العبد الغريب

يا رب الناس أجمعين
يا مهيمن
يا جليل الجلال وبديع الجمال
مَن مِنك المبتدأ وإليك المآل
إليك الرجعى والمستقر
وعندك المأوى والمآب
سبحانك
رقيبٌ على عبادك حسيب
وبأعمالهم وأحوالهم محيط
لا يعزب عنك معشار فكرة
ولا تخفى عنك شارد خاطرة

اللهم ربنا
زينت الأرض وجملتها
وببديع خلقك شكلتها
ومكّنت الناس فيها ورزقتهم
وعلى سيادتها أعنتهم
والدنيا عرّفتها لهم
فهم فيها يكدون
يفسدون ويصلحون

يااااااا رحمن
ربي العظيم الأعلى
عبدك لا يزال فيها غريبا
مستظهرا سائرا غريرا
لك حامد شاكر
وفضلك عليه وافر غامر
أعطيته الدنيا فلم تمنعه
وآتيته من كلٍ فلم تحرمه

يا رب
عبدك الضعيف يشكو إليك غربته
غربة طالت وتمكنت وتحكمت
لم ترفعها خلطة بدنيا دنية
دنيا عرفته ولم يعرفها
أحبته ولم يطلبها
دنيا حملها على ظهره
فأحنت الظهر ومنها كلّ

يا رب
عبدك لم يكن له فيها غرض
فهو دوما ذاك المهزوم
يُشكى إليه ويٌشتكى منه
يُحمّل وبلا رفض يتحمل
صامتا يتحمل ويتعلم

أيا رب
كنت أنت في الدنيا غايته
ولكنه ما كان حسن المسير
كان ضعيفا عاص
ضعيف أن يجهر بالحق
ضعيف أن يمسك ويثبت
ضعيف أن يقدم نفسه
أخر نفسه لك فؤخر
فيا رب
لا يكن عندك مؤخرا
ولا تكتبه عندك وضيعا
وأذهب اللهم غربته
وأعنه على حسن التحمل
وعلى حسن الأداء
وبارك له في عمره
وأحسن خاتمته
إنك نعم المولى ونعم النصير

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

النظام الخفي

هل تؤمن أنه يوجد “نظام” تعمل أجسادنا تبعاً له؟!-هذا لا يحتاج إلى “إيمان”, كلنا نعلم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.