الطغيان

أيا ربنا العزيز
أيها الملك العظيم
المتكبر المهيمن
القوي الجبار
الواسع المحيط
العليم الخبير
رب الأقدار

سبحانك سبحانك
أنت الرزاق العليم
قضاؤك عدل
وفعلك خير
لك دوما الحمد
الأيام بيدك
تداولها بين الناس
ترفع وتضع
وتعز وتذل
وتعطي وتمنع
وتوسع وتقدر
وتبسط وتقبض

سبحانك
كل العباد لبلائك خاضعون
فهو عليهم سارٍ قاض
ولحقيقة سرائرهم مبين
تختبرهم لتنظر أعمالهم
فمنهم من يحسن العمل
ومنهم من يغره الأمل
فيتولى ويعرض
ويزيغ ويشرد

أي ربنا الكبير
نصير المستضعفين
قاهر المتجبرين العالين
وقاصم الطغاة المفسدين
إن بني صهيون قد علوا
باغين متجبرين مستكبرين
غرهم عطاؤك المديد
فما ذكروا ولا شكروا
وإنما بغوا وكفروا
طغوا طغيانا كبيرا
وعثوا في الأرض مفسدينَ
بعد إصلاحها مخربين
فلا عال مرتفع تركوا
ولا دابة ولا شجرا أبقوا

دمروا الديار تدميرا
وقتلوا العباد تقتيلا
لم يرقبوا فيهم ربا ولا عهودا
قتلوا عبادك ركعا سجودا
زاعمين أنهم شعبك المختار
وأنهم لن يقنطوا دار البوار
وأنهم ليسوا من الأشرار الفجار
وأنهم هم العباد الأخبار
وأنه ليس عليهم سبيل في الأغيار

أي ربنا القدير
تولنا يا مولانا على ضعفنا
تولنا ولا تهملنا
انصرنا ولا تتركنا
اغفر لنا ضعفنا
ولا تنزل بنا غضبك
وأنزله اللهم على المفسدين
على أرباب الطغيان
والجحود والنكران
على من استقووا واستغنوا
بعبادك من بني الإنسان
ونسوا مقام الرب الرحمن
ونسوا موقف حساب الديان

أي ربنا
اغفر لنا تقصيرنا
وضعفنا ومسكنتنا
ولا تكتب علينا الذلة
وضع عنا الإصر والأغلال
ارفع عنا الجواثيم
ضع عنا أوزارنا
واشرح بنسماتك صدرونا
واجعلنا عبادا لك
هب لنا بأسا في الحق
ونصرة على الباطل
واجعلنا للمستضعفين خير نصير
إنك مولانا البر الرحيم

وسلام على عبادك المرسلين
السادة المصلحين
والحمد لله الممّكن للصالحين

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

تفكر حول العلاقة الجنسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.