بين: الله العظيم .. والعقل

من المعلوم أن “العقل” لا يدرك ذاته ..
ولا يعقلها
وكذلك هو لا يعلم كيف يعمل ..

ولا يقتصر الأمر على الماهية وإنما يتعداه إلى “الفعل”, فهو لا يعرف كيف يفعل!
كيف يوجه بعض الجسد, ليمشي وليسرع وليأخذ وليدفع وليقوم ويركع.

كما أنه غير “متحكم” في أكثر الجسد
فليس العقل هو من يعطي القلب الأمر لينبض ولا المعدة لتهضم ولا الرئة ولا الكبد ولا الجسد كله لينمو, ولا أنظمة معينة مثل “النظام المناعي” ليعمل ويواجه الجراثيم والميكروبات.
بل بالعكس قد يريد الإنسان فعل شيء ويستعصي عليه جسده -بلا شلل ولا مرض- فيرفض تنفيذ الأوامر.

(والعجب أن العقل له “سلطان” على المشاعر! فبالعقل يستطيع الإنسان أن يفرح وأن يزيد فرحه وأن يقلله, وأن يستغضب نفسه وأن يجمح غضبه, وأن يهيج الشهوة وأن يكبحها.)

لهذا ولغيره ننزه الله العلي العظيم على أن نسميه مجازا ب “العقل”,
مثلما يقال: العقل الأعظم, أو: العقل مدير الكون,
وذلك لأن العقل لا يدير الجسد أصلا, وإنما هو فاعلٌ فقط في مجال الاختيار, والعقل متأخرٌ عن الجسد.
بينما الله العظيم سبحانه كائن قبل الكون وهو مكونه.
وهو الخلاق العليم الذي صور وأوجد
وهو المهيمن المدبر المقدر لكل ذرة من ذرات الكون العليم بحالها ومآلها,
وهو الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا
بينما العقل ليس له من الأمر شيء, فهو هبة ربانية مستودعة في الإنسان
فهي عرض له وليست “اسما”.

نظرات في الذات_الإلهية

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

سنن العواقب

رغما عن أن المسلمين يتلون القرآن آناء الليل وأطراف النهار إلا أنه رسخ عند نسبة …