثبيت من الله عزوجل.

وتواصل هذه الآية ذكر نعم الله عزوجل على الرسول, فبعد الإقراء وما يتبعه من عدم النسيان, فهناك التيسير:“وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) 
,
فالله عزوجل سييسر النبي الكريم لليسرى, فالنبي الكريم سيكون بابا سهلا لكل خير, فبه سيصل الخير إلى الناس, لأنه سيسير إلى الخير حيث كان.

وكناتج منطقي للنعمة يأتي الأمر من الله عزوجل للنبي الكريم, فيقول: “فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى (9)”, فيأمر الله تعالى النبي الكريم بالتذكير به وباليوم الآخر. والعجيب أن الإمام الفخر الرازي أخذ يصول ويجول ليثبت أن الشرط لا معنى له وأن التذكير غير مرتبط به, وأن الأمر به على الإطلاق!

ولله الحمد انتبه الإمام الألوسي إلى هذا الأمر, فقال:
وتقييد التذكير بنفع الذكرى لما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد ذكر وبالغ فيه فلم يدع في القوس منزعاً وسلك فيه كل طريق فلم يترك مضيفاً ولا مهيعاً حرصاً على الايمان وتوحيد الملك الديان وما كان يزيد ذلك بعض الناس إلا كفراً وعناداً وتمرداً وفساداً فأمر صلى الله عليه وسلم تخفيفاً عليه حيث كاد الحرص على ايمانهم يوجه سهام التلف إليه كما قال تعالى { فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً } [ الكهف : 6 ] بأن يخص التذكير بمواد النفع في الجملة بأن يكون من يذكره كلاً أو بعضاً ممن يرجى منه التذكر ولا يتعب نفسه الكريمة في تذكير من لا يورثه التذكير إلا عتوا ونفوراً وفساداً وغروراً من المطبوع على قلوبهم كما في قوله تعالى : { فَذَكّرْ بالقرءان مَن يَخَافُ وَعِيدِ } [ ق : 45 ] وقوله سبحانه : { فَأَعْرَضَ عن مَّن تولى عَن ذِكْرِنَا } [ النجم : 29 ] وعلمه صلى الله عليه وسلم بمن طبع على قلبه بإعلام الله تعالى إياه عليه الصلاة والسلام به فهو صلى الله عليه وسلم بعد التبليغ وإلزام الحجة لا يجب عليه تكرير التذكير على من علم أنه مطبوع على قلبه فالشرط على هذا على حقيقته” اهـ

فعلى الرسول الكريم التذكير في مظانه, ف سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11)

فسيذكر من يخشى ويتجنب الذكرى الأشقى. ونلاحظ أن الله تعالى قال: ويتجنبها ولم يقل: ينساها, وقال: الأشقى ولم يقل: من يشقى كما قال: من يخشى.
فالإنسان الذي يخشى سيذكر, والشقي سينساها, أما الأشقى فسيتجنبها, فسيتولى عنها ويعرض ولن يسمع لها أصلا, لذا لا فائدة من تذكيره. –وهذه الآية دليل على أن الشرط “إن نفعت الذكرى” عامل وغير زائد كما زعم الإمام الفخر الرازي وغيره من المفسرين!!

وهذا الإنسان المتجنب المعرض عن الذكر والذكرى له جزاء مخصوص يوم القيامة وبه صار أشقى, وليس مجرد شقي, فالشقي له النار: “يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ [هود : 105-106]”
أما الأشقى فله عذاب مخصوص, فهو: الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12),

وليس المراد من النار الكبرى نار الآخرة في مقابل نار الدنيا, وإنما المراد منها نار مخصوصة هي الكبرى, كما قال الإمام الفخر الرازي:
“أن في الآخرة نيراناً ودركات متفاضلة كما أن في الدنيا ذنوباً ومعاصي متفاضلة ، وكما أن الكافر (المتجنب) أشقى العصاة كذلك يصلى أعظم النيران” اهـ

“ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13)”, وهذه الآية من الآيات المشكلات –بالنسبة لعلمنا الحالي- والله أعلم بحال ذلك الإنسان في هذه الحالة, التي لا يكون فيها حيا ولا ميتا!

ولقد اجتهد المفسرون في فهم هذه الآية, فقدموا توجيهات لها, ومنها ما أورده الإمام الفخر الرازي, حيث قال:
“للمفسرين فيه وجهان : أحدهما : لا يموت فيستريح ولا يحيا حياة تنفعه ، كما قال : { لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مّنْ عَذَابِهَا } [ فاطر : 36 ]
وهذا على مذهب العرب تقول للمبتلى بالبلاء الشديد لا هو حي ولا هو ميت وثانيهما: معناه أن نفس أحدهم في النار تصير في حلقه فلا تخرج فيموت ، ولا ترجع إلى موضعها من الجسم فيحيا” اهـ

ولكنا نلاحظ أن الله تعالى جعل هذه الحالة بعد فترة من صلوه النار “ثم”, بخلاف حديثه عن الشقي في هود, فقال: ” فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ”, فتصور الآية كما هي لا يظهر لنا, والله أعلم بهذه الكيفية, التي ستكون لهذا الاشقى!

ثم تكمل السورة الصورة, فتقول:
قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)

فليس كافيا أن يتذكر الإنسان الذي يخشى فقط, بل لا بد للفلاح من حصول التزكية للنفس بعد هذا التذكر, وتزكية النفس تكون بتطهير القلب من الأدران ومن الشرك وكذلك بالأعمال الظاهرة, ولكن هذا أيضا ليس بكاف بل لا بد من العبادة القولية باللسان, فيذكر الإنسان بلسانه اسم ربه فيصلي.

ثم تبين الآيات أن سبب نسياننا وتقصيرنا هو إيثارنا الحياة الدنيا, وأن قليل من يفلح بأن يكون خاشيا ذاكرا متزكيا مصليا, على الرغم من أن الآخرة خير وأبقى, فحقيقة هي أن يُعمل من أجلها وأن تُتذكر.
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)

ثم تختم السورة بتوجيه ضربة قاضية للكائدين للدين وللرسول –في السورة الماضية-, بقوله تعالى:
إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)

فإذا كنتم تكيدون لمحمد وللدين من أجل إبطاله فها نحن نقدم لكم بعضا مما أنزلناه في الصحف الأولى, -سواء كانت السورة كاملة أم بعضها, وإن كان الأرجح أنها كلها والله أعلم- فهي وإن كانت ضيعت عند الناس فهي لا تزال محفوظة عندنا, وها نحن نقصها عليكم مرة أخرى, فكيدكم ضعيف ولن يؤثر وحفظنا قوي مستمر, وكما حفظنا هذه الكتب فسنحفظ محمدا والقرآن.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

الإنسان ليس مجبرا

جاءني سؤال يقول:هل الانسان مجبر عن البحث عن حقيقة الكون والغاية من الحياة، فقد يقول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.