على الرغم من التباین والاختلاف الكبیرین بین الفرق الإسلامیة في الأصول والفروع، في الأحكام والعقائد، فإن الناظر في كتب الفرق الإسلامیة المختلفة سنیھا وشیعیھا، إباضیھا وزیدیھا، قدیمھا وحدیثھا، إخباریھا وأصولیھا یجد أنھا كلھا تستعمل منھجا واحدا في استخراج الأحكام والعقائد. وإن رمي فرقة واحدة من الفرق الإسلامیة بالضلال أو الكفر مؤذن برمي باقي الفرق بنفس التھمة، لاتحاد المنھج العام لكل الفرق الإسلامیة مع وجود بعض الاختلافات الطفیفة بین الفرق في التطبیق. وإن دعوة أي داع أن فرقتھ على سبل الرشاد متوفرة عناصرھا عند الفرق الأخرى. وھذا الكتاب إذ یعرض للفرق الإسلامیة فإنھ لا یعرض لھا كلھا من باب العرض التفصیلي للعقائد وإنما یعرض لأكبرھا والتي قدر الله لھا أن تستمر وتبقى على الساحة الإسلامیة، بأن یعرض لمسألة عدم الصرامة في استخراج وتحدید العقائد بین الفرق الإسلامیة، والتي أدت إلى تفرق المسلمین وتشرذمھم وتحزبھم إلى شیع، كل حزب بما لدیھم فرحون.
شاهد أيضاً
نقد رفض التعقل
من الأقوال المستفزة والمنتشرة بين العدميين –وأشباههم وأنصافهم- مقولة:“لا يوجد معنى في الطبيعة … نحن …