الكريم

مبارك أنت يا جواد
تبارك اسمك وتعالى جدك
ولا إله غيرك ولا معبود سواك
أنت ربنا الأعلى
المعبود الأكرم
إلهنا الأعظم
السيد الأوحد
والرب الأكبر
منك الفضائل والعطايا والخيرات
السابغات الفائضات المتتاليات
جزاء عطاءً منك غير ممنونات
فضله على عباده غير محدود
لا نهاية له وهو غير معدود

سبحانك أنت الرب الكريم
يدك كريمة سخاء سحاء ملأى
غير مغلولة مبسوطة كل البسط
لا تخشى إنفاقا ولا نفادا
ترزق بجود وتعطي بكرم
ترزق المطيع والعاصي
لم تمنع رزقك مسترزقا
تهب بقدرك وليس على قدرنا
لو آخذتنا بكسبنا لما على الأرض تركتنا
أضعافا مضاعفة تثيبنا على أعمالنا
وبمثلها وبمغفرة الجزاء على سيئاتنا

سبحانك سبحانك
أنت رب كريم
وملائكتك الكاتبون .. كرام
يكتبون بكرم الأعمال
وأرضك كريمة غير بخيلة
مستلقحة بالحياة متفجرة
فمن حرثها فهي له أضعافا محسنة
فيها معادن ونبات وأشجار
وفيها راحة النفس واسأل الكفار
نعمرها لأنفسنا ولنفعنا
فكتبت المصلحين لها من الأبرار
وجدت عليهم في الآخرة بدار القرار

سبحانك الرب الكريم الأكرم
النفوس بالخير شحيحة
ما عرفنا من أنفسنا إلا شحا
وما رأينا منك إلا جودا وكرما
فغرنا كرمك يا كريم
فظن العاصي أنه على صواب
وظن الثري أنه بالعطاء يثاب
وظن الجبارين أن لا عذاب
وغفل الناس عن تسجيل الكتاب
وزُين لهم أن لا آخرة ولا حساب
وأنه سواء المجرم والأواب
وفرحوا بما فتح عليهم من أبواب
ونسوا أنك تمهل العاصي حتى يتوب
وحتى يترك ويستغفر ولربه يؤوب

سبحانك الرحمن الكريم
من ذا طرق بابك فرددته
ومن ذا أناب إليك فعاتبته؟
ومن استغفرك فلم تكن له غفارا؟
ومن استرحمك فلم تكن له رحيما؟
ومن استهداك فلم تكن له هاديا؟
ومن استعطاك فلم تكن له معطيا؟
ومن تاب إليك فلم تكن له محبا؟
ومن آب إليك فلم تكن له غفورا
ومن أحسن إلى خلقك فلم تكن له شكورا؟
ومن أعطى وآمن فلم تكن له حميدا؟
ومن أقبل عليك فلم تكن به سعيدا؟
ومن ذكرك فلم تكن له ذاكرا؟
ومن توكل عليك فلم تكن له معينا؟
ومن استعان بك فلم تكن له معينا؟
ومن حمدك فلم تكن له غفورا شكورا

سبحانك سبحانك
أنت الرب الغني الكريم
بكرم الرب كان الإنسان
وكانت الحياة … وكانت المجتمعات
وبغير كرمك لكان الهلاك والموات
فلك الحمد
واسع الفضل والمنة
واغفر لنا ما غرنا
إنك أنت العفو الأكرم
والحمد لله لم يزل عليا
ظاهر الفضل جليا
وسلام على المرسلين
والحمد لله الجواد

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

النظام الخفي

هل تؤمن أنه يوجد “نظام” تعمل أجسادنا تبعاً له؟!-هذا لا يحتاج إلى “إيمان”, كلنا نعلم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.