حديثنا اليوم بإذن الله وفتحه عن البلاء والمصائب التي تنزل بالناس, والتي يختلف موقفنا منها, فمنا من يجزع ومنا من يصبر ويرضى ويحمد, ومنا من يوصي المصاب بالصبر لأن هذا ابتلاء من الله العليم الحكيم, أو أن هذا الموقف الذي تعرض له ومر به هو فتنة وعليه التحمل لتجاوزها.
إلا أن الملاحظ أن المستخدمين لهذه الكلمات لا يعرف الفارق بينها, فالفتنة والبلاء والابتلاء سواء, فهي كلها امتحانات من الله العليم, وذلك لأن العلماء لم يقدموا لهم فروقاً واضحة بينها, لذا نتوقف مع هذه المفردات, لنقدم بفضل الله الفارق بينهما, حتى يفهم القارئ كلام ربه في الآيات الكثيرات التي ذكرت الفتنة أو البلاء, وحتى يستطيع الحكم على حالته, هل فُتن أم هو مبتلى؟
إذا نظرنا في كتابات بعض من حاولوا التفريق بينها لا نجد لديهم حداً فاصلاً بينها, فنجد مثلاً أن أحدهم أجاب عن الفرق بين البلاء والفتنة فقال:
البلاء نوع من المصائب ينزل على العبد المسلم ليكفر بها خطاياه ويرفع درجته ، اما الفتنة والعياذ بالله هي الانحراف عن شرع الله تعالى وفعل المعاصي.
وهي إجابة غير صحيحة لا تتفق مع لسان ولا قرآن, وهناك من حاول أن يفرق بينها بشكل آخر, فقال:
“وهناك فرق بين البلاء والفتنة والامتحان:
البلاء فيما تكرهه نفسك (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع) ومنظومة المصائب في المال والمجتمع والأهل والأولاد وقد أصيب بها النبي r جميعاً والبلاء من أهم أدوات الرِفعة يوم القيامة.
الفتنة ما تحبه نفسك وتشتهيه ومنظومة الشهوات هي المال والنساء والرِفعة والجاه والسلطة والغنى (زُين للناس حب الشهوات من النساء ) ومن الفتنة الانتقام ممن اعتدى عليك.
الامتحان هو اظهار الكفاءة فالدنيا دار امتحان كبير وكل ما نمر به يومياً هو امتحان للتقوى (أولئك الذين امتحن قلوبهم للتقوى) ” اهـ
ولو رجعنا إلى كتابات اللغويين أنفسها لنجد تفريقا بينها, لا نجد تفريقا واضحا ذا مستند قرآني, فنجد الإمام العسكري مثلا يقول في (الفروق اللغوية) في الفرق بين الابلاء والابتلاء:
هما بمعنى الامتحان والاختبار اهـ.
ويقول في الفرق بين الابتلاء والاختبار: الابتلاء لا يكون إلا بتحميل المكاره والمشاق. والاختبار يكون بذلك وبفعل المحبوب، ألا ترى أنه يقال: اختبره بالإنعام عليه، ولا يقال: ابتلاه بذلك. ولا هو مبتلى بالنعمة، كما قد يقال: اختبره بالإنعام عليه. ولا يقال: ابتلاه بذلك. ولا هو مبتلى بالنعمة. كما قد يقال: إنه مختبر بها،
ويجوز أن يقال: إن الابتلاء يقتضي استخراج ما عند المبتلى من الطاعة والمعصية، والاختبار يقتضي وقوع الخبر بحاله في ذلك اهـ.
وقال الخازن: الابتلاء يكون في الخير وفي الشر، وإذا أطلق كان في الشر غالباً، فإذا أريد به الخير قيد به. اهـ.
ولا يختلف الأمر في المعاجم اللغوية, فإذا نظرنا في لسان العرب مثلاً, وجدنا ابن منظور يقول في كلامه عن: “فتن”:
“الأَزهري وغيره: جِماعُ معنى الفِتْنة الابتلاء والامْتِحانُ والاختبار، وأَصلها مأْخوذ من قولك فتَنْتُ الفضة والذهب إِذا أَذبتهما بالنار لتميز الرديء من الجيِّدِ، وفي الصحاح: إِذا أَدخلته النار لتنظر ما جَوْدَتُه، ودينار مَفْتُون.
والفَتْنُ الإِحْراقُ، ومن هذا قوله عز وجل: يومَ هم على النارِ يُفْتَنُونَ؛ أَي يُحْرَقون بالنار.
ويسمى الصائغ الفَتَّان، وكذلك الشيطان،
ومن هذا قيل للحجارة السُّود التي كأَنها أُحْرِقَتْ بالنار: الفَتِينُ، وقيل في قوله: يومَ همْ على النار يُفْتَنُونَ، ….. ويقال: فَتَنَ الرجلُ بالمرأَة وافْتَتَنَ،
وأَهل الحجاز يقولون: فتَنَتْه المرأَةُ إِذا وَلَّهَتْه وأَحبها، ….. والفِتْنةُ إِعجابُك بالشيء، فتَنَه يَفْتِنُه فَتْناً وفُتُوناً ………. والفِتْنة الضلال والإِثم. والفاتِنُ: المُضِلُّ عن الحق. والفاتِنُ: الشيطان لأَنه يُضِلُّ العِبادَ، صفة غالبة. ………. وفتَنَ الرجلَ أَي أَزاله عما كان عليه، ومنه قوله عز وجل: وإِن كادوا ليَفتِنونك عن الذي أَوْحَيْنا إِليك؛ ……… وقال شمر: كل ما غيرته النارُ عن حاله فهو مَفْتُون، ….” اهـ
وابن فارس يقول في معجم مقاييس اللغة في: “بلو”:
“الباء واللام والواو والياء، أصلان: أحدهما إخلاق الشيء، والثاني نوعٌ من الاختبار، ويحمل عليه الإخبار أيضاً. فأمّا الأوّل فقال الخليل: بَلِيَ يَبْلى فهو بالٍ.” اهـ
وكما رأينا فالفتن اختبار والبلو نوع من الاختبار, فما الفارق بينهما؟
نتوقف مع كتاب الله لنبصر الفارق بينهما, فنقول:
لننظر في مجموعة الآيات القادمة ولنتساءل: هل الفتن فيها بمعنى الاختبار؟
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ … [البقرة : 191]
فهل المقصود بالفتنة هنا هو الاختبار أم التحويل عن الدين؟
وكذلك في الآية القادمة: وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً [النساء : 101]
هل المقصود الاختبار أم تغيير حالة؟ وكذلك في الآية القادمة:
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا … [الأعراف : 27]هل المقصود الاختبار أم الإضلال (التغيير والانتقال من حالة لأخرى)؟ وكذلك في الآية القادمة:
وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً [الإسراء : 73]
الناظر في هذه الآيات لا يجد أنها تتحدث عن اختبار وإنما عن تغير حالة وتحول.
فإذا نظرنا في سورة الأنبياء وجدنا أن الله تعالى قدّم الفرق بينهما, فقال:
“كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء : 35]”
فالله يبلو الناس فتنة, فليس المقصود أنهم يختبرهم اختباراً, وإنما يبلوهم إظهاراً لما بداخلهم, إظهارا لأي جهة يتغيرون.
إن المعنى الدقيق للكلمة هو ما ذكره ابن منظور نقلاً عن شمر: “كل ما غيرته النار عن حاله فهو مفتون”
, فالفتنة ليست اختبار, وإنما هي تغيير, وكما رأينا من أصل استعمالها أنها تغيير بالنار, أي أن المرء يتعرض لبلاء ما (بالشر أو بالخير) فيتغير عن حاله التي كان عليها, وهو بهذا قد فُتن,
ومن ثم يمكننا القول أن:
الفتنة هي التغير بالابتلاء, والمفتون هو من تغير بالابتلاء, فالفتنة مترتبة على البلاء, فهي ما أظهره (نتيجة) البلاء.
ولمعنى التغيير هذا استُعملت الفتنة مع الآيات التي تتحدث عن إرغام الناس على تغيير دينهم, فهذا تحويل قصري, وكذلك استُعملت مع إضلال الشيطان فهي تحويل بالوسوسة وبالتزيين.
ولهذا فإن الممتحن لا يكون مفتونا حتى تظهر نتيجة الابتلاء والامتحان, ولهذا استعملت العرب الفتنة من عشق الشيء أو المرأة, فهو واجه الشيء ولم يستطع المقاومة ووقع في الحب والتعلق, ومن ثم صار مفتوناَ
ولهذا نجد أن القرآن يقرن الفتنة بالنتيجة, فمثلا نجد أن الله تعالى قال:
“وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ [ص : 34]”
فالله لم يقل: فألقينا, ولم يقل: ففشل أو أخفق, وإنما قال: أناب, فالفتنة تعني أن الابتلاء أظهر تغيرا, ثم أناب سليمان بعد ذلك.
وكذلك آيتا العنكبوت:
“أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت : 2-3]”
فالفتنة ميزت الكاذبين من الصادقين بإظهار تغييرهم: “ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب”
وهكذا نجد أن باقي الآيات تتحدث عن نتيجة الاختبار وليس عنه نفسه, فسيدنا داود لم يظن أنه اختُبر وإنما ظن أنه لم يفلح في الاختبار:
“قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ [ص : 24]
وكذلك مع قوم موسى, كانت الفتنة أن السامري أضلهم:
“قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ [طه : 85]”
(لاحظ: لم يقل: فأضلهم)
وكذلك أهل الكتاب لم يحسبوا أن هذا الفعل اختبار, وإنما حسبوا أنه لن يكون شيئا يحولهم ويغير حالهم:
وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ [المائدة : 71]
وكذلك أصحاب الزيغ اتبعوا المتشابه ابتغاء الإضلال (التحويل والتغيير من حال إلى حال) وليس الاختبار:
هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ …[آل عمران : 7]”
ومن ثم لا يمكن للإنسان أن يقول أنه مفتون طالما أنه صابر على البلاء ثابت على موقفه, وإنما يقال هذا بعد أن يتغير ويخضع لما أبتُلي به, ولا يسمى البلاء فتنة إلا بعد تحول (كل أو بعض) المتعرضين له, لهذا تُسمى الأحداث الكبرى فتنة, لأن هناك حتما من تغير/يتغير بسببها, وهناك من يثبت على موقفه.
وندعو الإخوة لقراءة باقي الآيات التي تحدثت عن الفتنة تبعاً لهذا الفهم الجديد ليبصروا بأنفسهم هل يستقيم أم لا.
فإذا نظرنا في البلاء وجدنا أن أصله كما قال ابن فارس: إخلاق الشيء, كما نقول: ثوب بالٍ. ومن ثم فإن البلاء هو بالدرجة الأولى تعرض الإنسان لشيء ينهكه ويستنزفه, وقد يكون عقاباً أو جزاء أو نتيجة طبيعية لموقف يتخذه الإنسان, وقد يكون اختباراً:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة : 155]
لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [آل عمران : 186]
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [المائدة : 48]
واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [الأعراف : 163]
وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأعراف : 168]
بينما الملاحظ من الاستعمال القرآني أن الابتلاء كله اختبار:
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [البقرة : 124]
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة : 249]
وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران : 152]
وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً [النساء : 6]
ومن ثم فمن الممكن أن يبتلي الإنسان غيره ومن الممكن أن يُصبر غيره بقوله له أنه مبتلى, إلا أنه من الصعب أن يحكم على نفسه أنه مبتلى فقد يكون: مبلواً فقط.
نخرج من هذا البحث السريع أن الفتنة هي تغير وتحويل بينما البلو هو إنهاك لأسباب عدة, بينما الابتلاء في الاستعمال القرآني هو الاختبار, والله أعلى وأعلم.
ندعو الله الحكيم أن يجنبنا ويجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن, وأن يجنبنا البلاء إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شاهد أيضاً
إستعاذة من إحباط الأعمال
سبحان الله الملكسبحان ربنا المدبرسبحان العلي الحكيمسبحان الرحمن الآمر بالقسطسبحان ذي الجلال والجبروتوالعزة والسلطان والملكوت …