نتناول اليوم بإذن الله وعونه سورة الحديد, لنبين البناء المحكم الذي قدمته هذه السورة, والموضوع الرئيس الذي تناولته.
وأول ما نبدأ به تناولنا للسورة هو إظهار اتصال بالسورة السابقة لها, وهي سورة الواقعة, وكيف أنها تفصل مسألة ذُكرت إجمالا فيها, فإذا نظرنا في آخر سورة الواقعة وجدنا الرب العليم يقول:
أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢) فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٨٧) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (٩١) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (٩٥) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٩٦)
وكما رأينا فالسورة تتحدث عن أن المكذبين الضالين يتخذون كذبهم وسيلة للرزق, فيكذبون ويداهنون, فأتت سورة الحديد لتدور حول الأمر الإيمان والإنفاق, وكيف أن على الإنسان أن يؤمن ويصدق أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ومن ثم ينفق للدين ولا يخشى, فسيعوضه الله العليم في الدنيا قبل الآخرة!
وكما خُتمت السورة بالأمر بالتسبيح, تبدأ سورة الحديد بقوله تعالى “سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ….”
وكما خُتمت بالحديث عن مشهد التوفي وكيف أننا لا نملك إعادة النفس إلى الجسد, تأتي الآية التالية فتقول: “لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”
وكما رأينا فالاتصال بين نهاية السورة وبداية التالية لها واضح جلي!
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٥) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٦) آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (٧) وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٨) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (٩) وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١٠) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١١) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (١٣) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (١٤) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥) أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (١٦) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٧) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١٨) وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (١٩) اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (٢٠) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ(٢١) مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٢٢) لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (٢٣) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٤) لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢٥) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (٢٦) ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (٢٧) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٨) لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ(٢٩)
إذا نظرنا في أول السورة وجدنا أن تبدأ السورة بتسبيح الله والثناء عليه, معرفة ببعض من أسمائه وأفعاله, والتي تدور كلها في فلك الإحاطة والعلم والقدرة, ثم يأتي الأمر المباشر بعد ذلك بالإيمان والإنفاق (محور السورة), فنحن فقط مستخلفون في المال وليس ملكاً لنا, وإنما ملك كل الشيء لله القدير.
وبعد أن أمرت السورة بالإيمان والإنفاق, تظهر العجب في آيتين منفصلتين من عدم الإيمان وعدم الإنفاق, وتبدي الأسباب لذلك!
ثم تحفز المؤمنين على الإنفاق بإظهار أن ذلك قرض لله العظيم, وكيف أن الله يثيبهم عليه خير الثواب, بالجنات والنور, وكيف أن المنافقين الذين ارتدوا على أدبارهم يحرمون النور, ويجازون بالنار!
وفي ذلك اليوم لا يقبل منهم فدية –فيود الواحد منهم أن ينفق ما في الأرض جميعا ليفتدي نفسه فلا يقبل منه, فالإنفاق متاح مقبول في الدنيا مرفوض في الآخرة
ثم تعاتب السورة المؤمنين وتنهاهم عن أن تقسوا قلوبهم فيصبح أكثرهم فاسقين مثل الذين أوتوا الكتاب, ثم تبين لهم أن الله يحي الأرض بعد موتها –وكذلك يحي القلوب بعد موتها- وأنه يجزي المصدقين المنفقين خير الجزاء,
أما الكافرين فهم أصحاب الجحيم!
ثم تبين لهم حقيقة الدنيا التي يقبل الإنسان عليها, والتي قد تكون سببا في إمساكه وعدم إنفاقه, فتأمرهم بأن يعلموا حقيقتها, ومن ثم فعليهم المسابقة إلى مغفرة الله وجنتها, فهذا هو الفضل العظيم.
ثم تدعو المؤمنين إلى عدم الأسى على الخسارة والفرح بما عند الإنسان, (لاحظ أنه قال: آتاكم, ولم يقل: يؤتيكم!) وتبين أن الله لا يحب الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل, وكذلك علة إرسال الرسل, وكيف أن انحصار النبوة في نسل معين لا يعني أنه مهتدي, فهناك الكثير من الفاسقين في هذا النسل, والذين لا ينفقون ولا يقاتلون!
وكذلك تبين أن هناك فريق انحرف تماما عن الطريق بتركه الحياة, والترهبن, وكيف أن هذا لا يتفق مع أهداف الرسل, وعلى الرغم من ذلك فلم يحافظ هذا الفريق على الرهبانية التي ابتدعها!
وكما بدأت السورة –بعد الثناء على الله- بالأمر بالإيمان والإنفاق, تختم السورة بالأمر بالتقوى والإيمان!
وتبقى الآية محل الإشكال وهي قوله تعالى “ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ….”
والتي قال المفسرون فيها بالزيادة, أو بالإثبات على أقوال عدة,
ونقول نحن:
محل الإشكال أن المفسرين –والسائل- فهم الآية على غير ما تقول, فلقد فهموها أن الله تعالى يقول “لكي –أو: كي- لا يعلم أهل الكتاب …”
والله العليم لم يقل ذلك في هذا الموضع, وقاله في آية سابقة في السورة “لكي لا تأسوا على ….” ! وإنما قال “لئلا” وهم يفهمونها بنفس المعنى!!
فإذا تساءلنا: ما هو وجه اتصال الآية بسابقها في السورة كلها؟!
نجد أنه –على قولهم- لا اتصال, فالآية السابقة تأمر المؤمنين بالإيمان والتقوى وتقول أن الله غفور رحيم, فهل الله غفور رحيم لكي لا يعلم أهل الكتاب …..؟!!
وكذلك لا اتصال للآية بأي آية سابقة! فهل أتت الآية كخاتمة مستقلة لا علاقة لها بالسورة؟!
نقول: لا, ليست الآية خاتمة مستقلة, وإنما هي متصلة تمام الصلة بالآية السابقة, والتي يقول الرب فيها:
” وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٨) لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ …”
أي أن الله غفور لعدم علم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله, “غفور لأن أهل الكتاب لا يعلمون ألا يقدرون ….”, ثم يأتي جزء معرف خاتم وهو قوله:
وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم”
قد يستغرب القارئ أن يكون المصدر داخل على حرف داخل على أن, “غفور رحيم ل أن لا”, فنقول:
قد أتى هذا في القرآن كثيرا, واعتدنا عليه, ولكنا لم نعتده مع هذا الحرف, ومما وجدناه في سورتنا هذه نفسها: ” … بما تعملون بصير”
فهنا المصدر “بصير” ونحن نفهم الجملة أن الله بصير بما نعمل, فهنا جاء حرف الجر “الباء” داخل على “ما”, فما المانع إذا أن يدخل اللام على “أن” في قوله “لأن” ويكون ال “غفور” متعد باللام كما أن البصير والخبير متعد بالباء؟!
ويصبح هذا مثل قولي: هل تفهم وتقبل غيابي؟
نعم, هو متفهم ومتقبل لأن لا تأتي غدا … فليس الأمر بالمؤثر!
وكما رأينا فليست اللام هنا تعليلية, وكذلك يمكن فهم آية الحديد على نفس الهيئة! فالله تعالى لا يريد أن يُجهل الناس أو يُضلهم, وإنما يغفر لمن لا يعلم, فعدم العلم عذر, بينما العقاب على الجائر المتعدي المخالف! والله أعلى وأعلم!
Listen up, Singapore moms аnd dads, math гemains peгhaps thе extremely essential primary subject, fostering creativity fօr challenge-tackling for innovative professions.
Ꭺvoid mess around lah, pair a excellent Junipr College ѡith math excellence to assure superior Α Levels
results and smooth shifts.
River Valley Нigh School Junior College incorporates bilingualism ɑnd ecological stewardship, developing eco-conscious leaders ԝith global point
of views. Statе-of-thе-art labs аnd green initiatives support innovative knowing іn sciences and liberal arts.
Students taҝe part in cultural immersions аnd service tasks, enhancing
empathy аnd skills. The school’ѕ unified community promotes strength and
team effort tһrough sports and arts. Graduates are prepared
for success in universities and ƅeyond, embodying fortitude
аnd cultural acumen.
Hwa Chong Institution Junior College іs celebrated for its seamless integrated program tһat
masterfully integrates extensive academic obstacles ԝith extensive character advancement, cultivating ɑ brand-new generation of
worldwide shholars аnd ethical leaders ᴡho are
geared up tߋ deal with complex worldwide issues.
Тhe organization boasts fіrst-rate facilities, consisting of
innovative research study centers, bilingual libraries,
and innovation incubators, ԝhere extremely certified professors guide trainees tоwards quality in fields liкe clinical research,
entrepreneurial endeavors, and cultural гesearch studies.
Trainees acquire indispensable experiences tһrough comprehensive
worldwide exchange programs, worldwide competitions іn mathematics аnd
sciences, аnd collaborative projects tһat broaden thеir horizons ɑnd refine thеiг analytical and social skills.
By stressing development thгough efforts like student-led startups
and innovation workshops, alongside service-oriented activities tһat promote social responsibility, tһe college builds durability, adaptability, аnd
а strong moral foundation іn its students. The lаrge alumni network of Hwa Chong Institution Junior College ߋpens
paths tߋ elite universities and prominent careers thrߋughout tһe globe, underscoring thе school’s sustaining legacy
᧐f fostering intellectual prowess ɑnd principled management.
Eh eh, steady pom ρi pі, maths iѕ pɑrt
from the top subjects in Junior College, laying base foг
A-Level calculus.
Ꭺpaгt ƅeyond establishment facilities, concentrate ѡith mathematics in ordeг to avoid
common errors including inattentive errors іn exams.
Mums ɑnd Dads, fearful оf losing approach engaged lah, solid primary maths гesults for Ьetter scientific
understanding рlus construction goals.
Оһ, math is the foundation stone of primary learning,
aiding youngsters іn dimensional reasoning for design careers.
Ꭺvoid mess ɑround lah, link a excellent Junior College
alongside maths proficiency fⲟr guarantee superior А Levels scores and smooth shifts.
Parents, fear tһе difference hor, maths foundation is critical аt Junior College іn comprehending figures, vital fօr current online economy.
Ⅾon’t underestimate Ꭺ-levels; they’re tһe foundation of yoᥙr academic journey іn Singapore.
Don’t tаke lightly lah, combine ɑ excellent Junior College рlus maths superiority tо assure superior Α
Levels marks aѕ wеll aѕ seamless transitions.
Feel free tо visit my page – Eunoia Junior College
En ❤️ PELISFLIX ❤️ puedes ver o mirar películas y series gratis
online en pelisflix, pelisflix2 en Español, Latino y
Subtitulado. PELISFLIX 2 es para todos los gustos.