الصرفة!

الصرفة!
مصطلح نعرفه نحن معشر “الإسلاميين” جيدا!
أن يُصرف الإنسان أو يحول عن الوجهة التي يقصدها بدون أن ينتبه إلى ذلك ظاناً أنه قد وصلها!!

و المشكلة أنه لا يخطر ببالنا أنه من الممكن أن يكون نازلاً بنا!
والحق أنه لا يخطر ببال كثير منا أصلا هذا التصور! سواء معنا أو مع غيرنا خاصة في مجال “البحث الديني”.

فهناك أدلة وهناك قواعد أصولية وهناك اجتهاد!
فهناك من يجتهد فيصيب وهناك من لا يصيب!
والعبرة في النهاية بالدقة وبالقواعد التي يسير عليها هل تمسك بها أم لا.
وهل أخذ بظواهر النصوص أم أوله أم .. أم!

وإن حدث وخطر ببالنا مسألة الصرفة فنستبعد تماماً أن نكون نحن من “المصروفين” عن فقه آيات الله وفهم كتابه! فحتما المصرفون هم .. الآخرون!!

رغما عن أننا قد نكون قد أتينا ما نستحق به أن نُصرف فعلا!
وأتذكر أني كنت قديما قد أبحث البحث الديني وأنا على معصية ثم فجأة تظهر في رأسي إجابة للتساؤلات أو حل للإشكالية!
فأمحصها في رأسي فأجدها صالحة فآخذ بها!
وكنت أعجب من هذه “المنح” التي تأتيني … على معصية!
والحق أنه كان يخطر ببالي أنها قد تكون “شيطانية” ولكن عندما أفحصها بعقلي أجدها جيدة فأتقبلها!

ثم بعد ذلك وبعد أزمنة طوال اكتشف أن هذه الإجابات لم تكن سليمة وأنها لم تكن “منحا” ولا “فتحا” وإنما كانت “صرفا”
وأني كنت من “المصروفين”!

وإني إذ أقارن الآن بين “الإجابات” التي كانت تقفز في ذهني في الصلاة وأنا أقرأ بعض آيات الله وأقارنها بتلك الأخرى التي كانت تأتي على معصية, فأقول:
لا يمكن بحال أن تستوي هذه بتلك!! فنور الله لا يهدى لعاصي!

فانظر في حالك وفعلك واحذر أن تكون من “المصروفين” .. المغرورين!!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

التفاتن

وكل المسلمين تقريبا يذكرون قول الله تعالى:ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات ليتخذ بعضكم بعضا سخرياوكيف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.