يأجوج ومأجوج!

ياجوج وماجوج اسمان لمنطقتين وشعبيهما ذكرا بالقرآن الكريم.وقد ورد اسم ماجوج بالتوراة (تكوين: 10/2): [ سَامٍ وَحَامٍ وَيَافَثَ أَبْنَاءِ نُوحٍ،.. أَبْنَاءُ يَافَثَ: جُومَرُ وَمَاجُوجُ ..]، كما ورد تفصيل بسفر حزقيال (إصحاحي: 38،39 ) اختلط فيه الأصل الذي جاء به الأنبياء، بأماني اليهود،وجاء ذكر ياجوج بصيغة (جوج) ويبدو كقائد ،و(ماجوج) كأرض أو شعب:[ 2«يَاابْنَ آدَمَ، الْتَفِتْ بِوَجْهِكَ نَحْوَ جُوجٍ أَرْضِ مَاجُوجَ رَئِيسِ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ .. هَا أَنَا أَنْقَلِبُ عَلَيْكَ يَاجُوجُ رَئِيسُ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ (ملاحظة: نهر توبول شمال كازاخستان، شرق جبال أورال وغرب سيبريه، وماسك أو روش [الروس أو رئيس] ماسك Meshech قد يدل على نهر موسكو/ موسكوفا) ، .. 5وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ رِجَالُ فَارِسَ وَإِثْيُوبِيَا وَفُوطَ (ملاحظة: ليبيه،بنسخ أخرى) .. 6وَأَيْضاً جُومَرُ (ملاحظة: سمّر ؟) وَكُلُّ جُيُوشِهِ، وَبَيْتُ تُوجَرْمَةَ (ملاحظة: قرم، جرمان،أرمن؟) مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ .. لأَنَّكَ أَصْبَحْتَ لَهُمْ قَائِداً، 8إِذْ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ تُسْتَدْعَى لِلْقِتَالِ، فَتُقْبِلُ فِي السِّنِينَ الأَخِيرَةِ إِلَى الأَرْضِ .. 9فَتَأْتِي مُنْدَفِعاً كَزَوْبَعَةٍ، وَتَكُونُ كَسَحَابَةٍ تُغَطِّي الأَرْضَ أَنْتَ وَجُيُوشُكَ وَكُلُّ مَنْ مَعَكَ مِنْ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ. .. 13وَيَسْأَلُكَ أَهْلُ شَبَا وَرُودُسَ (ملاحظة:دَدَن، بنسخ أخرى) وَتُجَّارُ تَرْشِيشَ وَكُلُّ قُرَاهَا؛ …. وَقُلْ لِجُوجٍ .. 15وَتُقْبِلُ أَنْتَ مِنْ مَقَرِّكَ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ مَعَ جُيُوشٍ غَفِيرَةٍ، تُغَشِّي الأَرْضَ؛ كُلُّهُمْ رَاكِبُو خَيْلٍ وَجَمْعٌ عَظِيمٌ وَجَيْشٌ كَثِيرٌ. 16وَتَزْحَفُ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ كَسَحَابَةٍ تُغَطِّي الأَرْضَ، أَنِّي فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ آتِي بِكَ إِلَى أَرْضِي .. حِينَ أُدَمِّرُكَ يَاجُوجُ ..»وَتَنَبَّأْ أَنْتَ يَاابْنَ آدَمَ عَلَى جُوجٍ .. 2هَا أَنَا أَنْقَلِبُ عَلَيْكَ يَاجُوجُ رَئِيسُ رُوشٍ، مَاشِكَ وَتُوبَالَ، فَأُحَوِّلُ طَرِيقَكَ وَأَقُودُكَ وَأُحْضِرُكَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ وَآتِي بِكَ إِلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ، .. 4فَتَتَهَاوَى أَنْتَ وَجَمِيعُ جُيُوشِكَ وَسَائِرُ حُلَفَائِكَ الَّذِينَ مَعَكَ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ، .. 6وَأَصُبُّ نَاراً عَلَى مَاجُوجَ وَعَلَى حُلَفَائِهِ السَّاكِنِينَ بِأَمَانٍ فِي الأَرْضِ السَّاحِلِيَّةِ، …. ذَلِكَ الْيَوْمِ أَجْعَلُ لِجُوجَ مَوْضِعاً يُدْفَنُ فِيهِ فِي إِسْرَائِيلَ، .. إِذْ هُنَاكَ يَدْفِنُونَ جُوجاً وَسَائِرَ جُيُوشِهِ وَيَدْعُونَ الْمَوْضِعَ «وَادِي جُمْهُورِ جُوجٍ»].

وقد يدل الاسمان (يأجوج ومأجوج) على بوادي وسهول قارة آسيه برمتها [القاموس: وقرأ رُؤبَةُ: آجوجَ وماجوجَ، وأبو مُعاذٍ: يَمْجوجَ. وآجوجُ ويَمْجُوج: لُغتانِ في: يأجوجَ ومأجوجَ ] ،خاصة وسط وشمال آسيه (سيبريه) وما حولها ،وهي براري وفياف وبطاح شاسعة قد تمتد من الصين وبحارها حتى أعماق روسيه ونهري الدانوب والراين بأوروبه. كما قد تمتد بلادهم جنوباً حتى السدّين (السد الأول هو جبال الهملايا على الأرجح ،والسدّ الآخر أحد السلاسل الجبلية المجاورة مثل وتيان شان وكون لون وآلتاي ) وشمالاً حتى سيبيريه وسواحلها : هندوكوش الشمالية وسكندناوه (سند ناوه) والبلطيق. وهي سهوب عشبية (تغزر عند الماء وتتصحر) تمتد من منشورية حتى البحر الأسود ومن منغوليه حتى أطراف بلاد الأفغان. فهذه البراري والبوادي تكاد تمثل حوالي نصف الأرض (العالم القديم).

وقد تبدو كلمة مغول قريبة لفظياً من الصيغة القرآنية ماجوج ،التي قد تكون متعلّقة بالماء (موج ) وبالقاموس [ مُجاجُ المُزْنِ: المَطَرُ] ،لعله نسبة لسكنهم الشمال والشرق عند الثلوج والجليد بسيبيريه ومنشوريه وشمال غرب الصين،أو نحو المحيطين الهادي والقطبي (وربما نحو كل سواحل المحيط القطبي الشمالي). وكذلك يأجوج إما من نحو الماء [اللسان: الأُجاج : الماءُ الملح، الشديد الملوحة ] أو لعلهم من الجهة (الشرق: آسيه/آجيه) والأجيج [اللسان: الأَجِيجُ: تَلَهُّبُ النار]،كلغة في الآسيويين (المشارقة،نحو أقصى الشرق)، فقد يكون اسم آسيه (وبالإنجليزية تلفظ آجيا) ، لغة أو تحريف في لفظة ياجوج ، وقد يكون لفظ (جوج) لغة قديمة في لفظة (آسيه/آجيه) أو قوقاز أو أوغوز /غُزّ (أحد أكبر الشعوب التركية). و[الأَجُوجُ : المضيءُ؛ عن أَبي عمرو، اللسان. وبالقاموس: الْأَجُوجُ: المُضِيءُ النَّيِّرُ] ،أو أن تسمية ياجوج وماجوج متعلّقة بالبعد والأقاصي ونحو أطراف وأعماق ونهايات الأرض،[مأقة (سلّم/ مصعد، بلسان مصر القديم) ص 195،آلهة المصريين. القاموس: فَرَسٌ أَمَقُّ، بَيِّنُ المَقَقِ: طَويلٌ. أرضٌ مَقاءُ: بَعيدَةٌ. اللسان:المَقَقُ: الطول عامة، وقيل: هو الطول الفاحش في دقة؛ .. يقال رجل أَمَقّ وامرأَة مَقَّاء. وخَرْق أَمَقّ: بعيد الأرْجاء. ومفازة مَقَّاء: بعيدة ما بين الطرفين، وكل تباعد بين شيئين مَقَقٌ، .. حصن أَمَقّ: واسع ،القاموس: أمَجَّ زيدٌ: ذَهَبَ في البِلادِ، اللسان: الليث: المُؤق من الأرض والجمع الأمْآقُ النواحي الغامضة من أَطرافها؛ والمَهِيقُ: الأَرض البعيدة [ق: (والمُؤْقُ من الأَرَضينَ: نَواحيها الغامِضَةُ،ج: أَمْآقٌ] ، .. المَعْق والمُعْق: كالعُمْق؛ بئر مَعِيقة كعميقة وقد مَعُقَتْ مَعاقة وأَمْعَقْتها وأَعْمَقتها وإنها لبعيدة العُمْق والمْعق وفَجّ مَعِيق،.. لغة أَهل الحجاز عَمِيق وبنو تميم يقولون مَعِيق،.. والمَعْقُ: بُعد أجواف الأرض على وجه الأرض .. والأَمْعاق والأَماعق والأَماعِيق: أَطراف المفازة البعيدة.وقال الجوهري: المَعْق قلب العَمْق؛ ومنه قول رؤبة:وإن هَمى من بعد مَعْقٍ مَعْقا،.. أي من بَعْد بُعْدٍ بُعْداً] أو الموج والمعج والاضطراب والاختلاط (عجاج الناس وموجهم) و[الْأَجَّةُ: الاخْتِلاطُ]، القاموس،وباللسان [العَجَاجُ من الناس: الغَوْغاءُ والأَراذِل ومَن لا خير فيه،.. ووقعوا في مَعْكُوكاء أي في غُبار وجَلَبة وشرّ، .. أَبو عمرو: أَجَّجَ إِذا حمل على العدو] ولعل المقطع (جوج) متعلّق بمعنى الجبال (كوش/قوقاز ) [ قأقأ (الارض المرتفعة،بلسان مصر القديم) 464، آلهة المصريين،ومأقة (سلّم)] ،وبنقوش العراق أن (جلجامش ذهب لجبال ماشو)، والاحتمالات عديدة.

ماجوج قد تكون بادية الصين الشمالية وشمالها الغربي ووسط وشرق سيبريه ( المغول:وقد تتقارب لفظة:[مغو]ل، مع لفظة [ماجو ]ج، وربما مثلها ماسك [نهر موسكو؟]بالتوراة) وكذلك منشوريه (شرق منغوليه) واسم شعبها (منشو/ Manchu )، وهم تتر. وقد يختلط المغول بالتتر (وهم ترك في الأغلب) وقوم جنكيز خان المغول قد ينتمون للتار السود (شمال صحراء غوبي). ولعل ماجوج من معنى نحو الموج (ماء المحيط القطبي الشمالي ومناطقه الجليدية سواء بسيبريه أو روسيه أو سكندناوه) أو أقاصي وأطراف الأرض [القاموس:عُقْبَةٌ مَحُوجٌ : بَعيدة].
وياجوج قد تكون بادية الصين الغربية وأواسط آسيه ووسط وغرب سيبريه والسهول الشمالية خاصة لبحر قزوين والبحر الأسود حتى جنوب وشرق روسيه (ولعل عمق ياجوج ولبّها هو بلاد تركستان الطبيعية الممتدة من صحراء المغول حتى بحر قزوين أو البحر الأسود،وكذلك غرب سيبريه). وكانت توجد قبيلة شمال بلاد منغولية تسمّى ياكوت (شمال شرق سيبريه)، ولعلها قريبة لفظياً من ياجوج، ولعل مثله الأيغور (واسمهم الأقدم Yuechi) وهم ترك (بشمال غرب الصين). فلعل يأجوج (أعراب شمال غرب آسيه؟) هم نواة الشعوب التركية [والترك مازالوا غالبية معظم وسط آسيه] ومن على شاكلتهم . ولعل منهم القرغيز والقوقاز والقبجاق والخزر (وقد يُسمّى بحر قزوين ببحر الخزر) والغُزّ (الأوغوز) والغزنويين والسلاجقة والخوارزمة والمماليك والعثمانيين والكومان والتركمان والقزق والشركس والأبخاز والمجر (لغة في مصر/مضر)، ولعل منهم كذلك الدول الإسلامية اليوم بتركستان وغيرها مثل : اذربيجان واوزبكستان وكازاخستان والشيشان وتركيه والطاجيك وتركمانستان وقرغيزستان وبعض أفغانستان].
ولعل مأجوج (أعراب شمال شرق آسيه؟) هم نواة الشعوب المغولية (قبائل متناثرة أصلها مناطق منغوليه ومنشوريه وسيبريه) ومن على شاكلتهم،مثل [بعض التتار]وبعض منشوريه وبعض الصين وغيرهم .والمغول عموماً ممزوجون امتزاجاً شديداً مع كثير من الأتراك،ولغات الترك والمغول تنتمي لمجموعة لغوية واحدة (لغات آلتاي)،فأظن الفاصل البسيط هو أن المغول شرّقوا أو أشأموا في مواطنهم غالباً والترك غرّبوا أو أيمنوا (أو أن المغول أقرب لسيبريه) . وأكثرهم قد ذابوا وماجوا ببعضهم ثم في شعوب الأرض الذين تسربوا فيها أو غزوها.فلعل ياجوج وماجوج هم عموماً شعوب أقاصي وأطراف وآفاق الأرض (نحو بوادي وسواحل سيبريه وروسيه وسكندناوه والمحيط القطبي الشمالي).
ولعل من بلاد يأجوج ومأجوج انساحت قبائل سيبريّة ووسط آسيوية أعرابية مهاجرة عبر القرون الخالية ،ومنذ ما قبل التاريخ سلماً أو غزواً، ماجت بالشعوب السلافية (الصقالبة)، شعوب روسيه وما حولها ،(والسلاف/الصقالبة لا يُعرف لهم أصل).ولعل بلاد يأجوج ومأجوج عموماً أقرب ما كان يمثّلها هو الإتحاد السوفيتي.
ولعل من تلك البراري الواسعة خرجت كثير من القبائل البدوية الغازية منذ أقدم الأزمنة كالجوتيين (حوالي 2230 ق.م) الذين قضوا على أكد العراق (بدأوا عصراً مظلماً استمر أكثر من قرن)،والكاشّيين (أواخر قرن 18 ق.م ، سمّتهم أكد:كاشّو) الذين تغلغلوا ببابل والعراق (عصرهم خامل لمدة 6 قرون) ،والآريين (منذ 1500ق.م) الذين قدموا من أواسط آسيه (وقيل من سهول شمال بحر قزوين) عبر ممرات جبال الهندوكوش واستطونوا شمال الهند وأفغانستان وباكستان وإيران وماحولها ، وقد كانت منطقة جنوب روسيه أو معظمها حتى (شمال البحر الأسود) مرتعاً لأعراب وسط آسيه (كالسخيط والقرمات) منذ 1500ق.م ، وأعراب السِمّر الذين استوطنوا نواحي القوقاز وشمال البحر الأسود (غزوا تركيه من شمالها، وقاتلوا أشور فهزمتهم، ودمّروا إحدى الممالك بوسط تركيه،وغزوا ليديه بغربها) ثم أزاحهم إعصار السخيط (في الأصل من وسط آسيه،من جبال آلتاي بحدود الصين،وقيل من تركستان وسيبريه الغربية،ولغتهم لها صلة بالإيرانية) ،الذين غزوا آسيه الصغرى وهزمتهم أشور وليديه. والسخيط قبائل غازية (أسخوزا كما سمّتهم سجلات آشور قرن 7 ق.م ،وسمّاهم هيرودتس: سخيثي) ، غزت وتواجدت بنواحي جنوب روسيه وشمال البحر الأسود حتى وسط أوروبه، وشمل اسمهم الأعراب من المجر حتى جبال تركستان، وتلاهم القرمات (القرم؟، وقيل لسانهم كالسخيط) قرن 3 ق.م، (من شمال غرب قزوين وغزوا معظم روسيه،وظلوا حتى قدوم أعراب ترك الهون وجرمان القوط) ،الذين أبادوا السخيط (وقد تتشابه اللفظة مع سكوتلنده Scots ) والذين سادوا من بحر البلطيق حتى البحر الأسود، وكلاهما (السخيط والقرمات) من وسط آسيه في الأصل (جبال آلتاي بحدود الصين)، كما غزا السخيط الهند في القرن الأول ق.م (وظلّوا بها خمسة قرون)، وتفرع من السخيط الفرثيون (قهرهم قورش،وهوجموا بدورهم من إخوانهم سخيط وسط آسيه في قرن 2 ق.م) بفارس الذين طردوا سلوق اليونان وحكموا فارس بضعة قرون، قبل أن يطردهم بنو ساسان.
وفي زمن ذي القرنين (وهو قبل الإسلام بما يزيد قليلاً عن ألف سنة) الذي يرجح أن يكون قورش الفارسي (600 ـ 529 ق.م) [رغم وجود نقوش فارسية تجعله على دين آبائه القدماء ]، إلا أن ذلك قد يكون زعماً كما زعمت اليهود بأسفارهم بكفر سليمان عليه السلام،وقد نفى ذلك القرآن، وكما برّأ الله موسى عليه السلام مما قالوا وكما تقوّلوا على مريم عليها السلام وقولهم بقتل المسيح،وورد بصحيح البخاري: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الآزلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قاتلهم الله، أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط). فالنقوش والآثار القديمة كثيراً ما تحرّف وتزيّف الحقائق وتأتي بها حسب ما يريده الملأ،وليس بالضرورة ما كان حقاً.
وذو القرنين (قورش؟) يرجّح أنه قد أسلم على يد أحد أنبياء بني إسرائيل بالعراق أثناء فترة السبي البابلي ،وقورش الأخميني (حاكم،حاخام؟) قد ملّكه الله أعظم دولة في تاريخ الأرض حتى زمانه.[ والأسماء مثل: جرجه،جورج، جورجي، جرجس، خورشيد وغيرها ،لعلها تقليد في اسم (قورش) أو لغة فيه. وطبعاً تعابير الثور والقرن لا تعني الحيوان المعروف ولكن لهجات في ثائر،ثورة،سراة،سري، سور،كور،وغيرها التي تدل على العلو والصدارة.وقد تسمّى ملوك كندة بآل ثور (كحال معنى ذي القرنين: قورش؟)، [جام 635: ” ربيعة ذي آل ثورْ ملك كدّة وقحطان “]. وتعبير آل ثور رمز للشجاعة والقوة والإقدام والملك والسيادة. كما لقب فارس اليمن والعرب عمرو بن معدي كرب الزُبيدي المذحجي بأبي ثور، [ الثَّوْرُ: السَّيِّدُ، وبه كني عمرو بن معد يكرب أَبا ثَوْرٍ. وقول علي، كرم الله وجهه: إِنما أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ؛ عنى به عثمان، رضي الله عنه، لأَنه كان سَيِّداً ]، اللسان.وهو لغة في سور= عظمة وعلو،كلهجة في سراة القوم= كبارهم.كمالقّب ملك اليمن ذو نواس (يوسف) نفسه بلقب:يوسف أسأر [يثأر]،أي يوسف أعلى يعلو. [بافقيه 66: ملكٍ يوسف أسأر يثأر ملك كل أشعبٍ. إرياني 69: بن سأران. جام 703: شرح أوم أسأر . جام 707: بن همدان وذي فايش وسأران .جام 629: يرعد بن سأران . اللسان: من قول العرب سار إِذا ارتفع. سارَ الرجلُ يَسُورُ سَوْراً ارتفع] وكذلك قارون من ذلك. و[ قَرْنُ القوم: سيدُهم]،اللسان. وبالإنجليزية التاج crown وهو من القرن،فذو القرنين قد يعني ذا التاجين، لأن إيران القديمة كانت مملكتين (تاجين) :فارس بالجنوب وميديه (المذي) بالشمال، فوحّدهما قورش في مملكة واحدة، فلعله لذلك سمّى ذو القرنين (التاجين؟)]، وما جاء باللسان أرجح [ قَرْنُ الشمس: أَوّلها عند طلوع الشمس وأَعلاها، وقيل: أوّل شعاعها.. وقيل: لأَنه بلغ قُطْرَي الأَرض مشرقها ومغربها،.. سمي بذلك لأَنه ملك الشرق والغرب

حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ {86} الكهف

حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ {90} الكهف

وذو القرنين استطاع مواصلة فتوحاته حتى مغرب الشمس عند العين الحمئة (لعلها مناطق البحر الأسود وسواحل تركيه الغربية) وساحل تركيه الغربية ومعظم جزر بحر أيجه، يسمى (أيونيا) ،الذي قد يكون تحريفاً في لفظة (عين)، لعله نسبة لتلك العين الحمئة (الطينية). ومن ذلك الساحل وجزره (غرب تركيه) خرج آباء وأئمة الفلسفة اليونانية .

حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا {93} قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا {94} قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا {95}آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا {96} الكهف

وقد استعان بذي القرنين شعب يقطن منطقة ما بين السدين [(لعل السدين هما سلسلة جبال الهملايا ، وأحد جبال هندوكوش أو جبال تيان شان أو كون لون أو آلتاي) ، ولعل تلك المنطقة (بين السدّين) تقع قرب أو عند منابع نهري جيحون وسيحون ونهر السند ونحو حوض تاريم وعقدة البامير التي منها تتشعب تلك السلاسل الجبلية (بامي دنيا= سقف العالم، ومعظمها في الطاجيك، وهي ملتقى سلاسل جبال الهملايا وهندوكوش وكون لون وتيان شان، وبها فجاج ضيقة يسدّها الثلج نصف السنة)] لبناء ردم حديدي مفروغ عليه القطر (لعله النحاس) ساوى به مابين الصدفين وسدّ على تلك الشعوب الأعرابية الآسيوية التي تأتي من مناطق ما وراء السدين (ياجوج وماجوج) منفذها ومعبرها.وقد تمكّن ذو القرنين من إنشاء ذلك الردم الحديدي الذي كان رحمة من الله لذلك الشعب القاطن في تلك النواحي (وهناك بتلك النواحي إقليم مزار شريف بأفغانستان وهو غني جداً بالحديد والنحاس).

قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا {98} وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا {99} الكهف

وقد عانت الصين من هجمات أعرابها من نحو الشمال خاصة ،فشرعوا منذ بضع مئات من السنين قبل الميلاد (حوالي القرن 7 ق.م) ببناء حوائط وأسوار ضخمة لصد غزوات تلك الشعوب الهمجية عنهم ، ولعل ردم ذي القرنين قد كثّف غزو الأعراب على الصين، فشيّد أهل الصين السور الأعظم منذ 200 ق.م (بني أكثره من التراب وبلغ طوله 1900 كم) ،مما وجّه غزو الأعراب نحو أوروبه،واستمر البناء والزيادة بعد ذلك عبر القرون،وبعد طرد المغول من الصين في عام 1370م أعيد البناء أشدّ من سابقه (الذي كان قد انهار معظمه) باستعمال الحجارة (وهو أكثر الموجود الآن،ويمتد حوالي 2400 كم وقيل 6000 كم) ،ويُعدّ البناء البشري الوحيد الذي يمكن رؤيته من الفضاء.

والإمبراطوريات القديمة كالروم وفارس والصين وغيرها لم تفتح تلك المناطق تقريباً (بوادي ما بين الصين وأوروبه)، فالروم لم يجتازوا أنهار الدانوب والراين (عدا استخدام طريق الحرير نحو الصين) التي حجزت عنهم برابرة أوروبه وكذلك فارس في أقصى اتساعها لم تتعد نهر سيحون ولا جبال القوقاز،والصين لم تخضع أعرابها إلاّ قليلاً (في عهد أسرة الهان 206 ق.م – 220 م،التي حمت طريق الحرير عبر آسيه الوسطى التي ظلت عرضة لتهديد الأعراب، منذ حوالي 100 ق.م،وقاتلوا الهياطلة حتى نهر سيحون،وكذلك في عصر أسرة تانج المتأخر 618م-907م،في تجارتها مع آسيه الوسطى) بل حاولت عزلهم عنها بالسور العظيم.فتلك البراري الشاسعة (من بحار الصين وسيبريه حتى روسيه وشرق أوروبه والبلطيق) ظلت في عمومها أراضي بكر لم يطلها قانون ولا نظام ،واستمرت غالباً مرتعاً عظيماً لأعراب وسط آسيه وشمالها.

فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا {97}‏ الكهف

من هذه الآية الكريمة يتبين أن يأجوج ومـأجوج قد حاولوا الغزو من ناحية الردم بعد بنائه ، ولكن الردم حال دون عبورهم من بين تلك الجبال،لذلك شحّت تسرباتهم من تلك النواحي (ما وراء النهر) ، رغم كثرة حروبهم وتناحرهم فيما بينهم في أراضي أواسط آسيه وشمالها،سواء بين الأعراب أنفسهم أو نحو الصين ونحو أوروبه، ولم تتضح إلاّ قبيل الإسلام أو بُعيده،لعله بعد أن تداعى الردم. فلمّا لم تستطع تلك الشعوب الهمجية اختراق الردم الحديدي،وقذف بعضها من نحو تلك الجهات، اشتدّ اختلاط الشعبين بينهما اشد الاختلاط حرباً وسلماً ، واستطاعت بعض القبائل الأعرابية الهيمنة على الأخرى بل وتكوين إمبراطوريات بدوية شاسعة ،وكثرت الغزوات على الصين وأوروبه، حتى تمكن الخان الأعظم جنكيزخان من قهر أعراب آسيه وتوحيدهم جميعاً،بعد نحو ما يقارب الألفي عام من بناء ردم ذي القرنين الذي لعل الله قد جعله دكّاً.

وحوالي بداية الميلاد ولمدة قرنين استطاع زعيم بدوي توحيد بضع قبائل أعرابية من وسط آسيه وغزا بهم أفغانستان وباكستان وشمال غرب الهند وعرفت دولته باسم الكوشان Kushan ، وتمكنوا بعدها من طرد أعراب أتت من غرب الصين غزت الطاجيك منذ حوالي 130 ق.م، وقد سيطرت الكوشان على بعض وسط آسيه . وقبيل الإسلام،خرج شعب تركي تتري من بوادي الصين اسمه الهون (الهياطلة) غزوا شمال الصين وخلفهم الترك (الغُزّ) في القرن 5،6 م. ويبدو أن ردم ذي القرنين لم يندك بعد لانصراف الهياطلة نحو عقر أوروبه (قدروا بحوالي 300ـ700 ألف مقاتل) وعاثوا فيها فساداً وتدميراً وهزموا ملك الروم وألزموه الجزية السنوية (300 كيلوجرام ذهباً) وسادوا معظم أوروبه وتسببوا في انهيار شطر الروم الغربي التي اجتاحتها الأعراب الجرمانية المذعورة الفارّة من الهياطلة (الذين استوعبوا شعوباً جرمانية فيهم كالقوط) واجتاحت عاصمتها رومه مرتين (القوط 410م،ثم الوندال 455م،الذين قيل الأندلس من اسمهم) وانتخب جند الأعراب الألمان ملكاً قوطيّاً عليهم سنة 476م ،فقام بخلع ملك الروم وانتهت رومه (روم الغرب)، لتقوم ممالك البرابرة الجرمان بأوروبه. وأجبر الهياطلة القبائل الجرمانية البدوية (الألمان والقوط والإنجليز والفرنجة وغيرهم) وسارعوا في دفع هجراتها غرباً وأرغموها أن تعبر نهري الراين والدانوب وتستوطن أوروبه الغربية وتشكلها كما نعرفها اليوم. ثم اتجه الهياطلة لفارس (484م وقتلوا ملكها الساساني) وللهند (535م، قضوا على السلالة الحاكمة) وأخيراً ذاق الهياطلة الهزائم المتتابعة على يد الأتراك 565م. وتلاهم بنو عمومتهم الآفار (مغول وترك أيغور، استوطنوا رومانيا وسادوا من الفولجا حتى البلطيق، وكانوا أعظم قوة أوروبية في نهاية القرن السادس الميلادي) ثم الخزر (ترك تهوّدوا) آسيويون بجنوب الفولجا وشمال القوقاز في قرن 7 م. وبدأت عصور الظلام في أوروبه (من 500م وحتى 1000 م أو 1400م)، وأكمل المَغير (ولعل المجر من اسمهم،وقد استوطنوا والهياطلة بالمجر) من نحو آسيه (أجبرهم على الهجرة نحو أوروبه، تغلغل الفتح العربي لوسط آسيه) والفايكنج (برابرة جرمان) اجتياح أوروبه حتى 1100م.

حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ {96} وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ {97} الأنبياء

فالآية الكريمة قد تتضمن أو ترجّح معنى أن ياجوج وماجوج في آخر الأرض وأقصاها (العالم القديم خاصة)،وأن بلوغها يُعدّ غاية ونهاية الفتوحات العسكرية،التي لا يكون بعدها بلاد نائية بكر غير مفتوحة،والله أعلم. وقد حذّر خاتم الرسل النبي العربي عليه أفضل الصلاة والسلام، من قرب انبعاثهم: [(لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه)،صحيح البخاري ومسلم].

فتح العرب بلاد ماوراء النهر [705 م ـ 714م] وقد تُسمّى بلاد الترك [التي كانت الباب الذي تدفقت منه الشعوب التركية (ياجوج؟)، وهم أعراب رعاة خيل من أواسط آسيه السهبية مابين منغوليه والبحر الأسود، ثم تلتهم الشعوب المغولية (ماجوج؟)] ، ووصل العرب أو قاربوا حدود الصين وانتزعوا منهم كشغر، واستطاع العرب المسلمون قهر الشعوب التركية (الغُزّ أو الأوغوز، وربما تتقارب اللفظة مع ياجوج) في تلك المناطق والتي قد تكون هي ياجوج أو من بلاد ياجوج عموماً.ونشطت التجارة مع الترك وكثر تجنيدهم بالجيش لحماية الحدود الإسلامية وفتح ما وراءها ، وانتشر الإسلام بين أعراب الترك.وتوطد نفوذ الإسلام في التركستان منذ العهد العباسي الأول وكثرت التجارة والرقيق الذي وصل زمن المعتصم إلى قصور الخلافة والحكام.ثم مالبث أن دخل العنصر التركي الجيش وفرض نفسه على الخلفاء. وقد تدفقت منذ الفتح العربي (الذي أجبر الأعراب الرحّل على غزو حدود الصين، وأجبر أعراب المغير على غزو أوروبه واستيطان المجر بالقرن 9م) لتلك الأصقاع (تخوم بلاد ياجوج وماجوج ؟) الشعوب التركية (ياجوج؟) بشكل كثيف عبر السنين ولعبوا دوراً عظيماً في التاريخ الإسلامي ولعل منهم السلاجقة حماة الإسلام (وهم من الغُزّ) وأتباعهم الخوارزمة [الذين شكّلوا دولة قوية في مابين النهرين ، وتحدّوا الدولة العباسية وغيرها،وكان جُلّ جيشهم من ترك القبجاق] وكثير من المماليك بالهند ومصر وغيرهم.

ومنذ القرن التاسع للميلاد بدأت القبائل التركية المسلمة (الغُزّ) يدخلون بلاد المسلمين ولأكثر من قرن سيطروا على بلاط بني العباس . وقد كان المعتصم أول من استخدم الترك بالجيش والمناصب وبنى لهم سامراء (وأسقط العرب من ديوان الجيش)،وقيل بدىء استخدام المماليك بالجيش منذ أيام الرشيد.وفي العصر العباسي الثاني وقع الخلفاء تحت نفوذ القواد الأتراك الذين استبدوا بالخلفاء (قتل قادة الجيش الترك الخليفة المتوكل 861م) .وقد ناصر الحمدانيون العرب الخلافة وقمعوا المتسلّطين عليها من الترك. واستطاعت سلالتان تركيتان نزع مصر والشام من بني العباس هما آل طولون [الذي ضم جيشه 24 ألف رقيق تركي] وآل إخشيد (868 ـ 969 م) وظهر السامانيون الذي سادوا ماوراء النهر وخراسان واستخدموا المماليك الترك حتى صار الحكم بيدهم، واستقل الغزنويون (وهم مماليك أتراك) بإيران وشمال الهند ، وبالقرن 11 م ، استطاع السلاجقة الأتراك (1037 م ـ 1302 م) حكم كثير من البلاد الإسلامية وقهر الروم (1071م) واجتياح آسيه الصغرى مما استفز ذلك الحملات الصليبية (وأكثرهم في الأصل أعراب أوروبه الجرمان).

والسلاجقة تركمان (منبعهم تركستان الطبيعية بوسط آسيه) وهم من الغُزّ ، وقيل أن اسمهم من اسم سلفهم سلجوق بن دقاق (ولفظة توكو بالصينية تعني الترك).وقد انتشرت أفواج أخرى من الغُزّ حتى أذربيجان وأرمينيه. فالغُزّ والسلاجقة كانوا بداية أقواماً بدوية وافرة الأعداد هددت المسلمين من الخارج وكانوا أعداءاً للدين،ثم دخلوا بموجات بشرية كاسحة إلا أنهم كانوا مسلمين خداماً للإسلام مخلصين ،قد تركوا جاهليتهم نهائياً. وكثر من بعدهم تدفق الموجات التركية لبلاد الإسلام (خاصة نحو فارس والعراق وسوريه). وتمكن المماليك الأتراك ومن بعدهم خلجي وتغلق وهم ترك أيضاً ،الاستقلال بدلهي ونواحي الهند (1206 م ـ 1412 م) وساد مماليك مصر والشام [وهم عبيد أتراك ومغول وشركس (الشراكسة شمال غرب القوقاز ونحو البحر الأسود)] حوالي 3 قرون،منذ 1251م حتى 1517م،وقيل المماليك الترك من القبجاق وتركستان وخوارزم.

ولما مرّ على ظهور الإسلام حوالي ستة قرون ،استطاع المغولي (جنكيز خان) ولأول مرة في تاريخ بوادي آسيه (آجيه؟) أن يشكّل أعظم اتحاد لجميع أو معظم تلك القبائل البدوية المتناحرة (تركية ومغولية) في اتجاه مشترك وتحت سلطان واحد.وقد سبقه في ذلك الغُزّ الترك (امتدت إمبراطورية الغُزّ في قرن 7 م من منغوليه حتى البحر الأسود) والهياطلة وغيرهم . حيث خرجت هذه الجموع المغولية والتركية المتحدة والكثيفة والمتوحشة من كل حدب من مواطنها ببوادي آسيه: نحو الصين شرقاً وجنوباً (عبر جنكيز خان سور الصين خلال الفترة 1207م ـ 1211م) ،ونحو روسيه وأوروبه شمالاً وغرباً ونحو بلاد المسلمين والهند غرباً وجنوباً . وجاء باللسان: [ وفي حديث يأْجُوجَ ومأْجوجَ:وهم مِن كل حَدَب يَنْسِلُون؛ يريد: يَظْهَرُون من غَلِيظِ الأَرض ومُرْتَفِعها. وقال الفرَّاءُ: مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، مِنْ كُلِّ أَكَمَةٍ، ومن كل مَوْضِع مُرْتَفِعٍ، والجَمْعُ أَحْدابٌ وحِدابٌ]. ومواطن تلك القبائل البدوية هي خلف جبال آسيه العملاقة (وراء السدّين) بوسط آسيه وشمالها في الأغلب وهي سلاسل جبلية عملاقة تكاد تفصل شمال آسيه عن جنوبها. وقد خرجت تلك القبائل من نحو تلك السلاسل الجبلية نحو بلاد ماوراء النهر وانساحوا نحو جبال إيران والبرز،وانطلقوا منها نحو أوروبه عبر جبال القوقاز، أو من أواسط آسيه نحو جبال آرال وجبال شرق أوروبه.

وعاثت تلك القبائل الأعرابية في الأرض فساداً وتدميراً وسفكاً وحرقاً لم يشهد التاريخ مثله من قبل وحازت تلك القبائل الأعرابية المتحدة على حوالي أكثر من نصف الأرض وهي مساحة لم يستطع شعب من قبل تحقيقها.وبلغ تقدير قتلى حروب جنكيز خان وجيوشه ما يقارب 20 مليون نفس،وقيل أن المغول أول من استخدم البارود في الحرب، واستطاعوا جعل الصين دولة واحدة (رغم تمكن بعض أسر الصين الأولى من توحيد البلاد توحيداً جزئياً أو مؤقتاً) مازالت متحدة بسببهم إلى اليوم ، وكذلك تسببوا في وحدة روسيه التي اجتاحوها عن بكرة أبيها،منذ 1237م، وعاثوا فيها دماراً وحرقاً وسفكاً والتي هيمنوا عليها بقبائل التتر (وهم ترك كومان من عند نهري الفولجا والدون ،أصلهم الأول من وسط سيبريه أو شرق آسيه الوسطى) التي أخضعوها وجرفوها معهم ،كما ساعدوا في ازدهار موسكو الناشئة بعد أن صاهر أميرها خان الحشد الذهبي،وقد اجتاحت قبائل التتر تحت قيادة المغول (حوالي 150 -200 ألف فارس) المجر وبولنده، ووصل المغول بحر شرق إيطاليه 1241م،واستعدوا لغزو غرب أوروبه الذين لم ينقذهم من بأس المغول إلا موت ابن جنكيز 1242م . وفي عام 1246م/1247م استجدى البابا المذعور،المغول وتذلّل لهم متضرّعاً ألا يغزوا أوروبه، وتخلّى عن صُلبانه وعيدانه ونسي إلهه المسيح.ولم يبدأ تداعي تلك السيطرة التترية المغولية (1242م ـ 1502 م) بجنوب روسيه وشرق أوروبه ، إلاّ بحلول طاعون الموت الأسود ( 1346-1347م) ثم بغزو تيمورلنك الأوزبكي للحشد (1395م)،وتفككه من بعده بين بنيه.ولم تتخلص روسيه (خاصة جنوبها) من قبضة التتر أو الحشد الذهبي (أسسه حفيد جنكيز،وعُرفوا بإمبراطورية أو خانات القبجاق أو القبيلة الذهبية، وسيطروا على جنوب روسيه والبلقان،وقد اعتنق أكثرهم الإسلام) إلاّ قريباً من عام 1500م. وما زال الأوربيون حتى ذلك الحين يعتبرون آسيه منطقة محرّمة مخيفة يتدفق منها الغزاة الأعراب (ياجوج وماجوج؟).

وبعد حوالي نصف القرن من انبعاث المغول، منّ الله على المسلمين بأن يقهروا المغول (ماجوج؟) دون جميع الشعوب والأديان التي لم تستطع أن تفعل شيئاً ، لا يهود ولا نصارى ولا صين ولا هند ولا أوروبه ولا شرق ولا غرب.ولأول مرة في تاريخ المغول خلال حوالي نصف قرن منذ توحيدهم وقهرهم شعوب الأرض ،ذاقوا مرارة الهزيمة تحت شفرات سيوف المسلمين التي ضربت المغول فوق الأعناق وضربت منهم كل بنان، ويفر المغول الذين أرعبوا شعوب الأرض ويولّون الدبر ،خوفاً من الموت وطمعاً في الحياة ،وتتحطم الأسطورة المغولية على يد جند الله المسلمين في موقعة عين جالوت (658هـ/1260م). وبعدها بفترة بسيطة دخل المغول بأعداد متزايدة عبر السنين في الإسلام حتى ذابوا تقريباً في المسلمين. ولغيظ المؤرخين الأوربيين وحسدهم فإنهم لا يعترفون بهذا اليوم المشهود والحدث العالمي العظيم الذي أنقذ البشرية جمعاء ، والذي توالت بعده هزائم المغول على مدى قرن أو قرنين لاحقين، وهذا دليل واضح على عدم وجود الإنصاف لدى النصارى مهما تجرّدوا ، مادام الأمر فيه اعتراف بفضل للمسلمين الذين رحم الله بهم العالمين .

وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ {120} البقرة

وحكمت دولة هولاكو (الايلخانية) من بعده ،العراق وإيران (1251م ـ 1336 م ) ومن بعدهم حكمت العراق وإيران سلالات مغولية (جلائرية) وتركية تركمانية (قره قويونلي) حتى حوالي عام 1500م وساد فرع المغول (جغطاي) الذين أسلموا ،بآسيه الوسطى حتى 1400م.

وفي حوالي 1400 م خرج التركي الأوزبكي تيمور لنك وهو مسلم،بقبائله ليغزو بلاد المسلمين مقلّداً جنكيز خان، ودكّ الحشد الذهبي المسلم (المغول والتتر الذين قهروا الروس، والذي انقسم بعد موته،وسهّل على الروس فيما بعد التخلّص من حكمهم)، وامتدت غزواته من موسكو حتى شرق الهند ،وحكم احفاده من بعده إيران (1405م ـ 1501 م) . وأحد احفاده أسّس سلالة المُغُل بالهند ( 1526م ـ 1858 م ) حتى سيطرة بريطانيه.

ودولة المغول قد تسببت في جعل أوروبه تعرف الصين والشرق والعكس صحيح (كقدوم الصينيين روسيه وبقية أوروبه) وأن تتعارف الشعوب والثقافات والعادات المختلفة بسبب تسامحهم الكبير في الأديان رغم بأسهم ووحشيتهم في قتل الأبرياء، وازدهرت التجارة المباشرة وشُقّت طرقها البرية في عهدهم لربط الامبراطورية الشاسعة،فزاد اتصال الشعوب وهجراتها. وقد تمكنت الصين من طرد المغول في 1370 م ، لتعود أعراب منشوريه (المنشو) بنو عم المغول فتحتل الصين ثانية عام 1644م حتى القرن العشرين (وقد سبق أن احتل أجدادهم أعراب جوشن Juchen ،شمال الصين منذ 1127 م ولمدة قرن) ،وقد تضخّم سكّان الصين في عهدهم في فترة قرن ونصف من ( 150 إلى 400 ) مليون. واستطاع الأتراك العثمانيون (وهم من الغُزّ) أن يخلفوا أسيادهم سلاجقة الروم (قُبيل نهايتهم) ويفتحوا القسطنطينية (1453م) وينهوا تاريخ الروم (بيزنطة)، ويقهروا شعوب جنوب شرق أوروبه (خاصة شبه جزيرة البلقان) ويسودوا معظم بلاد المسلمين وبلغوا أوجهم قبيل حوالي 1600 م ، ورغم تدهورهم فقد ظلوا سلاطين العالم الإسلامي حتى أوائل القرن العشرين. ورغم أن تُرك بني عثمان قد قضوا على ترك وجراكسة مماليك مصر ،إلى أن المماليك الشراكسة تمكنوا من البقاء والسيطرة حتى قضى عليهم الألباني (البلقان) محمد علي نهائياً.

واليوم نجد أن تلك الشعوب التي انطلقت من بوادي آسيه (ياجوج؟) وأقاصيها قد هدأت واستقرت وذابت في الشعوب المقهورة تماماً وتكاد لا تشكل أي خطر ، وأن العالم بأسره قد أصبح قرى وحواضر تقريباً ،قد تمكنت كثير من الدول وتأسست وأصبحت قوى عظيمة مؤثرة كالصين وروسيه (ويعود الفضل في وحدتهما الحالية للمغول ومن تبعهم من الترك). ولم تعد هناك تقريباً بواد خارجة عن السلطان والإدارة في أي مكان في بلاد ياجوج وماجوج (أواسط آسيه وشمالها سيبريه وما حولها) بل أصبحت دولاً مستقلة ذات سيادة ونظام وحكومة وحضارة تتمتع بكل وسائل الدول الحديثة من اتصالات وطاقة ومواصلات . والعالم اليوم متصل ببعضه اتصالاً وثيقاً.ولم يعد هناك صفة لبراري شاسعة أو محدودة مستقلة لا تخضع لنظام وقانون ودولة. فبلاد ياجوج وماجوج تبدو مفتوحة تماماً لدولها المتحضرة المختلفة والعديدة التي تملكها وتهيمن عليها أو تجاورها (حكمت الصين منغوليه منذ حوالي 1680م حتى 1911م، ومازال جنوب منغوليه بأيديهم). وقد ذابت أكثر تلك الشعوب التركية والمغولية الغازية وغيرهم من الأعراب تماماً وماجت في بعضها وفي الشعوب المفتوحة وأصبحت جزءاً من مواطنيها لا تكاد تتميز عنهم ولاتبين.ولا ننسى أعراب الجرمان [لعل الأصل اللغوي من معنى نحو الماء (أي بحار شمال أوروبه كالبلطيق وبحر الشمال)،ولعل مثله القرم (البحر الأسود) وأرمينيه (لبحيراتها ومنابعها) ومثله ألمانيه] مادة الصليبية الأولى والذين تلاهم في الظهور (أحفاد أعراب الجرمان) الصليبية الجديدة والاستعمار الأوروبي الذي يظل في أصوله الأولى من أعراب الجرمان والروس الذين كانوا خلف نهري الدانوب والراين (وقد قيل بداية أن أجداد الجرمان آريون ،من وسط آسيه في الأصل،هاجروا نحو شمال الهند وإيران ونحو غرب أوروبه خلال الألف الثاني قبل الميلاد،لتقارب الألسنة الأولى لهذه الشعوب،ولكن اليوم يُنظر للأمر كمجرد تخمين، ولكن لا يظهر ما يمنع سيل الهجرات الأعرابية الآسيوية سواء من سيبريه أو بوادي أواسط آسيه وشمالها نحو روسيه وشرق أوروبه منذ أقدم الأزمنة،وقد تحققت هجرات تاريخية من آسيه إلى أوروبه كالسخيط والقرمات والهون والآفار والتتر وغيرهم )، وهذا الاستعمار (أحفاد الأعراب:القوط والفرنجة وغيرهم من الجرمان) لا تكاد تُعرف زاوية من زوايا الأرض لم يغزها أو يحاول غزوها. وأعراب الجرمان وغيرهم اليوم قد أصبحوا أهل العمران وإثارة الأرض والصناعة والفضاء ومختلف العلوم العظيمة والدقيقة. ويلاحظ أن الهجرات العالمية (موج الشعوب ببعضها) في هذا الزمان كما لم تكن من قبل،فكم من الشعوب بالملايين التي رحّلها الاستعمار وغيره طوعاً أو كرهاً من مواطنها الأصلية إلى مواطن أخرى بعيدة،وكم من الأفراد والعائلات تركوا مواطنهم إلى أخرى بعيدة طلباً للرزق والأمن، وأصبح من السهولة السفر إلى أي مكان في العالم وخلال ساعات معدودة ،فكثر موج الشعوب المختلفة في بعضها البعض،ولا يكاد بلد في العالم يخلو من جاليات متنوعة عديدة من شتى شعوب الأرض،بل أن مواطني كثير من البلدان المختلفة من أعراق واضحة التباين والاختلاف يموجون في بعضهم في قرية واحدة وحي واحد.

وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ {99} الكهف

وينبغي أن أذكّر بحقيقة لا لبس فيها،وهي أن العرب ليسوا أهل بادية وإنما هم حضر ، أهل حضارة وأهل قرى ،وأن الشعوب العربية هم أول من عرف الحضارة وبناء القرى ،والسبب أن أقدم الرسالات السماوية نزلت بمواطنهم وبالتحديد بجزيرة العرب، والله لا يرسل أنبياء إلا من أهل القرى ، كعاد وثمود وهم خلفاء من بعد قوم أول رسالة للبشرية (رسالة نوح عليه السلام) والذين يُرجّح كثيراً أن يكونوا من جزيرة العرب لأنها موطن الخلفاء من بعدهم ، وتلاهم بعد أقوام لا يعلمها إلاّ الله، قوم أبي الأنبياء إبراهيم الذي بنى وابنه إسماعيل البيت الحرام بأم القرى مكة المكرمة ومقامه بها، ثم مديّن بشمال الحجاز ومن بعدهم بنو إسرائيل بمصر وفلسطين ومدين وسيناء ،وقوم تُبّع وأصحاب الرسّ وسبأ وهي أقوام كلها بجزيرة العرب على الأرجح ثم خُتمت الرسالات بجزيرة العرب بخاتم النبيين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى أنبياء الله أجمعين. فيجب أن ننتبه لخبث وكيد غير المسلمين الذين يرددون قول أن العرب خرجوا من البادية وأنهم أهل صحراء وبادية وخيام، لأنهم ليسوا كذلك . فالعرب ليسوا أعراباً وإنما حول قراهم الأعراب كحال أي قرية، والأعراب قليل جدّاً أمام العرب أهل الحواضر والأمصار ولا يشكل الأعراب إلا نسبة ضئيلة من العرب، ومكّة منبع الرسالة هي أم القرى ،والأسلام يوبّخ الأعراب عموماً ويصفهم بالكفر والنفاق إلا من رحم الله منهم :

الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {97}التوبة

وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام:من بدا فقد جفا . فلينتبه أرباب الحضارة وآباؤها ، العرب المسلمين أهل المنطقة العربية.

ورغم أن أهل أوروبه وإخوانهم أهل أمريكه هم اليوم بلا منازع ،أصحاب العلوم المختلفة والصناعة وإثارة الأرض وتعميرها أيّما تعمير،ونحن اليوم مقصّرون عن شتّى العلوم والصناعة وعمارة الأرض وإثارتها أيّما تقصير،إلاّ أن البدو والبرابرة والأعراب الرُحّل هم أصول وآباء أكثر أهل أوروبه وأمريكه الجرمان (الذين لم يعرفوا الحواضر إلاّ في القرون الميلادية،والذين ما تزال جاهلية أخلاق أكثرهم تشهد على عرقه الأعرابي) والروس الصقالبة (الذين اجتاحت كثيراً منهم أعراب البوادي والسهوب الأسيوية،عبر التاريخ).

وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أن ما ذكرته حول خروج ياجوج وماجوج وتحديدهم بعينهم يعتبر مجرد احتمالات وظنون ومحاولة لاستنطاق التاريخ ،لا تغني من الحقّ شيئاً رأيت أن أسطرها عسى أن يفتح الله علىمسلم ببحث دقيق وصائب ، نعلم منه بفضل الله إن كانت أقوام ياجوج وماجوج قد فُتحت وخرجت أم لا تزال. وأدعو الله أن ييسّر انطلاق بعثات إسلامية رسمية أو متطوعة بشكل مكثف غير منقطع ،تذهب إلى مناطق السدّين لتبحث بدأب ودون كلل وتحدد بمشيئة الله موقع ردم ذي القرنين وحاله من بقاء أو زوال.

قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ {69} النمل

فهل سنسير في الأرض لنرى آيات الله أم سننتظر مستكشفي اليهود والنصارى كما تعوّدنا حتى اليوم ليقوموا بذلك عنا ؟

فهذه سفينة نوح على الجوديّ تنتظر ولا أحد من المسلمين يبحث عنها ولا يبالي،بينما أهل الكتاب الضالون لم يتركوا شبراً واحداً بجبال أراراط حيث حددت كتبهم المحرّفة إلا وبحثوا فيه:

وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ {15} القمر

فردم ذي القرنين ليس في كتب اليهود والنصارى لذلك لا ننتظر منهم أن يبحثوا عنه.وعلينا نحن المسلمون فقط أن نجتهد في البحث،إن كنا مخلصين حقّاً في محاولة النظر في آيات الله وفهمها والسير على هداها.

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

حول إنكار العقل الغربي ل “النظام الكبير”!!!

في إحدى اللقاءات المطولة على اليوتيوب عن اللغة وفلسفتها، ذكر المتحدث رأي دو سوسير، القائل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.