تنحنحت ….
ثم ألقيت السؤال بسرعة:
يا حكيم; ماذا يفعل الله الآن؟!
التفت إلي مشدوها, وقال:
حدد ماذا تقصد؟!
قلت: أوليس الله قد سنن السنن وأجراها, والكون سائر عليها,
فهل الله حاليا فقط يراقبنا ويسجل أعمالنا؟!
رأيت الدموع تترقرق في عيني حكيم الزمان, قبل أن يقول بصوت متحشرج:
حاشا للرب العظيم سبحانه وتعالى
أي بني
إن مشائخكم لم يعلموا أسماء الله الحسنى
ولم يلقنوكم إلا “تفسيرات” لمعاني “مفردات”
ولو علمت أسماء الله الحسنى لعلمت ماذا يفعل الله
واختصارا أقول لك:
إنه جل وعلا وعظم يدبر الأمر يفصل الآيات
قلت لحكيم الزمان: زدني بيانا
قال:
أي بني إن الله كما يحيي الأفراد ويميتها, فهو يحيي القلوب ويميتها, ويحيي الأمم ويميتها,
وكما يرزق الأشخاص فهو يرزق البلدان,
وأسماعنا وأبصارنا بيده فهو يُسمع من يشاء ويغشي بصر من يشاء
ويهدي من يشاء ويضل من يشاء
وهو يداول الأيام بين الناس
أي بني,
إن هداية الله خلقه بالكلمة على لسان الرسل “استثناء منقطع”
أما الأصل في هداية الله لخلقه فهو آياته حولهم,
وهو يفصلها ويصرفها ليُبصر الناس
وهو كذلك يصرف عنها من يتكبر في الأرض بغير الحق
أي بني
أفعال الله لا تُحصى ولا تعد,
ولكن الناس يقصرون نظرهم على فعل البشر أو فعل المخلوقات
وينسون أن الكل مسخر بيد الرحمن
يجرينا كما يشاء
فاحذر أن تكون قصير النظر
وانسب الفعل إلى فاعله الحقيق
الملك الحق