موضوعنا اليوم يتعلق بمسألة بسيطة وهي حب اللغة العربية وحب كلامها!
لذا فإننا نسأل المتصفحين:
على الرغم من أن أشكال حروف اللغة العربية تعد من أكثر أشكال الحروف في العالم انسيابية وقدرة على التشكيل وتحويلها إلى رسومات عديدة!
إلا إننا نادرا ما نجد ثيابا مكتوبا عليها كتابات عربية! اللهم إلا إذا كانت اسما لنادٍ رياضي أو لمنتج صناعي!
وعلى العكس من ذلك فإننا نجد ثيابنا مليئة بالكلمات الأجنبية من كل اللغات, والتي قد تقدم اسم المنتج أو “حكمة” ما, أو كلمة تافهة أو مثيرة جنسية أو فيها بعض التلميحات السياسية أو الجنسية …. الخ!
وتتراوح هذه الكتابات بين كلمة واحدة إلى سطور عديدة تملأ صدر أو ظهر القميص الذي يرتديه الشاب أو الفتاة!
وسؤالنا هنا:
ما هو تصورك لو طرحت بعض الشركات العربية ملابس عليها كلمات عربية, مرسومة بأشكال عديدة, هل تعتقد أن مثل هذا المنتج سيلاقي رواجا, أم أننا نعاني من انهزامية كبيرة متمثلة في “عقدة الخواجة”
أم أننا نتقبل الكتابات العربية بأشكالها البديعة على “لوح” الحائط, بينما لا نتقبلها على الملابس؟!
وأسألك أنت: هل ستشتري هذا المنتج إذا تم طرحه أم أنك ستخاف من سخرية أصدقاءك, الذين قد يرون هذا المنتج عودة إلى الماضي وأنك حنظلة العبسي؟!
وسواء اشتريته أم لم تفعل, هل ستعرف أصدقائك بمثل هذه الفكرة أم لا؟ وهل ستدعوهم إلى شرائها أم لا؟!
وهل ترى أن انتاج مثل هذه الملابس سيلعب دورا في تعزيز قيم العروبة عند شبابنا أم أنها لن تقدم أو تؤخر؟!
وإذا كان لك أصدقاء من أصحاب مصانع الملابس, فهل يمكن أن تطرح عليه هذه الفكرة, وماذا تتوقع أن يكون رد فعله؟!
وأخيرا: هل تجد لديك حمسا لنشر مثل هذا الاقتراح بين أصدقائك أو على منتديات الشبكة المعلوماتية, فربما نجد فيها آذانا صاغية!
كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب
يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب.
نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع.
مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.