الرد على مقال الأستاذ إيهاب حسن .. حولي!!

وردتني رسالة من اخ وصديق عزيز
يقول فيها
الشيخ عمرو الشاعر استفدتك كثير من موقعك وكتبك
ولكن هناك بعض الملاحظات التي ذكرها ايهاب عبدوه
فهل لديك رد مناسب هذا لا يعني اننا لن نغفر لك لو اخطئت والرجوع عن الخطأ امر عظيم وجليل
فما رأي الشيخ هل صحيح ما قاله ايهاب عبدو

تعليق علي كتاب: عمرو الشاعر

تعليق علي كتاب: “القرآنيون مصلحون أم هادمون”

أولاً: مَن هُوَ مؤِلِّف الكِتاب:
مُنذُ سنواتٍ، وبالتحديد في 12/3/2006 راسلني علي الإيميل شابٌّ قال ان اسمُهُ هُوَ عمرو الشاعِر، وراح يُغازِلُ كتاباتي، وأُسلوبي، وعِلمي، وعطائي للمسلمين، ويُظهِرُ إعجابهُ بي، واستهواء كتاباتي لَهُ بشِدّة، ثُمَّ أردَفَ ذَلِكَ بطَلبِ المُساعدةِ علي نَشرِ كِتابٍ عَن استقلالِ القرءان الكريم، وعَدَم حاجته للتفسير!!!

وَهَذَهِ هيَ الرسالة الأولي
النصّ: بسم الله الرحمن الرحيم
استاذي العزيز : ايهاب حسن عبده السلام عليكم ورحمة الله
أولا اود تسجيل إعجابي بكم في اسلوبكم في التعامل مع القرآن الكريم , وتستهويني كتابتكم بشدة وأقراها كل ما تيسر لي الحصول عليها.
و ارجو منكم مساعدة يسيرة
ألا وهي مساعدتي في نشر كتاب ألفته في كيفية التعامل مع القرآن الكريم
و تقوم فكرة الكتاب على نفي حاجة القرآن الكريم إلى تفسير و أن القرآن الكريم كتاب واضح يسير مبين
فهل تتكرم سعادتكم بالمساعدة
وجزاك الله خيرا
عمرو الشاعر”.
تلاحظون هنا أنني ـ كما قال ـ:
1 ـ أستاذه. 2 ـ العزيز.
3 ـ إعجابه بي. 4 ـ إعجابه بأسلوبي في تناول القرءان.
5 ـ استهواء كتاباتي له. 6 ـ بشدّة.
7 ـ وتلهفه عليها. 8 ـ وقراءته لها كلما تيسر له الحصول عليها.
9 ـ طلب المساعدة.
ثُمَّ تتالت الرسائل:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَهَذَهِ هيَ الرسالة الثانية
النصّ: بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الاستاذ /إيهاب حسن
جزاك الله خيرا على ما تقوم به خدمة للإسلام والمسلمين و أشكرك على سرعة ردك على رسالتي
و لكن لي بعض الاستفسارات التي أرجو منك أن تجيبني
أنا مؤلف شاب والكتاب الذي أود نشره هو عملي الأول فليس لي أي خبرة في هذا المجال
يفترض أنني سأذهب إلى دار نشر ” س ” مثلا
و يفترض أنني سأترك لهم نسخة للاطلاع و قد لا أحصل على موافقة من هذه الدار
فما الذي يضمن لي ألا يتم أخذ نسخة منها و طبعها باسم مؤلف آخر
هل يفترض بي أولا أن أسجل الكتاب في مكان ما مثل الشهر العقاري أم أن هذا غير ضروري
و جزاك الله خيرا
أخوك الأصغر
عمرو الشاعر” .


ولينتبه القاريء أنَّ المَذكور الَّذي بدأ بشُكري علي ما أُقَدمهُ للإسلام والمُسْلمين، وخَتَمَ مُتَوَدِّدًا بذِكر أنَّهُ أخي الأصغر اختفى لبَعضِ الوقت ليخرج بكتابٍ يَصُبُّ فيهِ اللعنات عليّ وعلي كُلِّ مَن يدعو لكتابِ اللهِ وَحْدَهُ، ولَمَّا لَم يجد ما يشنأني بِهِ لَجاء للتحايل بأن يورِد أقوال الأخرين الشاذّة والتي أبرأ إلي اللهِ مِنها ومِنه، ثُمّ يُورِد بَعدَ ذَلِك اسمي بمنقولٍ ءاخر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَهَذَهِ هيَ الرسالة الثالثة
النصّ: “بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ العزيز / إيهاب حسن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة لكتابتي إليك مرة أخرى , ولكن لما تيسر لي أخيرا من المال ما مكنني من نسخ الكتاب من جهازي عدة نسخ على الورق وما يكفيني من المال لأسافر إلى القاهرة اجدني مضطرا إلى سؤالك مرة أخرى :
هل من وسيلة لحماية الكتاب غير رقم الايداع , فرقم الايداع كما فهمت منكم انه لا يخرج إلا بعد الحصول على غلاف من الكتاب أي بعد أن توافق دار نشر على طباعته , فهل من وسيلة غير ذلك مثل تسجيله في الشهر العقاري أو ماشابه أم اعتمد على أمانة أصحاب دور النشر
ومعذرة مرة أخرى على الإزعاج
وجزاك الله خيرا على صبرك علي ومساعدتي
أخوك الأصغر
عمرو الشاعر”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَهَذَهِ هيَ الرسالة الرابعة
النصّ: بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ ايهاب عبده
السلام عليكم ورحمة الله
كيف حالكم لم اسمع منكم منذ زمن طويل
كل عام وانتم بخير بمناسبة شهر رمضان
كيف حال اعمالكم ؟
واود ان أسال هل سترى كتابكم استحالة جمع الانسان للقرآن في معرض الكتاب هذا العام أم قبله
تقبل الله منا منكم وهدانا وهدى بنا
أخوكم الاصغر
عمرو الشاعر”.
لاحظ الودّ الفظيع الظاهِر، فالرجل يسأل عَن الحال، ولَم يسمع مني منذ زمنٍ طويل، ويُهنئني بشهر رمضان، ويسأل حتى عَن حال الأعمال، ومُتَلَهِّف لمعرفة زمن خروج أحد مؤلفاتي، ثُمَّ يختم بوصف أنَّهُ أخي الأصغر!!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيضًا فقَدْ زارني الأستاذ عمرو في بيتي، ولَما فتحنا لَهُ الباب، وضَيَّفناه، وساعدناه فيما طَلَب، غاب لبَعضِ الوَقتِ، ثُمَّ صَدَمنا بأنَّهُ غابَ ليُعِدَّ الشتائم، والتُهم الجائرةِ، التي استودعها كِتابًا، نَشَرَهُ عِندَ الناشر الَّذي ساعدته في الوصولِ إليهِ، . . صَدِّق أو لا تُصَدِّق.

لَقَدْ اعتدت مِن المُخالفِين محاولاتِ التَشويهِ المُخْتَلِفةِ، حَتى المُمَنهَجِ مِنها، ولَم يزدني ذَلِكَ إلا ثباتًا. فأنتَ عِندما تَجدُ أنَّ مَن يُخالِفُكَ كذابٌ، وجاهلٌ، بل ويَجمعُ الحقارةِ أيضًا كالمذكورِ الَّذي ظَلَّ يُغازل عِلمي، وعطائي للمسلمين، حتى طَلَب زيارتي في بيتي، أقول عِندما تَجِدُ أنَّ مِثل هَذَا وغَيرهِ ممن لم يُمارسوا الحقارةِ واكتفوا بالجَهلِ والكَذب هُم مَن يخالِفوك فسَتَجِد في مخالفَتِهم مؤازرةً غَير مَقصودةٍ، وثناءً غيرُ مُعْلَنٍ، وَدَعْمًا ليسَ باختيارِهِم.


بدأ المؤلف كِتابه بمُقَدِّمةٍ تكتظُ بالمُغالطاتِ، وصاغها في جوٍّ مِن التاريخانية الَّتي تَنُمُّ عَن جَهْلِهِ بالتاريخ الَّذي تَمَحَّكَ فيهِ، ولَم يَلْبَثُ إلا قليلاً حتى راح يربط الأحداث بما لا يربطها، ويُسَبِّبُها بما لا يُسَبِّبُها، بل إنَّ الأحداثَ نَفسها في الكثيرِ مِنها مِن بناتِ أفكارهِ، بما يُشي بأنَّ مجالهُ كان للقصصِ المؤلَفةِ أقْرَبُ، وللخيالِ أولي وأصحبُ.


يقول المؤلِف: “وإلى يومنا هذا لا يزال مواقف الإسلاميين من المنظومة الغربية بنفس التقسيم, ما بين رافض ومكتف بالتراث الإسلامي, وبين منفتح تمام الانفتاح, ظانا أن هؤلاء الغربيين ينقصهم فقط الشهادة ليصبحوا مسلمين! وبين آخذ لبعضٍ, يرى أنه مما جاء به الإسلام ورافض مستنكر لأخرى يرى براءة الإسلام منها, ويفرق في عين الوقت بين الدين الإسلامي وبين الحضارة الإسلامية وأفعال المسلمين. واستمر الحال على ما هو عليه في هذه الجدلية المستمرة بين الإسلاميين بعضهم بعضا وبين العلمانيين, المهمشين للدين تمام التهميش, إلى أن ظهرت تلك الطائفة المسماة بالقرآنيين, طائفة تدعي أنها حركة إصلاحية تجديدية, تسعى لإصلاح ما أفسده الدهر؛ طائفة لا يحكمها حاكم أو منهج, فكل واحد منهم حجة بنفسه“.

لَقَد اعتبر المدعو بعمرو أنّني مِن هؤلاءِ “القرآنيين”، وبالتالي فَسَتَنْسَحِبُ الأوصافُ الَّتي ذَكَرَها هُنا عليّ، ولَكِن للأسف سأقول أنّ عمرو في قَولِهِ هُنا هُوَ كذابٌ.

1 ـ فأنا لَم أتأثرُ يومًا بما سماه “المنظومة الغَربيّة”، أو الجدلية التي يتوهمها سببًا لتوجهي. ولا يَسْتَطيعُ أن يُثْبِتُ مِن هُراءهِ هَذَا شيئًا، وتَحَدّي.
2 ـ ويقول عمرو: “كرد فعل عنيف للتيار الأثري المستشري, ظهر القرآنيون“.

وأنا لَم يستفزّني التيار الأثريّ المُستشري ـ إذا ما سايرنا أوهامه وقُلنا بوجودِ هذا التيار أيامئذٍ ـ بل وكُنت أحد أشخاص هَذَا التيار إلي أن هداني الله بفَضلِهِ ومَنّهِ وكَرَمِهِ، ولا يَسْتَطيعُ أيضًا أن يُثْبِتُ مِن هُراءهِ هَذَا شيئًا، وتَحَدّي ثانٍ.

ويقول الشاعر: “وبالتالي كان لزاما على هؤلاء المهتدين أن يقدموا قراءة جديدة لكتاب الله عزوجل, لا يحكمهم فيها لا سنة ولا لسان ولا تاريخ ولا أي حاكم, فالحاكم الوحيد هو عقل كل واحد منهم وما يهديه إليه! فإذا وصل الواحد منهم إلى هذه المرحلة من خلع كتاب الله عما يحيطه فقد وصل إلى الهداية الحقة! وأصبح مسلما صحيح الإسلام“.

فَكَشَفَ عَن جَوْهَر تَدَيّنه بأنّهُ يَلزَم لقراءةِ كِتابِ اللهِ أن يَحْكُمَها السُنّة، واللسان، والتاريخ، وغيرها رُبَّما؛ حيثُ فَتَح الباب بقولِهِ: “لا سنة ولا لسان ولا تاريخ ولا أي حاكم”. وَهُوَ حُرٌّ في توجههِ، ولَكِن ـ مثله مِثل بقيّة الزائغين ـ لا يستطيع أن يُثْبِتُ مِنهُ شيئًا. فكِتابُ اللهِ لا يحكم قراءته إلا التَدَبّر، كما قال تعالي: “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”، والدراسة كما قال سُبْحَانَهُ: “وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ”.

إن عمرو هو مِثالٌ للمُتَمَذهِب الغَرير، الَّذي لَم يَبذل جهدًا ليَفْهَم حتى ما يقول، ولو فَهِمَ اللسان الَّذي يَتَكَلَّمُ عَنهُ لَعَلِمَ أنَّهُ بجميعِ المقاييس “أعجمي”، وأنَّ اللسان العربيّ الوحيد هُوَ في كِتابِ الله، وهُوَ مَن سيقوم بالتعليم.

لابد أن يَذْهَب عمرو وأمثالُه إلي نقطةِ الصِفر أولاً ليبدأوا التحرك الصحيح، فما بالُنا أنَّهُ علي حالِه الحادث، بَيْنَهُ وبَينَ الصِفر مفاوز مِن الجَهلِ والتزبب قَبل التَحصرمِ، والإعجاب بجَهلِهِ حتى أنَّهُ أنشأ موقعًا ليسألهُ الناس ويُفْتِيهم، وجريًا علي سُنَّةِ مَذهبه سمى نفسه بالشيخ ليسبك الحَلقة.

يجمعُ عمرو الشاعر في كتابِهِ بينَ شراذم مِمن لا مَنهج علميّ عِندهم، ويستغل شطحاتِهم ليصف مَن يأخذ بالقرءان وَحدَهُ بالانحرافِ، وبما نقلَهُ عَن هؤلاء الشاطحين، فيورد مثلاً ما قاله الأستاذ رضا بطاوي مِن أنَّ الكعبة ليست هيَ الموجودة الأن بمكّة
فيصدّ القاريء لهُ عَن مَن يدعو للأخذِ مِن القرءان وحده باعتبار أنّ هَذِهِ هِيَ أقوالهم، أو أقوال بعضهم. وهذا والله هُوَ عين عمل الشياطين، إذ يَصدّ عَن “سبيل اللهِ بكتابِهِ وَحْده” بَهَذِهِ الحرب التي أخرجها علي هواه، وصَوَّرها بطريقتِهِ، ولَكِن لَن تَنْفَع طريقته إلا مَع مَن هُم أشدّ مِنهُ جهلاً، وأتوق للانحراف مِنه.


يقول المدعو عمرو: “والملاحظ أن الأستاذ إيهاب لم يجد ما يعيبه على المعتزلة, فما كان منه إلا أن وصفهم بإعمال العقل بدون ضوابط! ويعجب المرء, هل المعتزلة هم من أعملوا عقولهم بدون ضوابط, أم أن القرآنيين هم من فعلوا ذلك؟! وهل يمكن أن نقارن القرآنيين بالمعتزلة في النضج الفكري العقلي؟!“.

انظروا إلي الرجل الَّذي ينسبُ نَفْسَهُ للبحث العلمي والصِدق ماذا يقول؟!!
لَقَد أنشأَ مُقارنةً بَين فِرقَةٍ واقعةٍ يجمعهم تَوَجّه واحد، بتاريخٍ طويل، وبَينَ فِرقةٍ مِن بناتِ أفكارهِ، هُوَ نَفْسَهُ يقولُ عَنها قَبلها بسطور: “من العسير أن يجد المرء تعريفا إيجابيا لهذه الطائفة, فمن الممكن تعريفهم بالسلب, أما بالإيجاب فصعب عسير, وذلك لاختلاف وجهاتهم وآراءهم”.


إنَّهُ يَعْرِفُ جَيِّدًا، بل وأقَرَّ بأَنَّ مَن سَمَّاهم بالقرآنيين لا يجمعهُم مَنْهَجٌ واحِد، وأنَّ كُلَّ واحِدٍ مِمَّن ذَكَرهُم لَهُ طَريقٌ مُخْتَلِفٌ عَن الأخر، وذَكَرَ بَعْض شطحاتِهم، ثُمَّ جاء ليشنأني بِهم وبشطحاتِهم ويحسبها عليَّ ويقول: “هل المعتزلة هم من أعملوا عقولهم بدون ضوابط, أم أن القرآنيين هم من فعلوا ذلك؟! وهل يمكن أن نقارن القرآنيين بالمعتزلة في النضج الفكري العقلي”.

هَل مِثل هَذَا لَهُ في الأمانة والقِسطِ نَصيبٌ ها هُنا؟!
لَوّ أراد أن يحاسبني لحاسبني بما قُلتهُ أنا، ولَكِنَّهُ لَمَّا لَم يجِدُ ما يأخذهُ عَلَيَّ راح يُحاسبني بما يقوله غيري، تخيلوا!!!
فهَذَا هُوَ نَصِيبَهُ مِن العَدل والصِدق.

أما قَولي بإعمال المُعْتَزلَةِ لعقولِهِم دون ضوابط فَمُثبَت بما خَطَّتهُ أيمانهم والتفُّوا حَولَهُ دونَ إنكارٍ مِنهُم، كَقولهم بالمسألةِ الشَهيرة للمنزلةِ بينَ المَنزلتين، فمَن يقولُ بأنّ ذُو العَقْلِ يُمكنهُ أن يُنشيء منزلة لمنازلٍ يختصُّ الله تعالي بتحديدها والإفصاحُ عَنها؟!

لَقد قُلتُ مِن قَبل إنَّ عمرو هُوَ نموذجٌ للمُتَمَذهِب الغَرير، وسأُثبِتُ ذَلِكَ في كُلِّ ردودي عَلَيهِ.
إنَّ المؤمن الحَقّ الَّذي يجعلُ القرءانَ هُوَ مَصدر مَعرِفَتهُ وعِلمَهُ لَن يكونَ هُناك أدني نسبةً بَينَهُ وبَيْنَ المُتَمَذهبين مِن كُلِّ الفِرَق، ومِنهُم المُعْتَزِلة، ولِذَا فإنَّ المُقارنة في “النضج الفكري العقلي” فِعلاً غير جائزة وإن كانت علي عَكسِ قَصدِ المَذكور. فالَّذي يتَمَسَّك بكتابِ اللهِ فَقَط سيصبغُهُ الكتاب بالعَقل، والنُضج، والعِلم، أمّا مَن يتَمَسَّكَ بكُتُبِ الناس سيقولُ ما لا يُعْقَلُ، ولا يَمُتُّ للنضجِ الفِكريّ بِصِلَةٍ.

أمّا قول عمرو المُتَصِّل بما نقلناهُ عَنهُ قبلاً، والَّذي يقولُ فيه: “ويحق لنا أن نضيف كذلك صنفا أخيرا لهذه التقسيمة, فنقول –على غراره-: الإيمان بالقرآن + لي بعض آياته + إنكار التاريخ + رفض اللغة = قرآني. ومن هذه المعادلة يمكننا وضع تعريف يشمل عامة هذا الصنف

فنقول: القرآني هو ذلك المؤمن بنظرية المؤامرة الكبرى التي وقعت على كتاب الله تعالى بعد وفاة الرسول, ومن ثم حُرف الدين كله –تقريبا- وكذلك اللسان, ولم يبق إلا القرآن بدون تحريف, ومن ثَم ينصب نفسه بفهمه –الغير مستند إلى الواقع أو التاريخ أو اللسان- حاكما على التاريخ وعلى اللسان ومن ثم على القرآن!يقبل منه ما يشاء ويرفض ما لا يتفق مع عقله … الميزان“

فمردودٌ عَليّهِ بأنَّهُ رجلٌ كذاب، لا يستطيعُ أن ينقل عَنِّي ولوّ ءايةً واحدةً قُمتُ بليّ عُنُقِها كما يَفعلُ هوَ وقَوْمِهِ كُلَّ يَومٍ كما يتنفسون. بل هُوَ وحِزبِهِ الَّذين يفعلون ذَلِكَ بكلِّ سلاسةٍ، حتى في إثباتِ أصل انحرافِهِم يُوردون الأيات ثُمَّ يقومون بليّ أعناقِها لتُساير هَواهُم، كَقولِهِم بأيات: “وما ءاتاكم الرسول فخُذوه”، “وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول”، “وأنزلنا إليكَ الذِكر لتُبَيِّن للناس ما نُزِّلَ إليهم”، . . الخ.

ولَوّ أخَذنا مِن هَذِهِ الفَقرةِ فَقَط جزءًا يسيرًا، كَقولِهِ: “ومن ثم حُرف الدين كله –تقريبا- وكذلك اللسان, ولم يبق إلا القرآن بدون تحريف, ومن ثَم ينصب نفسه بفهمه –الغير مستند إلى الواقع أو التاريخ أو اللسان- حاكما على التاريخ وعلى اللسان -ومن ثم على القرآن!-, يقبل منه ما يشاء ويرفض ما لا يتفق مع عقله … الميزان” فَسَنَجِد صورًا مِن الجَهل، والكَذب، والافتراء، ولنطالِع:

1 ـ قولهُ “ومن ثم حُرف الدين كله تقريبا”، هُوَ خطأ مِنه لأنه رجل لا يمت للقرءانِ بصِلة، فالدين لا يُحَرَّفُ، وإنَّما يقعُ التَحريف علي الكلامِ والكَلِم، والتَبديل علي أفعال الناس “وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”، وكِتاب اللهِ مَحفوظٌ ولَهُ الحمد والمِنّة.

2 ـ قولهُ “ومن ثم حُرف الدين كله –تقريبا- وكذلك اللسان”، هُوَ جَهلٌ مِنه لأنه رجل لا يمت للقرءانِ بصِلة، فاللسانُ لا يُحَرَّفُ، وإنَّما اللسان البَشريّ أعجميٌ مَهما كان انضباطه، وألفاظُ القرءان جاءت بلسانٍ عَربيٌّ مُبين، وبالتالي يُفْهَمُ اللفظُ مِن الكِتابِ نَفسَهُ، لا مِن خِلال الأعجميّ.

3 ـ قولهُ “ومن ثم حُرف الدين كله –تقريبا- وكذلك اللسان, ولم يبق إلا القرآن بدون تحريف”، هُوَ افتراءٌ مِنه لأنه رجل لا يمت للقرءانِ بصِلة، فكُتُبِ اللهِ تعالي كُلّها لَم تُحَرَّف، فتقويلهُ لي ما لم أقله هُوَ افترأ مِنهُ سيدفع ثَمَنَهُ بعد قليلٍ عِندما يَهْلَك ويُغادرُ هَذِهِ الدُنيا.

4 ـ قولهُ “ومن ثَم ينصب نفسه بفهمه –الغير مستند إلى الواقع أو التاريخ أو اللسان- حاكما على التاريخ وعلى اللسان”، هُوَ جَمعٌ بين الافتراء والاضطراب والجَهلِ. فأما الاضطراب فظاهرٌ مِن إقحامه للواقعية فيما لا مكان لَها، والافتراء ظاهر في القولِ بالتَنصيب

وفي التَوصيف، فأين نَصَّبت نَفسي كحاكم، وإنَّمَا أقول برأيي دون هَذِهِ الديباجة القويّة المكذوبة. ولو سألناه: أصُلِبَ عيسى؟ لأجاب بالنفي، بينما التاريخ يقول بالصَلب، وسيرفض هُوَ التاريخ هُنا لأن تَصديقَه لَهُ في هَذِهِ الجُزئيةِ سيعني كُفرهُ بالأيات النافيةِ للصلب. فتاريخ ينتقي هُوَ بنَفْسِهِ مِنهُ ويَرفض ما قِيمتهُ في البَحثِ العِلميّ؟!!
ألم أقُل إنَّهُ تزبب قَبل أن يتحَصرم؟!

وأمّا الجهل فظاهرٌ مِن فَرَحِهِ بالتاريخ واللسان الَّذان لا يفتأ ويذكرهما في فقراتهِ الهزيلة.

5 ـ قولهُ “حاكما على التاريخ وعلى اللسان -ومن ثم على القرآن”، هُوَ كَذب مِن رجلٍ يُمارسُ الكَذِب كما يتَنَفّس، فأين نَصَبتُ نَفسي حاكمًا علي القرءان؟

بل قُطِعَ لسانك، فأنا أصغرُ وأقَلُّ مِن أن أنَصِّبُ نَفسي حاكمًا علي القرءان، ولو حاولتُ لفَشلتُ، ولأصابني القويّ العزيزُ بهذا الذنب العَظيم، وإنَّما يَفعلُ ذَلِك أمثالك، عِندما تُحَكّمُ ما وجدته مِن تاريخ كَذَبَهُ لَكَ سَلفك، ومِن لسانٍ خطّوهُ بأعجميّتهم، ثمَّ رحت وراحوا تُحَكِّم ويُحَكِّمون هَذَا التراث في الكتاب.
فالله بيني وبينك جَعلته حكمًا يقتصُّ لي مِنك، أما خوضَك في الكتاب فُهُوَ شأنهُ لا تَدخّل ليَ فيه.

6 ـ وأخيرًا (في هذه الفقرةِ فَقَط) قوله: “يقبل منه ما يشاء ويرفض ما لا يتفق مع عقله”، هُوَ افتراءٌ مِنه لأنه رجل لا يمت للحَقِّ بصِلة، ويستطيع أي قاريء هُنا أن يعرِف إلي أي درجةٍ انحدر هذا العمرو الشاعِر، فهَل وجدتم أيها القُرَّاء أي رَفضٍ مِنِّي لكلمة واحدة ـ لا أقول ءاية أو سورة ـ مِن كَلماتِ رَبِّي؟!!!

إنَّ كِتاب المذكور أعفن مِن الاسترسال في نَقْضِهِ، إذ يسيرُ كُلُّهُ علي هَذِهِ الوتيرة، ووقتي أثمن مِن الالتفات لمخرجاتِ أمثال هَذا الكذاب الَّذي يتَمتَّع بجانب كِذبِهِ بالحقارةِ التي ذكَرناها عَنه، بالوثائق، ولا يزال الأثقل قادم. هَذَا فَضلاً عن افتقاد كتاباته للأسلوب والمنهج العلميّ، فمثلاً التواتر كتبتُ فيهِ دراسة شاملة نَقَضها المذكور دون مناقشة أي دَفْعٍ من دفوعي، واكتفى بالنقل مِن مُعاصِر. وبحث الجنابة فَعَلَ بِهِ الأسوأ، فَمثل هَذا إهماله أولي.

الغريب أنَّهُ بَعد كُلَّ ما سَبَق، وبَعْدَ أن أخرج الممسوخ أحقادهِ وسوء أدبِهِ في كتابِهِ أرسَلَ إليَّ طَلَب صداقة علي الفيس بوك، . . . أي والله، وهذه هي صورته:

وأكتفي بهَذَا القَدر، سائلاً الله تعالي أن يُصيب المّذكور ببعضِ ذُنوبهِ أو أن يستدرك فيلحق توبَةً، يُردفها باعترافٍ بما جناهُ هُنا.
“وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ”.

وهنا ردي علي سؤالك

أخي الكريم, مرحبا بك على صفحات الموقع.
بخصوص ما نشره الأستاذ إيهاب حسن عبده من مراسلات أقول لك نعم هو صحيح ولكن:

لا يعيبني أنني مهذب وأحترم من هو أكبر مني سنا, ولو رأيت عامة ردودي في الموقع أو في غيره ستجدها عامة “رقيقة”, ومن ثم فلا يعني قولي لفلان: أستاذي, سوى أنه من باب الاحترام لا أنني تتلمذت على يديه!

بخصوص قوله أنه ساعدني في النشر وما شابه فهو كلام عار من الصحة تماما, كل ما هنالك أني سألته عن مالك مكتبة النافذة وهل هو شخص موثوق به, في فترة كنت أبحث فيها عن ناشر لكتابي الأول: لماذا فسروا القرآن, وذهبت إلى أكثر من دار نشر ولم يوافقوا على النشر والتقيت بالحاج عبد المنعم -مالك النافذة-, ولكنه لم ينشر لي الكتاب المذكور!!!! وستجده موجودا في قسم الكتب ومكتوب أنه لم ينشر حتى الآن! وأحمد الله الآن أنه لم يُنشر فعلا!!!

ولإعجاب الحاج بفكري ولطبيعة عملي في تلك الأيام في القاهرة كمدرس للغة الألمانية تكررت اللقاءات بشكل شبه يومي مع الحاج عبد المنعم حتى تكونت علاقة وطيدة معه ثم قمت بتأليف كتب أخرى قام بنشرها هو.


إذا فحديثه عن مساعدته في نشري للكتب كذب يؤخذ عليه وإلا فليخبر في صفحته كيف ساعدني في نشر كتبي!!!

(ولم أكن أرغب في نعته بالكذب ولكن عندما يصفني بالكذب والجهل والحقارة, لا بد أن أعرف من منا الكذاب)
بخصوص إعجابي بكتاباته في ذلك الحين أقول:
نعم, كنت معجبا بكتاباته ولكنه لم يكن تحول إلى “القرآنية” بعد, وإنما كان يمثل التيار الذي اعتبر نفسي حاليا أحد أفراده, وهو الآخذ للروايات الموافقة للقرآن والراد للمخالفة لها, وعلى ما أتذكر لم أكن قد قرأت له في ذلك الحين إلا: استحالة دخول الجن بدن الإنسان واستحالة ظهور المسيح الدجال وممكن كتاب آخر لا أذكره.

وهي كتب لم يظهر فيها نفيه للسنة إجمالا, والدليل على هذا هو كتابي الأول -الذي لم يساعدني في نشره!!!!! ولم يُنشر – فلقد عرضت فيه لفرقة القرآنيين وقلت فيه أنني لم أعثر على الشبكة لكتب للقرآنيين سوى كتاب أحمد منصور: القرآن وكفى, ولو كانت كتبه تدل على ذلك لناقشته فيها ولذكرت ذلك.

ومن ثم فأن غير مسئول عن تحول فكري حدث له بعد ذلك حتى يٌحسب علي, فأنا كنت معجبا بفكره قبل التحول وليس بعده!!!

بخصوص زيارتي له في بيته أقول:
هذا تدليس جديد, فأنا لم أزره في بيته إلا بعد أن أصبح لي كتب مطبوعة فعلا, حيث كنت في القاهرة ذات مرة -ولي صديق يعرفه- فذهبت إليه لأحاوره بشأن فكره وليس لأتعلم منه!!

يضاف إلى كذبات الأستاذ إيهاب قوله: “أخي الأصغر اختفى لبَعضِ الوقت ليخرج بكتابٍ يَصُبُّ فيهِ اللعنات عليّ وعلي كُلِّ مَن يدعو لكتابِ اللهِ وَحْدَهُ، ولَمَّا لَم يجد ما يشنأني بِهِ لَجاء للتحايل بأن يورِد أقوال الأخرين الشاذّة والتي أبرأ إلي اللهِ مِنها ومِنه، ثُمّ يُورِد بَعدَ ذَلِك اسمي بمنقولٍ ءاخر.”

والكتاب موجود في الموقع ويمكنك تحميله, ولن تجد أنني لعنته ولا لعنت أحدا من القرآنيين, فليس هذا أسلوبنا في الحوار ولا الجدال, وانظر أخي أين نسبت إليه أقوال غيره؟!!!!!!!!!!!!!!! وإنما كنت أقول: الأستاذ إيهاب … الأستاذ إيهاب!!

كل ما هنالك أنني تحدثت عن أشهر القرآنيين على الشبكة العنكبوتية ونسبت لكل منهم ما يقول!!

فأين التحايل في هذا وهل نسبت إليه ما لم يقل؟! كتابي موجود وكتبه وموقعه موجودان! فإن كان هناك ربع عنصر لم يقله فأعترف أني كذاب أشر!!! أما مسألة أن الأستاذ إيهاب لا يعتبر نفسه قرآنيا فهذه مسألة أخرى!!

بخصوص نقد الأستاذ إيهاب للكتاب أقول: هو لم ينقد شيئا حتى يرد عليه وإنما أخذ يلقي اتهامات بالجهل والعفن وهذا ينم عن عجز عن الرد!! وأما مسألة وقته الثمين هذه فهي حجة مفضوحة, فلم نر للأستاذ أبحاثا منذ فترة طويلة, ففبم هو مشغول!

وبخصوص طلبه تقديم نموذج واحد لليه للآيات أدعوك أخي لقراءة ردنا في موضوع لفهمه لآيات التيمم لتعرف كيف يفهم الأستاذ إيهاب الآيات:
من هنا

وفي الختام أقول:
من السهل إتهام أي إنسان بالجهل, ولكن القارئ يستطيع أن يحكم على المكتوب وكاتبه, ومن السهل اتهام الآخرين بالكذب, ولكن هذا افتراء سيحاسبنا الله عليه!
كما أنه لا ينم عن موضوعية ومنهجية في الكتابة, فأنا لا أعلم ما بدخيلة أي إنسان حتى أرميه بالكذب, ناهيك عن أدعي أنه يكذب كما ينتفس -كما وصفني-!!!!!

لذا لن تجد في كتاباتي والتي ناقشت فيها تيارات كثيرة اتهامات بالكفر وبالكذب وبالنفاق لأن هذا ليس أسلوبي في الكتابة ولا الحوار! فنحن نناقش أفكار ومناهج وليس أفراد! أما من يطعن في كشخص فهذا دليل على عجز عن الرد على الفكر!

وختاما أقول: أنا لم أدع المشيخة لأنال فخرا , (وسترى في ردودي على السائلين أني أطالبهم بأن يخاطبوني ب: أخي! وعندما قال لي بعضهم: أستاذي, رفضت لأني لست كذلك! (ولن أستغل هذه الجملة في يوم من الأيام لأقول أنهم كانوا يروني أستاذهم!!!!!)

ولقد عرفت نفسي بأنني باحث إسلامي وأنا كذلك شيخ في الأوقاف المصرية وهذا ما ذكرته في أكثر من موقع.
يؤسفني كثيرا انحدار الأستاذ إيهاب إلى هذا المستوى الطفولي في الحوار, فعندما يتذكر أني أضفته في الفايس بوك كصديق ومن ثم يقوم بتعديل المقال وإضافة هذه الجزئية كمأخذ علي فهذا يعني أنه يفكر بأسلوب: “مش أنا وحش انت بتكلمني ليه!!!!!!!!

لقد قرأت هذا المقال المليء بالتدليس سابقا ولم أعنى بالرد عليه, ولكن بما أنه جاءني في موقعي فلزام أن نبين الحقيقة, والله على ما أقول شهيد.

نقل الأخ أبو كريم رد الأستاذ إيهاب على ردي عليه في موضوع آخر فنقلته هنا ختى يرى القارئ ما قاله الأستاذ إيهاب:

الرد عَلى رَدّ عَمرو الشاعِر
كُنتُ قَد أغلَقتُ هَذِهِ الصَفحة وَءَاثَرت إنهَاء مَوضوع المَذكُور بَعد اعتِرَافِهِ بصِحّةِ مَا بَيَّنته بالوَثَائق مِن سُلُوكيّاتِهِ، تَاركًا للقاريء الحُكم عَلى هُزال رَدّهِ؛ إذ بَدَلاً مِن الاعتذار عن سلوكِهِ بَعد الاعتراف بصِحّةِ الوَثَائق راح يَستَأنِف عِوجِهِ السابِق، بَل وَزَاد عَلَيهِ بَعد ذَلِك. وَلِذَا فَسَأُبَيّنُ هُنَا مَدى صِدق وَصِحّة رَدّه لِئَلاَّ يُدخل عَلى النَّاس صِدْقَهُ وَأنَّهُ كَان ضَحيّة كَذّابٍ أشِر:

1 ـ يقول المَذكور: “لا يعيبني أنني مهذب وأحترم من هو أكبر مني سنا“.
فَهَل مَا صَدَرَ مِنهُ لَهُ عِلاَقَةً بالسِنّ فِى شَيء؟!

انظروا: “اود تسجيل إعجابي بكم في اسلوبكم في التعامل مع القرآن الكريم, وتستهويني كتابتكم بشدة وأقراها كل ما تيسر لي الحصول عليها/ جزاك الله خيرا على ما تقوم به خدمة للإسلام والمسلمين“.

فَالَّذى تَسْتَهويه كِتَاباتى بِشِدّةٍ، وَيَقْرأ ما تَيَسّر لَهُ مِنهًا، ثُمَّ يَقول بَعد: “أسْتَاذِى” فَلا دَخل لِلتَهذِيبِ أو الاحْترامِ الَّذِى يَدَّعِيه بالمَوضوع، وَإِنَّمَا هُوَ إقرارٌ مِنهُ بَعْدَ طُول قِراءة لكُتُبى وَأسلُوبى . . الخ.

وَبرَغمِ ذَلِكَ فَأنَا لَم يَعنينى كَلامَه فى شَيء، وَلاَ تَوَاصلت مَعهُ لاَحِقًا، وَلا أقرَرت لَهُ بِشيء مِمَّا افْتَرضه، فَلا هُوَ فى الحقيقةِ بِتلميذى، وَلا أنَا بأستاذِهِ، فَأنَا لا أُقِرُّ لَهُ بِمَا قَالَهُ وَهَاهى الأيام تُبَيّن حَقيقة مَعدَنه.

كُلّ ما هُنالِكَ أنَّنى أورَدت تَغزله فى شَخصى لأبَيّن للقاريء الهُوةِ السَحيقة الدَاخلية لأمثال هَؤلاء
فَلَو كَان مُهَذَّبًا كَمَا قال، وَيَحتَرم مَن هُوَ أكبر مِنهُ إضافَةً لِمَا أقَرَّهُ مِن عِلمى، وَغير ذَلِكَ، ثُمَّ ظَهَرَ لَهُ شيء حَاكَ فى صَدرهِ لَكَان المُهَذّب نَاقشنى، أو هَاتَفنى، أو أرسَل بَريدًا.

لَكِنَّ المُهَذّب فَجأة انتَقَل مِن تَبجيلي وتَفخيمى، إلى مُستوىً مُخْتَلِف؛ إذ أصدَرَ كِتابًا يَهجونى فِيه، وبِلا أى بَيّنة.

يَستطيع القاريء الأن أن يُقَيِّم مَا كَتَبَهُ المَذكُور.
.
2 ـ يقول المَذكور: “بخصوص قوله أنه ساعدني في النشر وما شابه فهو كلام عار من الصحة تماما, كل ما هنالك أني سألته عن مالك مكتبة النافذة وهل هو شخص موثوق به, في فترة كنت أبحث فيها عن ناشر لكتابي الأول: لماذا فسروا القرآن, وذهبت إلى أكثر من دار نشر ولم يوافقوا على النشر “.

وَيستطيع القاريء أن يَعْرف بسهولَةٍ مَن الكاذِب هُنا، فَالرسائِل مَوجودة وَلَن يَجِد فِيهَا مِن ذَلِكَ شَيئًا.
.
3 ـ يَقُولُ المَذكور: “إذا فحديثه عن مساعدته في نشري للكتب كذب يؤخذ عليه وإلا فليخبر في صفحته كيف ساعدني في نشر كتبي!!!“

طَلَب عَمرو أن أساعده بتَعريفه عَلى نَاشِر فَفَعَلت، فَهل ساعدته؟
طَلَب عَمرو أن أساعده فى التَعَرَّف عَلى حَقيقة الناشر فَفَعَلت، فَهل ساعدته؟
طَلَب عَمرو أن أساعده عَلى مَعرفة خَلفيات النَشر فَفَعَلت، فَهل ساعدته؟
لَم أقُل فى مَقالى السَابِق أنَّنى سَاعدتُهُ بِكَذَا، وَإنَّمَا قُلتُ إنَّنى سَاعدتُهُ فَقَط كَمَا طَلَب، فَهَل فَعَلتُ فِعلاً وَسَاعَدتهُ كَمَا طَلَب؟!

يَستطيع القاريء الأن أن يُقَيِّم مَا كَتَبَهُ المَذكُور وَيَعْرفُ مَن مِنَّا الكَاذِب.

.
4 ـ يَقُولُ المَذكور: “بخصوص إعجابي بكتاباته في ذلك الحين أقول: نعم, كنت معجبا بكتاباته ولكنه لم يكن تحول إلى القرآنية بعد“.
وَهَذَا أيضًا مِن كَذِبِه المَفضوح، فَقَد اعتَرَف بِنَفْسِهِ أنَّهُ قَرَأ لى كِتاب المَسيح الدَجَال، وءَاخر نَكَّرَهُ، وَهُوَ كِتابى فى النَسخ، وَأىّ مِنهُمَا أعْجِبَ هُوَ بِهِ فَهُوَ عَلَى مَا أنَا عَلَيهِ مُنذُ أكْثَر مِن 20 عَامًا، وَيُوَضِّحُ تَمَسّكى بِالكِتَابِ وَفَقَط.

وَلَوّ خَالَفَنى فَهَذَا أمرٌ لا يعنينى، وَلَوّ خَالَفَنى أهلى فَهُم أحرار، وَحِسَاب الكُلّ عَلى الله، وَلَكِن مُحَاولتهُ هُنا تَجميل مَوقِفَهُ بِأَنَّهُ لَم يَكُن يَعلَم مَع اعترافِهِ بِأنَّهُ قَرَأ كُتُبى، وَأنَّهُ كَان يَنتَظِر بِشَغَف كِتَابَاتى، وَعِلمِهِ بِمَا لَم أطبَعَهُ بَعْد يُظْهِر قَدر اسْتِخفَافِهِ بعقول النَّاس، وَمَدى شَجَاعته فى الاعترافِ بِالحَقّ.

يَستطيع القاريء الأن أن يُقَيِّم مَا كَتَبَهُ المَذكُور، وَفِيهِ: “فأنا كنت معجبا بفكره قبل التحول وليس بعده“.
.
5 ـ يَقُولُ المَذكور: “بخصوص زيارتي له في بيته أقول: هذا تدليس جديد, فأنا لم أزره في بيته إلا بعد أن أصبح لي كتب مطبوعة فعلا, حيث كنت في القاهرة ذات مرة -ولي صديق يعرفه- فذهبت إليه لأحاوره بشأن فكره وليس لأتعلم منه!!“.

وَهَذَا إن دَلَّ فَإنَّمَا يَدلّ عَلى مَدى احْترامِهِ لِعقول النَّاس، إذ الواضِحُ لِلطِفل أن المؤاخَذة كَانت عَلى أننا أدخَلنَاه بيتنا، وَلَيسَ مَتى أدخلنَاهُ بَيتَنَا، فَكان المُفْتَرَض أنّهُ بَعدَ أن عَرِفَنا وَزَارَنا أن يَأتى كَمَا أتى سَلَفًا لِيُنَاقِش مَا عَنّ لَهُ، لا أن يَطْعَن فى الظَهر، وَلَكِنَّهُ هُنا يُريدُ أن يَصْرف النَظَر عَن النُقطَة الجَوهريّة وَيَجرّ القاريء لَه إلى تَوقيت الزيارة،
مَع أنَّه:
ـ لا الزيارة كَانت بَعد أن صار لَهُ كُتُب كَمَا قال، وإلاَّ كَان أهدانى نُسخة مِنهَا كَمَا هِى عَادة النَّاس.
ـ وَلاَ أنَا ذَكرت تَوقيتًا مُحَدَّدًا لَها، فَتَأمَّل لِلمُحَاوَلات الَّتى تَصُبُّ كُلّها فِى الكَذِب والتَضليل، ثُمَّ هُوَ الَّذى يَرمينَا بالتَدليس!!
ـ وَلا أنَا بالَّذِى قُلت أنَّهُ زارنى لِيَتَعَلَّم مِنِّى، فزَجّهِ بِقَضَايا وَهميّة هُوَ تَلبيس عَلى القاريء، والقاريء حَصِيف، لَن تَمرّ عَلَيهِ مِثل هَذِهِ الصبيانيات.

6 ـ أمَّا مَا أكثرَ فِيهِ مِن الكَلام عَمَّا كَتَبَهُ عَنّى وَإظْهَار نَفْسِهِ بِأَنَّهُ كَن صَادِقًا فى عَرضِهِ لِمَوقِفى، مَعَ تَجَاهلِهِ لِكُلّ ما أثرتهُ فى مَقالى الأوّل فَهُوَ جُبن عَن الكَثير والكَثير. وَلَن أُعيد الكَلام فِيمَا سَبَقَ لى قَوله، وَقدْ قُلتُ مِن قَبل إنَّنى فَوضتُ أمره إلى مَن سَيَفْصِلُ بَينَ العِباد.

7 ـ وَأمَّا ما قَالَهُ عَن رِقّتِهِ وخُلُقِهِ وتَهَذّبهِ فى كِتابِهِ مَعى فَهُوَ مِن أكَاذيبه المُستَمِرّة، إذ إنَّنى نَقَلتُ فى مَقالى الكَثير مِن هَذَا الأدَب
كَقَولِهِ:
“والملاحظ أن الأستاذ إيهاب لم يجد ما يعيبه على المعتزلة, فما كان منه إلا أن وصفهم بإعمال العقل بدون ضوابط! ويعجب المرء, هل المعتزلة هم من أعملوا عقولهم بدون ضوابط, أم أن القرآنيين هم من فعلوا ذلك؟! وهل يمكن أن نقارن القرآنيين بالمعتزلة في النضج الفكري العقلي؟!“.

فَقولِهِ: “ويعجب المرء, هل المعتزلة هم من أعملوا عقولهم بدون ضوابط, أم أن القرآنيين هم من فعلوا ذلك“، يَعنينى بِهِ، فَأينَ وَجَدَ مِنِّى إعمال لِعَقلى دُون ضَوَابِط؟ وَأينَ التَأدّب المَذكور؟!
والأمثلة بِخلافِ ذَلِك كَثيرة، والمُكابرة فى الحَقّ أكثَر.
.
8 ـ إنَّ ما سَمَّاهُ المَذكور بـ: “الكِتاب” لا يُنقَد عَلى وَجهِ التَفصيل، إذ إنَّهُ جَمَع أشتَاتًا مِن النَّاس لا يَجمَعُهُم جَامِع وَحَاوَل أن يَجعَلَهُم فَريقًا وَاحِدًا، لُيُكَيّل لَهُم تُهْمَةً وَاحِدة. فَهُوَ مِن الحَقِّ بمنأى بِجَمعِهِ لَهُم كَشيءٍ وَاحِد، وَقَد حَذَّرَهُ مِن قَبل أحد الأعضاءِ مِن أن يَحدُث لَهُ هُوَ ذَلِك فَلَم يَنتَبِه. ثُمَّ إنَّ أمر الَّذين جَمَعَهُم لا يَعنينى فى شَيء حَتّى أُنَاقشهُ بِخُصُوصِهم، وَلِذَا فَقَد قُمتُ بِتَنَاول مَا قَالَهُ عَنّى، وَعَلَّقتُ عَلَيهِ، وَلَكِن مِن المُحال أن أقرأ هَذَا الغُثَاء أو أُنَاقشه مَعَهُ كَمَا يَطْلُب.
.
9 ـ وَيقُولُ المَذكُور: “وأما مسألة وقته الثمين هذه فهي حجة مفضوحة, فلم نر للأستاذ أبحاثا منذ فترة طويلة, ففبم هو مشغول!”.
أمَّا عَن ثَمَانة وَقْتِى فَلَم أتخِذُهَا حُجّةً فى شَيء أتَهَرَّب بِهَا، وَأمَّا فِيمَ الشغل فَسَيَعّرف عَن قَريب هُوَ والأستاذ الَّذى تسابَق لِيَذِمّ فِى بأنَّنى أقول الكَثير وأفعل القَليل، وَعِندى مِنهُ أطنان أيضًا مِن المَديح، والشَكوى لِلهِ وَحده، وَلا أدرى كَيفَ يَنظرُ هَؤلاءِ لأنفُسِهِم في المرءاة؟!
.
10 ـ وَيقُولُ المَذكُور: “فأنا لا أعلم ما بدخيلة أي إنسان حتى أرميه بالكذب“!
ـ ثُمَّ تَنَاقَض وَرَمَانى بالكَذِب، فَهَل عَلِمَ بِمَا لَم يَكُن يَعلمهُ مِن خَفَايا الصُدور كَما يَزعُم؟
ـ وَهَذِهِ الجُملة نَفسِها خَطَأ، فَالكَذِب لا عِلاَقَة لَه بعِلم السَرَائِر، إلاَّ إذَا تَكَلّمنا عَن التَعَمّد مِن عَدَمِهِ، وَهُوَ مَالَم نُنَاقشه أبدًا.
.
11 ـ وَيقُولُ المَذكُور: “نحن نناقش أفكار ومناهج وليس أفراد! أما من يطعن في كشخص فهذا دليل على عجز عن الرد على الفكر!”.
وَهُوَ مِن المُضحِكَات المُبكيات؛ فَأينَ هُوَ الفِكر الَّذى يَتَحَدّث عَنهُ؟

وَإذَا كَان يَذكرنى بالإسم وَيُضِيفُ مَثالِب مَن سَمَّهُم بالقرآنيين، فَكيفَ يَقول بمُناقَشة الأفكار لا الأشخاص؟!
وَأخيرًا فَإنَّ مَا قاله عَن أنَّ مَقالى لَم يَكُن فِيه طَلَبهُ لِصَدَاقتى عَلى الفيسبوك فَهُوَ:
ـ لا يُقَدِّم وَلا يُؤخِّر.
ـ فَضلاً عَن أنّهُ غير صحيح.
ـ والأهمّ أنّهُ راح يُمارس نَفس ألاعيبه، فَتَرَك المَسألة الأساسيّة وَراح يَشغل القاريء بإضافة هَذِهِ الجُزئيةِ مُتَأخّرًا:
إنَّ العَاقل يا هَذَا سيتَعَجَّب: كَيف تَتَغَزّل فى الرَجُل، ثُمّ تَعود فتُصدِر كِتَابًا لِتَقول إنَّهُ مِن الهَدَّامين هُوَ وَأشباهِهِ، ثُمَّ تَعود لِتَطْلُب صدَاقته عَلى الفيس بوك؟!!

هَذَا هُوَ بيت القَصيد، فَأينَ أنتَ مِنهُ؟!!
مَن الَّذى يُفَكّر بطُفوليّةٍ هُنا؟!
هَل تَظنّ أنَّ مِثل هَكَذَا حِيّل ستَخيل عَلى النَّاس؟!

لَو كان المَذكور مِمَّن يرومون حَقًّا لَكانَ تَنَاقَشَ مَعى، عَسى أن يَنفَع أحدنا الأخر، أمَّا أسلوب التَشهير والتَدليس والكَذِب الَّذى لا يَرى فِيهِ أىّ غَضَاضة فَلَم يَكُن يَومًا أسلوب النَاصحين.

لَقَدْ قُلتُ ءَانِفًا أنَّ الله تَعالى هُوَ مَن سَيَحكُم بَينَ العِباد، وَسَيحكُم فى تُوَجّهى فى الإيمان بكتابِه وَفَقَط، وَسَيَحكُم فى تَوَجههِ فى الإيمان بالكِتابِ وَغَيرهِ، وَسَيَحكُم فى إلصاقِهِ لى إنحرافات غَيرى وَضَمّه لى مَعَهُم، وليسَ الحُكم بِبَعيد.
والحمدُ للهِ رَبِّ العَالمين
ايهاب حسن عبده
منقول
وهنا ياتي ردي عليه

الأستاذ إيهاب:
سأنحدر إلى مستواك وأرد بأسلوبك, مع أني لا أحب أن أفعل هذا ولكن لا بد أن يرد عليه:

قال الأستاذ إيهاب:
فقَدْ زارني الأستاذ عمرو في بيتي، ولَما فتحنا لَهُ الباب، وضَيَّفناه، وساعدناه فيما طَلَب، غاب لبَعضِ الوَقتِ، ثُمَّ صَدَمنا بأنَّهُ غابَ ليُعِدَّ الشتائم، والتُهم الجائرةِ، التي استودعها كِتابًا، نَشَرَهُ عِندَ الناشر الَّذي ساعدته في الوصولِ إليهِ

المشكلة أن الأستاذ إيهاب يتلاعب بالألفاظ -وليس هذا بالكذب في وجهة نظره- فإذا قلنا لم يحدث كذا قال: أنا لم أقل كذا ولم أعني كذا وإنما قلت كذا فقط! فهنا على سبيل المثال يشعر القارئ أن له فضل علي, فأنا زرته في بيته وهذا ما حدث ولكني زرته زيارة واحدة لم تتكرر!

ويقول:
فتح لي الباب”, مما يشعرك أنه مهد لي الطريق في بداية حياتي هههههههههههههههههه على الرغم من أن كل ما فعله أني لما طرقت الباب لما زرته ففتح!!! يا له من جميل كبير لن أنساه لك أستاذ إيهاب -أيها الصادق- أشكرك جزيلا يا أستاذ إيهاب على كرم أخلاقك على أنك لم تتركني ذليلا أمام بابك أرجوك وأتوسل إليك لتفتح لي!

والحق يقال أنه ضيفني نعم التضيف ففي تلك المرة الوحيدة التي زرته فيها قدم لي شايا -وربما حاجة ساقعة لست متأكدا!- وهنا أشكرك شكرا جزيلا على الشاي وأقول لك لو أردت ثمنه وأصبحت غير متسامح فيه سأرسله لك!

ثم يدعي الأستاذ إيهاب أن هذه الزيارة كانت قبل أن يكون لي كتب! وأنا أقسم أنها كانت بعد أن كان لي على الأقل كتاب واحد وعلاما أتذكر هذه الزيارة كانت بعد توقيع عقد الكتاب الثاني: قراءة لسور الطعن!
ولا يجد ما يدلل على ذلك سوى أن يقول: لو كان لي كتب لأهديته كتاب أو ما شابه! ونعم الأدلة! وهذا من جملة إعطاء القارئ الانطباع أنه كان له علي الفضل الكبير ومن ثم فكيف أزوره ولا أهبه كتابا!

وبخصوص إرسال إيميل أو اتصال قبل نشر الكتاب فأقول: أعتقد أن آخر رسالة أرسلتها له كانت في النصف الثاني من 2006 وكتاب القرآنيون ألفته في آخر 2008 وصدر في أول 2009 ومن ثم فكانت الاتصالات بالإيميلات منقطعة بيننا منذ عامين! ولم يحدث أني قد كلمته في الهاتف مرة قبل ذلك حتى أكلمه عند تأليفي الكتاب! يبدو أنه كان من الواجب أن اتصل لأستأذن الأستاذ إيهاب أولا هل أنقده أم لا!!!!

وكذلك أخذ الأستاذ إيهاب فقرة أتحدث فيها عن حكمي في كتبي على أشخاص, وكيف أنني لا أقول أنهم كاذبون عندما يخرجون بأحكام ما, وهي التي قلت فيها: “فأنا لا أعلم ما بدخيلة أي إنسان حتى أرميه بالكذب“! ثم جعل هذا الكلام مناقضا لقولي أنه كاذب فيما قاله حولي

ـ ثُمَّ تَنَاقَض وَرَمَانى بالكَذِب، فَهَل عَلِمَ بِمَا لَم يَكُن يَعلمهُ مِن خَفَايا الصُدور كَما يَزعُم؟
لا لم أعرف ولكني أعرف ما فعلت أنا ومن ثم أمكنني الحكم عليه هذه المرة عند قوله أنه فعل كذا وكذا لي!! المشكلة أن الأستاذ إيهاب ينظر إلى الآخر بنفس النظرة السلفية -التي انتمى إليها فترة لا بأس بها- بأن المخالف في الرأي إنسان يعرف الحق ويجانبه ويصر على الكذب والإفساد, ولا يرى أن هذا ما هداه إليه اجتهاده!!

بخصوص المساعدة التي ساعدني قال الأستاذ إيهاب:
طَلَب عَمرو أن أساعده بتَعريفه عَلى نَاشِر فَفَعَلت، فَهل ساعدته؟ (اقرأ الرسائل عزيزي القارئ لتكتشف هل طلبت منه هذا أم لا؟ لقد قرأتها ثانية على الرغم من أني من أرسلها فلم أجد)
طَلَب عَمرو أن أساعده فى التَعَرَّف عَلى حَقيقة الناشر فَفَعَلت، فَهل ساعدته؟
طَلَب عَمرو أن أساعده عَلى مَعرفة خَلفيات النَشر فَفَعَلت، فَهل ساعدته؟

لَم أقُل فى مَقالى السَابِق أنَّنى سَاعدتُهُ بِكَذَا، وَإنَّمَا قُلتُ إنَّنى سَاعدتُهُ فَقَط كَمَا طَلَب، فَهَل فَعَلتُ فِعلاً وَسَاعَدتهُ كَمَا طَلَب؟!
يَستطيع القاريء الأن أن يُقَيِّم مَا كَتَبَهُ المَذكُور وَيَعْرفُ مَن مِنَّا الكَاذِب.” اهـ

نعم فعلا يستطيع القارئ أن يميز, فعندما تقول أنك ساعدته في النشر يفهم القارئ أنك أوصيت صاحب الدار أو حددت ميعادا , ولكن إذا كنت أنت لم تعرفني بصاحب الدار وكل ما هنالك أني سألتك إذا كان فلانا ثقة وقلت لي نعم, وأعطيتني بعض المعلومات حول حقوق النشر هل بهذا تكون ساعدتني في النشر!!! لا حول ولا قوة إلا بالله!!!

وإذا كان الكتاب لم يُنشر أصلا!! فلقد قلت لك في الرسالة بالنص:
“و تقوم فكرة الكتاب على نفي حاجة القرآن الكريم إلى تفسير و أن القرآن الكريم كتاب واضح يسير مبين فهل تتكرم سعادتكم بالمساعدة”, وبالتأكيد هذا يقصد به كتابي الأول الغير منشور … فكيف ساعدتني؟!! للقراء عقول يحكمون بها!!

ويقول الأستاذ إيهاب:
وَهَذَا أيضًا مِن كَذِبِه المَفضوح، فَقَد اعتَرَف بِنَفْسِهِ أنَّهُ قَرَأ لى كِتاب المَسيح الدَجَال،
وأقول: هل تجد هذا في الرسالات عزيزي القارئ, رجاء ابحث عنه وأخرجه لي لأني لم أجده!

وبشكل عام فإن الأستاذ إيهاب لم يكن أبدا منذ عشرين عاما على فكره القرآني هذا كما يدعي! وإلا فليقل لنا متى ألف كتابه ومتى صدر: استحالة دخول الجن بدن الإنسان! هل كان هذا قبل 1992 أم بعد 2000؟! إنه لا يضع هذا الكتاب في موقعه لأنه يخالف فكره القرآني الحالي! ومن حقه أن يفعل! ولكن أن يدعي أنه كان على هذا الفكر من 20 عاما فكتابه المذكور هذا يخالفه!

المشكلة أن الأستاذ إيهاب معتد بنفسه أكثر من اللازم -ولا أقول مغرورا- يظن أنني ألفت كتابا لأهجوه به!! لا حول ولا قوة إلا بالله! لا أعتقد بحال أن الكتاب دار حول فكره! وإنما تيار تجمعه بعض الخطوط وذُكر هو فيها!! ولكن كيف أذكره وسط هؤلاء, هو متميز عنهم جميعا!!! المشكلة أنه يصر على التشخيص وأنا أناقش أفكارا بالدرجة الأولى

بخصوص الأخلاق, ندعو القارئ ليقرأ ما قاله الأستاذ إيهاب وليرى كما مرة وصفني بالكذب وبالكذب المستمر وبالحقارة, ولا يرى في هذا عيبا ولا مجافاة للأخلاق! ولينظر هل أسأت إلى شخص الأستاذ إيهاب! لقد كنت أنقد فكره ومنهجه الذي جعل العقل -في نهاية المطاف- هو الحاكم على القرآن فرأى هذا كذبا بواحا وقحا فجا!! أستحق معه السباب!

ولست أدري كيف أؤلف كتابا ولا أحكم على منهج الذين أنقدهم!! وكيف أذكر أفكارا بدون أن أذكر أصحابها! هل سيكون للكتاب قوة عندما أقول أن هناك من يقول وهناك من يقول! إن العلماء في كل مكان في العالم ينسبون الآراء إلى أصحابها! وعندما أُخطئ الرأي فلا يعني هذا أني أرمي صاحبه بالحقارة ولا الكذب!

بخصوص كتاباتي التي لا تستحق الرد أقول للأستاذ إيهاب:
لست ممن يسودون الصفحات الطوال بذكر آراء سبعة آلاف عالم قالوا نفس القول لأؤكد للقارئ ما أقول -ولأستهلك صفحات أكثر تضخم الكتاب- وإنما منهجي عقلي يناقش اللب, ومن ثم فلا أطيل الكلام والاستدلال بأقوال السابقين, فخير الكلام ما قل ودل.

كما أني لست ممن يدعون أنهم لا يهتمون بالرد على كتابات فلان لأنها لا تستحق ثم أعمل على نقد الشخص نفسه! سواء بالكذب أو بالصدق! فإما أن أناقش ما قال وإما لا أفعل مطلقا!

وحسابنا أمام ربنا العليم فهو المطلع على ما في الصدور وهو من يعلم من فينا الصادق ومن يلوي الكلام!


.

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

اجتهاد جديد غير مسبوق حول صدقة الفطر

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد وسلام على عباده الذين اصطفى، ثم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.