السميع

سبحان الله العظيم
الخلاق العليم
خالق الأصوات والسكنات
ومنشأ الأحاسيس والعبرات
ومشكّل الألسنة واللغات
سبحانه البديع
بالأصوات علم الإنسان البيان
أنبض القلب وأفئد العقل
وأنطق اللسان بفصيح كلام

تباركت يا رحمن أحسن الخالقين
صوّتَ الكائنات وأصمتها
فالأصوات في الجو سابحات
متداخلات منسجمات متصادمات
عاليات خفيضات جميلات مبهجات
منها المطربات المبهجات
وفيها قلائل مستنكرات
للعباد في حياتهم نافعات

تبارك الرب الجليل
أخرجنا من بطون أمهاتنا بلا علم
ورزقنا السمع لنقدر على الكلم
أسمعنا بآذاننا وبقلوبنا
وجعل السمع باب فقه ورشاد
فمن استمع رقى في العلم وزاد
وهُدي ونجى بفضل رب العباد
ومن أصم الآذان معرضا
ظل تائها بين جهل وظلمات
متقلبا بين ضر وفساد

سبحانك ربٌ سميع
لا تعزب عنك همسة
ولا تخفى عنك نجوى
ولا يغيب عنك إسرار
ولا يفوتك نقاش ولا حوار
دق الكلام أو عظم
طال أو قصر
حقيقة كان أو مجازا
تلميحا كان أو إشارة
أعجميا كان أو عربيا
لغوا كان أو مبينا
آهة كان أو تنهيدا
صراخا كان أو وعيدا
ذما كان أو مديحا
دعاءً كان أو نداء
تسبيحا كان أو تحميدا
تعظيما كان أو تمجيدا
إيمانا كان أو إلحادا
شركا كان أو وحدانية
إسعادا كان أو أذية
فكله من السميع مسموع
وعليه العبد محمود أو مذموم

سبحانك
ما نطقت أنثى أو ذكر،
امرأة أو رجل
شابا كان أو كهل
طفلا كان أو هرِم
إلا ونطقه عندك مسموع
ومراده لديك معلوم
تسمع بلا اختلاط
مع تداخل الأصوات
سميع أنت فلا تغفل
ولا تعرض عن العبد ولا تشرد
كل ما يلفظ قد سُمع
ولكن ليس كله يصل
فالكلم الطيب إليك تُصعد
وقبيح الكلام في الأرض تخفض

سبحانك رب رحيم
سميع للدعاء مجيب للنداء
بحكمتك كما تشاء تجيب
تسمع للمظلوم وتنصره
فورا إن أردت أو بعد حين
سبحانك بالقرآن والآيات كلمتنا
فسمعنا واستمعنا وأعرضنا وذهلنا
وبالدعاء والعبادة والنداء نكلمك
فما ذهلت ولا غفلت ولا أعرضت
ولا غبت ولا أفلت ولا تمللت

سبحانك سبحانك
كنت -وما زلت- دوما سميعا
ما ناداك أحد فلم يجدك
سبحانك نعم المجيب
عالم الغيب والإسرار
الصاحب في الليل والنهار
لك الحمد على معيتك
وعلى قربك
وعلى سمعك
وعلى بصرك
وعلى عطائك وفضلك
الكريم رب العالمين.

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

النظام الخفي

هل تؤمن أنه يوجد “نظام” تعمل أجسادنا تبعاً له؟!-هذا لا يحتاج إلى “إيمان”, كلنا نعلم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.