ماذا أقرأ في الدين؟ وكيف أقرأ؟ ولمن أقرأ؟!

كثيراً ما أُسأل: إذا أردت أن أقرأ في الدين فماذا أقرأ؟!
وهو سؤالٌ عسير رغماً عن بساطته وقصره! ولأن السؤال يكون شفهي فإن الإجابة غالباً ما تكون قطوفا خاطفة قليلة, تعطي أسماء كُتب بعينها واقتراحات بأسماء كُتّاب بعينهم, إلى أن أتاني سؤال –مكتوب- من أخ عزيز, يقول فيه:

أخي.. اريد رأيك.. ما هي الكتب التي يجب أن أقرأها، أو الكتَّاب اللذين يجب أن أقرأ لهم لأحيط تماماً بكامل صحيح الإسلام كما انزل من السماء بعيداً عن التعصبات والاضافات والتشويهات المتعمدة والغير متعمدة التي اضيفت خلال تاريخ المسلمين؟ خذ وقتك في الإجابة ولو حتي شهوراً.. فكلما طالت القائمة كلما كانت أكثر إفادة.

من وجد الله فقد وجد كل شيء.. وانا اريد ذلك لا لأن أجد كل شيء -فذلك غرض أناني- لكن لأنه هو هو.

فرددت عليه قائلاً: والله أخي السؤال صعب جدا ومن أصعب ما يكون فما من كاتب إلا يؤخذ منه ويرد, ومن ثم فمن الصعب الحديث عن صحيح الإسلام.

هذه الصورة يكونها كل واحد بنفسه فطالما أنه ليس تابعاً لتيار بعينه فإن “دينه” سيكون خليطاً من عديد من الآراء التي استخلصها من عدد من الكتّاب والكتب والذي يرى أن هذه الخلاصة هي صحيح الدين, وربما يأخذ من كاتب قولين أو ثلاثة ويترك الباقي.

أعود فأقول هذه التجربة لا بد أن يخوضها الإنسان بنفسه بمعنى أنا سأرشح لك أسماء كُتاب وكتب ولكن في النهاية لا بد أن تستخرج منها “خلاصتك” بنفسك فتقبل ما تراه صوابا وتترك ما لا يقنعك.” اهـ

وبعد هذا التكليف من هذا الأخ العزيز أخذت أتفكر في هذه النقطة تحديداً, إن القراءة في الدين تختلف عن أي قراءة, فهي ليست مجرد معلومات يدخلها الإنسان في رأسه, وإنما معلومات تُعطى مكانة “المرجعية والحكم”, وتكون بمثابة الركائز المكونة للشخصية

فغالباً ما تكون مصحوبة بتغيير في الشخصية, والذي نسميه ب عملية “التدين”. كما أن القراءة في الدين “معرفة موجهة”, فالقارئ في الدين/ “راغب التدين” هو “طالب قرب”, يريد أن يتعرف بقراءاته هذه على ربه ويريد أن يتقرب إليه, يريد أن يعرف ما الذي يرضيه وما الذي لا يرضى عنه!! فينظر ماذا يرضيه, ماذا أمر به وماذا نهى عنه, فيأتي هذا وينتهي عن ذاك!!

والمفترض طبعاً أن يتعرف الإنسان على ربه من خلال كتابه, ولكن لأن الدين لم يعد “كتاباً” واحداً: القرآن, وإنما هناك الكثير والكثير من الكتب والآراء في فهم وتطبيق الدين!

يبدأ “راغب التدين” في قراءة أبرز وأشهر كتب الدين, وغالباً ما يُنصح بقراءة كتب بعينها بطريقة معينة! فيُنصح بتعلم التجويد ليقرأ القرآن قراءة صحيحة, وبالانخراط في برنامج لحفظ القرآن! (وبحضور دروس لبعض المشائخ) كما يُنصح بأن يقرأ مع هذا كُتب بعينها, وهناك من يكتفي ببعض القراءات الخفيفة السطحية لبعض الكتّاب المعاصرين والسماع لبعض “الدعاة الجدد”!!


ومنهم من يريد أن يتعرف على الدين كما ينبغي, يريد أن يتعمق! وهذا يُنصح بنوعية كتب أخرى, مثل: كتب السنة, أو البخاري على الأقل, ليعلم ماذا قال الرسول, وكتب مثل فقه السنة أو نيل الأوطار للشوكاني, و: إحياء علوم الدين للغزالي .. وغير ذلك من أبرز كُتب التراث!!

وطبعاً مع توصية ببعض الأسماء المعاصرة, حسب التيار الذي ينتمي إليه المسؤول! (وربما تحذير من القراءة أو الاستماع إلى بعض الأسماء بعينها! وتحذير من تيارات برأسها!! فلو كان الناصح سلفياً, فاحذر الصوفية والشيعة والعقلانيين! وبالعكس)


الشاهد أن “راغب التدين” والقرب من الله يبدأ في القراءة! وكتاب يجذب كتاباً يتلوهما ثالث ورابع وعاشر! وهكذا يتحول تدريجياً ولا شعورياً من “طالب قرب” إلى “طالب علم”! يحاول أن يحصل على ويصل إلى أدق الترجيحات في “المسائل الخلافية “الدينية” العلمية الموجودة على الساحة! كما قد يُجذب إلى التعرف على باقي التيارات والفرق الإسلامية, فيغوص في بحر لا قرار له!!

وهكذا تستنزف القراءة مجهوده وقوته, فيصبح همه “التعرف” على المزيد, اكتساب مزيدٍ من العلم الشرعي! ويصبح محور حواراته ونقاشاته ومجادلاته مسائل دينية, يحاول أن يوصل للناس أن الرأي الصحيح فيها هو القول الفلاني للعالم العلاني وأن الرأي السائد والمنتشر غير صحيح!

وهكذا يقتصر تغيره على تغيرٍ في الهيئة, وعلى استخدام بعض التعبيرات “الدينية” أثناء حديثه, وعلى كمٍ كبير من “المعلومات” الدينية التي حشا بها عقله, والتي لم يكن يعلم بها مسبقاً! وربما أكسبته هذه المعارف حدة في الطباع وشدة في المعاملة واستعلاء على خلق الله “العصاة المقصرين”, فينتظر منهم معاملة مخصوصة لكونه حاملا للدين! وربما يصل إلى التطرف, سواء تشدداً أو اعتزالاً ورفضا للواقع!

وربما لا تغيره إلى الأسوأ, فربما تغير هذه القراءة وجهته في حياته فعلاً, فيصبح سعيه “دينياً”, ويصبح الدين محور حياته فعلاً, ولكنه لا يلحظ في أثناء معترك الحياة هذا أن قلبه لم يتغير, أو لم يتغير بالقدر المفترض مع هذا الكم والجهد والسعي المبذول, وأنه لا يزال كما هو, فهو لم يقترب من الله أكثر, وأخلاقه وسلوكياته كما هي أو مع تغير طفيف!! ولهذا يشكو “العوام” من سلوكيات المتدينين!

لذا وحتى لا يقع “راغبو القرب” من الله في هذا المأزق, وحتى لا يكرروا السير على خطى أجيال وأفراد سابقة, فيضيعوا من أعمارهم سنين, وهم يظنون أنهم يتقربون الله, ثم يكتشفون أنهم لا يزالون في مكانهم, وحتى لا يكونوا مثل كثيرين حاولوا السير إلى الله ثم عانوا من جفاف الطريق وتشتته وتشعبه .. فتركوه وعادوا إلى ما كانوا عليه, بل وربما ندموا من خوض التجربة!! لأنهم أرادوا من الدين ما يروي ظمأ قلوبهم وما يُعدلهم ويُحسنهم, فلم يُعطوا هذا, وإنما أعطوا “علوماً” وآراء واختلافات!!


لهذا ولغيره نعطي “الراغبين في السير إلى الله” في بداية مسيرهم بعض النصائح والتوجيهات, والتي –أخذنا سنوات طويلة من القراءة والبحث و”طلب العلم” حتى استخلصناها-, والتي قد تجعلهم يستفيدون من تجربة “التدين” فيستمرون فيها, فيكون اختيارهم هذا للحياة وليس لفترة منها, والتي قد توفر عليهم كذلك كثيراً من الجهد وتجنبهم كذلك الوقوع في محاذير عديدة وتعينهم على إبحار آمن في بحر الكتابات الدينية مستعينين ب “بوصلة” مرشدة, حتى لا يظل المتدينون يدورون في دوائر مغلقة!, ولكن قبل أن نبدأ لا بد أن ننبه إلى ثلاث نقاط, أولها:

الدين كله “خيرٌ ومحبة”, وأنت بتدينك قد لا تصبح أفضل, بل ربما تصبح أسوء وأشر.. بكثير وأنت لا تشعر, بل ربما تظن أنك أصبحت أفضل, وأن ما صرت إليه هو “خير الصواب” رغماً عن أنك صرت “قاسي القلب”!! وحتماً إن لم يجعلك دينك أفضل –ويحكم الناس حولك بأنك صرت أفضل- ولم يكسبك دينك حباً –للناس ومنهم- ففيه حتماً عوج! لذا انتبه فهناك كتّاب وكتابات “الكراهية والإضلال”, والتي تتسربل بلباس الدين, وهناك “دعاة البغضاء”, أولئك الذين يحكمون بجرة قلم أو بكلمة تخرج من أفواههم –وبلا أدنى تحرج- على جموع من المسلمين بالضلال, والذين يدعونك للكره ويجعلونك تظن أنك أفضل لانتمائك إلى بعض الأفكار!!

وعند حديثي عن القراءة عامة, أكرر دوما أن “التلقي الأول” (الكتابات التي يقرأها الإنسان في مقتبل حياته الفكرية) هو من الخطورة بمكان, لأن هذه الكتابات تصادف عقلاً/ قلبلاً –شبه- أبيض, لديه الاستعداد والقابلية للملأ! ومن ثم تلعب دوراً رئيساً في تكوين فكره, شخصيته, توجهاته, والتي قد يحتاج إلى سنوات لكي يستطيع تغييرها –وقد لا يستطيع-, لذا يجب على الإنسان أن يتحسس خطواته في بداية مسيره, وينظر أين يضعها, حتى لا يفاجأ بأنه قد “أوحل وأوغل” بدون أن يشعر!!
|
ثانيها: الدين ليس فلسفة نظرية! ليس كلمات يلوكها فلان أو يخطها علان, بينما هو لا يفعل شيئاً أو أفعاله تخالف أقواله! لذا فدعك من “علماء الكلام” وخذ الدين من “العاملين الخلوقين”, من يسبق فعلُهم قولهم! أما أولئك الغلاظ السبابون الصراخون فحتماً لن يجعلوك أفضل! فلن ينبت الحنضل أبداً سكراً طيباً بله أن يخرج زهراً يانعا فيّاح العطر!!

ثالثها: هذا “البرنامج” محايد, يُقدم لإنسان يرغب في التدين, وهو ذو خلفية دينية بسيطة غير متخصصة, وليس لأصحاب المعارف ولا أصحاب الإشكاليات أو الاعتراضات, فهؤلاء “ذوو احتياجات خاصة”!! يحتاجون إلى تناول مخصوص يركز على إشكالياتهم!

ونبدأ بتقديم النصائح فنقول:
1- القراءة في الدين قراءة “كيفية عملية” وليست “كمية”! فليست العبرة بالكم الذي قرأته من كتب الدين وبالمعلومات التي دخلت رأسك, وإنما بالنوعية التي وعاها عقلك ورسخت في قلبك وأثرت على سلوكك! فلا تسعد بكم الكتب التي اشتريتها من “معرض الكتاب” وأنك اشتريت للعلامة الفلاني أو للشيخ العلاني, وإنما ابدأ بكتب بسيطة, حاول أن تعيها وتعمل بها, ولا يغرنك أنك قارئ واعي وذو ثقافة عريضة فتبدأ بكتب ثقيلة! (فطالما أنك لا تعاني من إشكاليات عقلية مع الدين فابدأ بالبسيط), وتذكر أن الغاية دوماً أن تصبح “إنسان أفضل” وليس: عالم دين!

وإدخال الدين (ك: فكر أو أخلاقيات) في الحياة يجب يجب يجب أن يكون تدريجياً وببطء –قد يقترب من الملل-, وذلك لأنه كبييييير وشامل وثقيل! والمفترض فيه أن يكون “قوة دفع” وليس حِملا! فلا تكن متسرعاً في اكتساب الدين, حتى لا “تحرقه” ولا تُرهق نفسك!! حتى لا تصل إلى ظن واهم في يوم من الأيام أنه لم يعد هناك جديد في الدين!! وحتى لا تستثقله فتتحلل منه! وتذكر أنه نزل في ثلاث وعشرين سنة! ويسعك أنت أن تظل تُدخله في وجدانك لمدة عشر سنوات أو أكثر!!

2- مراحل “إدخال الدين” في الوجدان هي نفسها مراحل إنزاله من رب الأرباب, فتبدأ أولاً بكتب الإيمانيات/ العقيدة! وابتعد عن كتب العقيدة التي تقدمها بشكل علمي, واختر تلك الكتب التي تقدمها بشكل أدبي, بشكل حوارات, التي تقدمها بشكل عام, فتؤثر في قلبك! وليس تلك التي تقدمها بشكل علمي جاف.

ثم بعد ذلك انتقل إلى كتب الأخلاق –ويمكن أن يسير هذا بالتوازي مع القراءة في: الإيمانيات-, فاقرأ حول الأخلاق, -وليس فلسفة الأخلاق- وحاول أن تتخلق وتطبق ما تقرأ قدر المستطاع, والفيصل في هذه المرحلة –ودوما- هو: محاسبة الذات على التطبيق الأخلاقي!

ولا تيأس من الخطأ والنسيان والضعف .. وواصل, فالتخلق يحتاج لفترة طويلة!! فيجب أن يُركز على الجانب العملي أكثر من الجانب النظري, فلا يهم كم حفظت من القرآن أو قرأت من أحاديث الرسول أو أقوال فلان أو علان, المهم ما طبقت!! (ونحن نكرر قول الصحابة أن أحدهم كان يحفظ بضع آيات من القرآن فلا ينتقل لغيرها حتى يعمل بما فيها, ونحن نلهث لهثاً في اكتسابنا الدين, ونحمل أنفسنا فوق طاقتنا!)

وبعد ذلك يمكن أن يُنتقل للقراءة في كتب الفقه, والتي يجب يجب يجب أن تتأخر بعض الشيء, فلا تبدأ القراءة فيها قبل سنة على الأقل من “القراءة التدينية” –ويا حبذا لو انتظرت سنتين أو ثلاثة-, وعند بدأ القراءة فيها, لا تقرأ في الكتب التي تكتفي بتقديم أحكام بشكل جاف, وإنما تلك التي تقدمها رابطة إياها بالواقع ومعللة لها!

3- فهم الدين ليس الدين!
في بداية الطريق نؤكد على أن الدين “نصوص” وهناك الكثير والكثير من الأفهام المقدمة للدين! وهناك الكثير من الأسباب التي تجعل هذا الاختلاف حتميا, لاختلاف المنظور, ولاختلاف قواعد فهم النصوص, ولاختلاف الترجيحات بين النصوص وبعضها بعضاً تعميماً وتخصيصاً وتقديما وتأخيراً وإعمالاً وتعطيلاً .. الخ, وتبعاً لقوة فهم المتعامل مع النص وسعة أفقه أو “ضيقه المذهبي”

وأسباب أخرى تجعل الاختلاف حتمياً, لذلك فلن أقول لك: تمسك بالآراء التي تراها مقنعة ولكن تقبل آراء الآخرين تحت قاعدة: “رأي صواب يحتمل الخطأ”, وإنما سأقول لك: لا بد أن تقرأ منذ البداية لتوجهات عديدة –منسجمة- يجمعها رباط جامع كبير, (مثلاً الفرق المختلفة المنطوية تحت مذهب أهل السنة) لتبصر تعدد الآراء وتكون آرائك نفسها متنوعة, فتتقبل التعدد, وتصبح مؤمناً فعلاً بأن قولك صواب يحتمل الخطأ!

بينما القراءة لتوجه واحد مهما كان فسيُكسبك تشدداً وجموداً, بخلاف القراءة لمشارب متعددة فسيُكسبك ليناً ومرونة وتقبلاً للآخر المخالف, وهذا ما نريد!!
|كما أنصح ببعض المناقشات الهادئة مع المخالفين لك, حتى ولو كانت في غير نطاق الدين, فستورثك سعة في الصدر وإدراكاً لكيف يمكن أن يرى الشيء من زوايا عدة وتكون كلها صحيحة بدرجة من الدرجات, وأن الأفهام والأحكام: نسبية!

4- كتب التراث “دنيوية” مثل الكتب المعاصرة.
يميل كثيرون لأخذ دينهم من كتب التراث باعتبار أن مؤلفيها كان “محايدين” أو “ربانيين”, ينهلون من ثقافة إسلامية خالصة, أقرب إلى المنبع ولم يتأثروا بالثقافات الدخيلة ولا بالضغوط! والواقع أنهم كانوا كذلك بلا اختلاف –غالباً-! فأتباع مدرسة الحديث “السلفيون حالياً” منطوون على رجالهم منذ قديم الزمان ولا يأخذون من غيرهم! وغيرهم من “العلماء المنفتحين” تأثروا بالثقافات الدخيلة!

ويمكنني القول أن “الثقافة الفارسية” أثرت بدرجة كبيرة في أفهام هؤلاء بدرجة كبيرة وتصورهم للدين! ناهيك عن وجود علاقات لهم بالحكام ووقوع بعضهم تحت تأثيرهم!! (وتقبلنا التأثير الفارسي, بينما وقفنا بالمرصاد للتأثير اليوناني الذي قالت به الفلاسفة!!)


فمسألة “النقاء المصدري” يتساوى فيها الجميع تقريباً, ويتميز الكُتّاب المعاصرون بأنهم يكتبون بلغة معاصرة, يفهمها الجميع, كما أنهم يكتبون لعصرنا بواقعه بمشاكله بتعقيداته, يسقطون النصوص على الواقع الجديد, بينما هؤلاء أسقطوها على واقعهم ..

والذي يختلف كثيراً عن واقعنا, وتذكر أن “اختلاف الفتوى/ الفهم باختلاف الزمان والمكان” ليس كلاماً في الهواء! وأن الشافعي لمّا غير مذهبه عندما أتى إلى مصر لم يكن يلعب! فهو رأى أن مجرد اختلاف المكان كافي, أفلا يكفي قرون متطاولات وتغيرات اجتماعية وعلمية و”إشكالاتية” هائلة أن نقتنع بأن “أهل مكة أدرى بشعابها”, وأن كتب التراث ليست مطلقة كالقرآن!! وأننا أولى “برجالنا”.

ومن ثم فإن القراءة في كتب التراث ينبغي أن تتأخر كثيراً, -إن احتاج الإنسان إليها- أو تُترك للمتخصصين! أو يُرجع إليها للأخذ منها وليس للقراءة بشكل كامل!
وفي هذا السياق نؤكد على أن:
علماءنا المعاصرين “متخصصون”, وعلماء التراث “موسوعيون”.
السابقون رحمهم الله كانوا يكتبون في كل المجالات, التفسير, الفقه, أصول الفقه .. الخ, وهم كانوا يُنشئون قواعد ويؤصلون علوما, وأعطوا أحكاما وقواعد في كل المجالات, وأتى بعدهم من بنى على قواعدهم وعدل وانتقد ورفض! وعلماء عصرنا الحديث توفر لديهم من النتاج العلمي والنظريات والقواعد –في علوم عديدة- ما لم يتوفر للسابقين, كما أنهم على الغالب متخصصون!

فليس من أفنى حياته في أصول الفقه, أو في “التفسير”, ودقق في الصغائر الدقيقة والقواعد العامة كمن كان يؤصل! والعجيب أننا نكرر دوماً أن عصرنا هو عصر “التخصص”! إلا أننا نصر دوماً على التعامل مع الدين باعتباره استثناءً وأن “الموسوعيين” أفضلُ من “المتخصصين”!!

لذا ليس من المنطقي أن يظل المسلمون أبد الدهر يعيدون اكتشاف العجلة!! فيرجع كلهم إلى نفس النقطة لينظروا ويأخذوا! وإنما المنطقي أن ننظر في النتاج اللاحق ونستفيد منه ونثق فيه, فالنتائج المبنية على الاستقراء والتتبع والمقارنة هي –غالباً- أقوى وأدق من نتائج النظر العام و”الفتوحات”!

لذا نكرر أن كتب المعاصرين أنسب وأولى! ولذلك كنت منذ سنوات طوال –ولا زلت – أقول بشأن هذه المسألة: “اقرأ عن الشيء ولا تقرأ عين الشيء!” فهو أكثر فائدة بما لا يقارن!

5- كتب اللغة العربية
قد يميل كثيرون من “راغبي التدين” إلى القراءة في كتب اللغة العربية, لتقوية لغتهم, حتى يستطيعوا أن يفهموا “النصوص الدينية” بشكل أفضل, وحتى يستطيعوا أن “يتذوقوا” القرآن ويشعروا بأثره! ف “معجزة القرآن” –كما يُزعم دوما!!- معجزة لغوية بيانية!! فيبحث هؤلاء عن كتب لتعليم النحو أو الصرف أو ما شابه!!

وبغض النظر عن أهمية اللغة العربية في معرفة و”فقه” الدين, فلهؤلاء نقول: “ما هكذا يا سعد تورد الإبل”! فليست هذه هي الطريقة المثلى لإتقان اللغة العربية! فإتقان اللغة العربية يكون بكثرة بل وإدمان القراءة لكتابات متنوعة المشارب, وقراءة كتب الأدب ودواوين الشعر القديمة والحديثة! فهذا ما يصقل لغة الإنسان!


وبخصوص “القراءة اللسانية” أقول أن هذه القراءة يمكن أن تكون متواجدة وبقدر جيد في المرحلة التكوينية, ولكن ليس لأهميتها في فهم الدين, وإنما لأهميتها في تهذيب الإنسان! فقراءة الصور البلاغية الأدبية, والتعبيرات البديعة عن المشاعر والأحاسيس, تحرك لدى الإنسان مثل هذه المشاعر وتعمل على أن ينبض قلبه, كما تورثه تقديراً للجمال والفن وتقديراً له, والأهم من ذلك فإنها تضعف بداخله “نزعات التطرف” والتشدد!

6- كتب التفسير و “الدراسات القرآنية”
قد يرغب كثيرون في فهم المصدر الأصلي للدين “القرآن”, فيتجهون للقراءة في كتب التفسير, وغالباً ما يُنصحون بكتب مثل: تفسير بن كثير!! أو الطبري أو القرطبي!! (رغماً عن أن “التفسير الكبير/ مفاتيح الغيب” للفخر الرازي يفضلها جميعاً, ومن كتب العصر الحديث: التحرير والتنوير لابن عاشور, يُعتبر كافياً شافياً), وسواءً كانت من كتب التفسير بالمأثور أو التفسير بالرأي –كما يُصنف غالباً – فإنهم غالباً ما يقلعون عن القراءة في كتب التفسير لأنهم يشعرون بالحيرة فيها

فالكتاب قد يقدم احتماليات وأفهام عديدة وترجيحات لمعنى آية أو لمعنى كلمة أو لإعراب!! ولا يفهم ما قوة هذا الترجيح كما أنه لا يهمه أصلاً! (ناهيك عن صعوبة اللغة أصلاً, وأتذكر أن “مدرس جامعي: طبيب” قال لي أنه لم يكن يفهم الاقتباسات التي ذكرتها في كتابٍ لي, وأنه كان ينتقل تلقائياً لقراءة تعليقي على تلك الفقرات المقتبسة من كتاب تفسير ما!!!)

كما أنهم قد يحتاجون إلى أن يقرؤوا صفحات حتى يخرجوا بمعلومة أو بفهم! ومن ثم قد يدفعهم هذا إلى ترك القراءة في كتب التفسير, أو التوجه إلى القراءة في كتب المفردات! والتي قد تُطبع ملحقة بالمصحف!
فتقدم شرحاً لمعاني الكلمات!! وهذا كذلك لا يقدم أو يؤخر بالنسبة للقارئ, وذلك لأنه يشعر أنه يقرأ كلاما غير مترابط! فما العلاقة بين مجموعة الآيات هذه والآيات السابقة لها!

لذا فأنا أرى أنه من الأفضل أن يتجه الراغب في القراءة في كتب التفسير إلى القراءة في كتب “التفسير الموضوعي”, فهي تبعد عن التفريعات والاختلافات والترجيحات, وتقدم صورة عامة للسورة وإظهاراً لأفكارها العامة وربطاً لها بحيث يصل إلى القارئ مجموعة –من- الأفكار, التي تقدمها السورة.

وبالإضافة لكتب التفسير التقليدية, فإن عصرنا الحديث يشهد ظاهرة جديدة –إيجابية- في التعامل مع القرآن, والتي يمكن تسميتها ب “الدراسات القرآنية”! والتي لا تعمل على تقديم تفسير للقرآن عامة أو لأجزاء منه, بقدر ما تعمل على التعامل مع النص القرآني –ومن ثم فهمه- بشكل مختلف, بدرجات متفاوتة قرباً وبعداً وشطحا!!, عن طريقة المفسرين التقليدية.

وهذه الدراسات هي دراسات متخصصة, فهي تعمل على تناول مسألة ما, سواء حكم فقهي أو عقدي أو مسألة أخلاقية أو اجتماعية أو تاريخية.. الخ, اعتماداً على القرآن بالمقام الأول, وتحرره من كثير من القواعد التي كبلته. ومزية هذه الدراسات أنها تعطي القرآن المرتبة الأولى –كما كان من المفترض أن يكون-, بخلاف التعامل القديم والذي قدّم السنة وأفهام رجال –عجبا- على القرآن.

ويتفاوت حجم هذه الدراسات تبعاً للمسألة المتناولة, بين مقالة وبين كُتيب وبين كتاب كبير! وبشكلٍ عام فإن المزية الكبرى لهذه الدراسات أنها تبين “كم ترك الأولون للآخرين”! وكم هو عظيم ذلك الكتاب. ويمكن القول أن “الدراسات البسيطة” منها يمكن أن تكون مفيدة في المرحلة التكوينية بنسبة بسيطة, كنوع من “تطعيم” القراءة, بينما ينبغي أن تزداد نسبتها بشكل تدريجي مع التقدم في عملية الاكتساب.

7- كتب الحديث والتاريخ الإسلامي
ما قيل بخصوص كتب التفسير يقال بخصوص كتب السنة, مثل كتب السنن أو الصحاح أو المسانيد, فمحاولة إنهاء قراءة مثل هذه الكتب إضاعة للوقت بدرجة ما, فهي ستأخذ وقتاً جد طويل, القارئ سيجد نفسه يتنقل من مواضيع ذات يمين إلى أخرى ذات الشِمال, كما أنه قد لا يفهم بعض هذه الأحاديث ويرى أنه بحاجة إلى فهمها! ناهيك عن الأحاديث المشكلة متنا! والتي قيلت في سياقات معينة … الخ! وفي النهاية إما أن يحاول حفظ هذه الأحاديث أو لن يحفظها, وفي كلتا الحالتين فإن العائد من هذه القراءة سيكون يسيرا!

لذا فإنه من الأفضل أن يقرأ في الكتب المتخصصة في السنة, مثل تلك التي تتحدث عن موضوع معين, مثل التي جمعت الأحاديث المتعلقة بالصدق أو بالمعاملة وعلقت عليها! أو مثل المتعلقة بالتربية, مثل “منهج التربية النبوية للطفل”, فمثل هذه الكتب يستفيد الإنسان منها بدلاً من أن يقطف من كل بستان زهرة, وقد يدوس على الأشواك ويلتقط حشائش في أثناء قطفه هذا أو يُكوّن باقة غير متناسقة من الورود!!!!


وبخصوص كتب “مصطلح الحديث” فإنها لن تقدم أو تؤخر بالنسبة له في العملية الإيمانية!
أما بخصوص كتب “التاريخ الإسلامي”, فهذا التعبير غير دقيق! فالتاريخ تاريخ المسلمين! والفترة الوحيدة التي “وصفها” بهذا الوصف, هي فترة البعثة, ما عدا ذلك فهو تاريخ المسلمين! وإن كان ثمة “تاريخ إسلامي” فهو تاريخ انتشار وتمدد الإسلام في البلاد المختلفة!

ولا يوجد كتب تؤرخ بهذا الشكل على حد علمي, وإنما هناك كتب تاريخ –حكام- المسلمين, وأحوالهم الدنيوية العادية, وحروبهم وما شابه! وبشكل عام فإن أكثر هذه الكتب انتقائية تبرز الجوانب الإيجابية, أو تتناول التاريخ من جوانب معينة لتوصل رسالة معينة إلى القارئ, مثل كيف كنا متقدمين ومتحضرين وكيف أثر الإسلام فينا وتقدمنا به .. الخ!

لذا فإن القراءة في هذه الكتب هو مهم ومفيد من باب الثقافة العامة, ومعرفة تاريخ بلادنا والأصول, فهي توجد صلة بين الإنسان وبين العالم الإسلامي, وتشعره بوحدة هذا العالم وبارتباطه بإخوته في أقصى مشارق الأرض ومغاربها, وأهمية أن توجد هذه الوحدة مرة أخرى! ولكن نعود فنؤكد أن هذه القراءة ليست “تديينية” بقدر ما هي “إكساب هوية”.

8- كتب الصوفية
إذا كنا نقول أن القراءة في كتب التراث بشكل عام صعبة –بدرجة من الدرجات-, فإن الصعوبة مع كتب الصوفية –القدامى- هي أصعب لا محالة!!
فالصوفية معروفون بأن لهم مصطلحاتهم وتعبيراتهم الخاصة, والتي قد تحتاج إلى معاجم لفك شفرتها! أو القراءة لفترة طويلة حتى يألف المرء هذا الأسلوب وهذه اللغة! وبغض النظر عن “الشطحات العقيدية” الموجودة في كتب الصوفية, والتي تحتاج أن يتحرك المرء فيها كما يتحرك في حقل أشواك!!

فإن المحتوى “السلوكي” المقدم في هذه الكتب لا يتناسب بأي حال من الأحوال مع مبتدأين! فهو لا يصلح إلا لمن انخرط في “برنامج تزكوي” وقطع سنوات في تزكية نفسه, ويريد أن يرتقي إلى مراتب عليا! أما أن يخاطب “المبتدئون” بهذا المحتوى فهو مؤذٍ!

أما كتب “الصوفية المحدثين” فهي ليست من العمق, وهي في الغالب تعريفية, وتجميع لأذكار وأوراد, واختراع لأوراد وأذكار وما شابه!! ورغماً عن أننا قلنا أن البداية تكون بقراءة كتابات “إيمانية أخلاقية”, فإن هذه الكتابات ينبغي ألا تكون “صوفية”, وإنما تكون كتابات عامة.

9- الفرق الأخرى
الإسلام ليس مذهبا, فهناك مذاهب عديدة داخل أهل السنة, وبالإضافة لأهل السنة هناك فرق أخرى, مثل الإباضية والزيدية والشيعة الإمامية, (وهناك أفراد أصحاب آراء حرة لا يصنفون أنفسهم تبعاً لأي فرقة) من هذه الفرق! وإذا أردت في يوم من الأيام التعرف على هذه الفرق –وعلى أي فكر عامة- فلا تتعرف عليه من خلال المخالفين, ولكن تعرف عليهم من خلال كتاباتهم أنفسهم!

والآن كل هذه الفرق لها مواقع على الإنترنت, كما أن كتبهم متاحة بصيغة “بي دي إف”, وذلك لأن أغلب الكتابات في موضوع “الفِرق” تحديداً تكون غير محايدة وغير منصفة. وهذه الفرق ليست بالضعف ولا بالهشاشة المتصورة, ولديهم من الآراء الجيد والقوي ومن التأصيلات المتين!

وفي هذا السياق نود أن نؤكد على أن:
“الحق مفرَّق”
لا توجد فرقة إسلامية تمتلك كل الحق أو الفهم الصحيح (وادعاء بعض المذاهب داخل الفرقة أنها تملك الفهم الصحيح السليم للإسلام هو ادعاء مفرط في السذاجة ومتناهٍ في الكبر!)

وكل الفِرق والمذاهب الإسلامية فيها حقٌ وباطل وتختلف النسبة بين فرقة وأخرى, وهناك الكثير المتفق عليه والمتقارب والمتشابه بين الفرق الإسلامية! لذا لا تسمع أبداً لمن يقول لك: لا تقرأ للفرقة الفلانية أو للمذهب العلاني! أو من يرمي فرقة بأكملها بالضلال! ويصورهم بصورة الشياطين! أو يقول لك: الزم شيخاً معينا!!

ولكنا نعود فنقول أن التعرف على آراء (وليس: تاريخ!) الفرق الأخرى غير مناسب في المرحلة “التكوينية”! التي نسعى فيها لغرس بذرة إيمان وهي لا تستقيم مع التشتت!! لذا فإنه من المستحب أن تتأخر القراءة في كتب الفرق الأخرى لسنوات لا تقل عن ثلاث أو أربع سنوات! وكذلك القراءة عنهم, في كتب مذهبك!


10- كتب مقارنة الأديان
ويمكن البدء في القراءة في هذه الكتب في مرحلة مبكرة من الاطلاع, ولكن ب “جرعات خفيفة”, فهي من نوعية الكتب التي تقوي الإيمان عند القارئ وترسخه!
ولكن الإكثار منها والتعمق فيها قد يعطي تأثيراً غير مرغوب فيه, مثل الجدال, أو الغوص في بعض المسائل الفرعية العلمية, لذا يُنصح بتأجيلها إلى بعد المرحلة التكوينية, وإن لم يتجه الإنسان إليها أصلاً أو لم يدخلها في “برنامجه” فلن يؤثر هذا كثيراً! ومن أشهر الأسماء التي يمكن القراءة لها في مقارنة الأديان: الشيخ الدكتور أحمد حجازي السقا (رحمه الله), حسني يوسف الأطير, جمال الدين شرقاوي.

11- الفكر الإسلامي
هناك فارق بين “الكتابات الدينية” المباشرة, والتي تقدم محتوى ديني (علمي أو أخلاقي) قائماً على أفهام معينة للنصوص الدينية, وهناك كتابات أخرى “أعمق” يمكن نعتها بأنها “فكر إسلامي”! وهذه الكتابات أنواع عديدة, فمنها “الكتابات البنائية” والتي تقوم ببناء وتكوين تصورات حياتية أو اجتماعية أو .. الخ أو نظريات كاملة في علوم مختلفة, استناداً إلى أفهام مستخلصة من مجموعة من النصوص, التي تعرض لمسألة ما!

وهناك “الكتابات التطبيقية”, والتي تحاول تقديم تطبيقات حديثة للدين والتعايش به في المجتمعات المعاصرة المغايرة بشكل كبير للمجتمعات السابقة!

وهناك “الكتابات النقدية”, والتي تعمل على نقد أفهام أو تأصيلات وتقعيدات سابقة (أو معاصرة) للدين, وتقديم أفهاماً أقرب وأدق للنصوص, أو أنسب للمجتمعات!! و–قد- يندرج تحت هذه النوعية “الكتابات المقارِنة”, والتي تعمل على المقارنة بين القواعد والأصول, أو بين النتائج والفروع والتطبيقات!

(وهناك “الكتابات الصبغية”!! والتي تعمل على صبغ النتاج الإنساني أو الظواهر الحضارية الإنسانية بصبغة إسلامية! وهي كثيرة للأسف, وهذا لا تستحق أن توصف ب: الفكر الإسلامي, فلفقدانها عنصر: الأصالة, ولأنها نوع من التلفيق!!)

وبشكل عام فإن مثل هذه الكتابات هي كتابات “تكوين الهوية”! فالكتابات الدينية تهذب وتعطي بعض المعلومات الدينية, ولكنها لا تكفي لتكوين “هوية إسلامية” للشخص, وذلك لأن الإنسان متعدد الجوانب والمكونات, وهذه الكتابات تركز على جوانب محددة من شخصيته, ولكنها تغفل عن جوانب أخرى! ناهيك عن أنها في الغالب “فردية” وليست “مجتمعية/ أممية”, وعند إعطاءها الصبغة الاجتماعية “الحضارية” فهي تاريخية, عما فعله المسلمون في كذا وكذا وحضارة المسلمين سابقاً!

ولكن أين المسلمون في زماننا هذا؟ أين “الكيان الإسلامي” الذي يمكن للمرء الانطواء تحته, وإعلان انضمامه إليه (بعيداً عن الجماعات المتشددة!)؟! لذا فإن كتابات “الفكر الإسلامي” تعمل على تشييد هذا الكيان!

ومن ناحية أخرى فهي بمثابة “الدعامة العقلية” للدين! التي تبين للمتمسكين بالدين أنه ليس بعض النصائح والإرشادات الأخلاقية, وإنما هو “غذاء سليم” للعقل! وأنه هداية ورشاد للعقل وهادم للعوائق التي تمنعه العمل أو تقيد من إبداعه! وكيف أن المنظومة العقلية الإسلامية بناء متين منسجم مع العقل, بل ومستعلٍ عليه!

وهذا الكتابات تسد ثغراً بل وجوانب تتركها الكتابات الدينية التقليدية (والتي قد تقوم بنقد بل وتضليل مثل هذه الكتابات أحياناً, بدلاً من أن تحمد لها مساندتها إياها!)

وغني عن الذكر أن هذه الكتابات (باستثناء: الكتابات النقدية), والتي هي “كتابات تثقيفية” كذلك, مناسبة لجميع المراحل, سواء التكوينية أو التالية لها! إلا أنه من غير المستحب أن تأخذ هذه الكتابات الحيز الأكبر من الاطلاع في المرحلة التكوينية تحديداً, حتى لا يُستنزف الجهد المبذول والوقت المحدود!!

12- أصحاب الاحتياجات والإشكاليات
أصحاب الاحتياجات, الذين يعانون مشكلة أخلاقية ما, مثل إنسان مدمن لفعل ما سيئ, أو إنسان تعرض لتجربة صادمة هزت وجدانه, فهذا يحتاج لقراءة “تجبيرية”!! وبالإضافة لأصحاب الاحتياجات فهناك “أصحاب الإشكاليات”.

وينقسم أصحاب الإشكاليات إلى صنفين:
– صنفٌ لديه إشكاليات مع الدين نفسه أو قضايا فيه, وهؤلاء يحتاجون إلى برنامج خاص, يُقدر تبعاً للحالة, وبطبيعة الحال فإن هؤلاء الأفراد بحاجة إلى كتابات عقلية وإجابات منطقية على تساؤلاتهم! وبشكل عام فإن أسماء الكُتّاب والكتابات وحجمها تُحدد تبعاً للسائل! فقد يحتاج فرد إلى مقولة وآخر إلى مقالة وثالث إلى كتاب!

– صنف لديه إشكاليات مع أفهام للدين –وليس مع الدين نفسه-, فهو غير متقبلٍ للأفهام المنتشرة ويرى أن الدين/ الله لم يقل بهذا حتما!! وأحيانا ما تكون الآراء الموجودة لدى الفرق الأخرى هي شفاء لما في صدورهم! وكم من إشكالية عقلية عند أهل السنة مثلاً حلها عند المعتزلة مثلاً! أو في كتابات مفكرين عصريين عرضوا لمثل هذه القضايا!

وبعد هذه الملاحظات أعود فأقول:
قد تكون هذه الملاحظات جيدة ومفيدة, ولكنها بدون تقديم اقتراحات لأسماء كتب وكتّاب يمكن ل “راغب التدين” أن يقرأها ويقرأ لهم, فسيظل هذا الكلام نصائح مجوفة لن تُطبق إلا بقدر يسير! لذا أقدم هنا قائمة تحوي اقتراحات بأسماء مؤلفين وكتب

مكونة من جزئين:
الجزء الأول: قائمة المرحلة التكوينية!
–والتي ستستغرق سنوات, وليس أياماً أو شهوراً-, وهي قائمة تحتوي كتباً تخاطب القلب والوجدان, وتهدف لغرس القيم والأخلاق وتغيير السلوك إلى الأفضل, وكذلك تكوين درجة من الثقافة الدينية الأساسية, ويمكن القول أن هذه القائمة هي للمبتدأين!


الجزء الثاني: قائمة الغذاء العقلي
بالإضافة إلى أصحاب الإشكاليات, فإن هناك كثيرٌ من الناس لا يهمهم كثيراً مسألة صفاء ونقاء القلوب, ويهمهم بدرجة أكبر “سلامة واستقامة” عقولهم! فيشبعهم الحصول على “قناعات عقلية”, ويريدون من يخاطب عقولهم, يريدون “كتابات عقلانية” ولأن هذه النسبة ليست بالقليلة, سنقدم لهم قائمة تحتوي أسماء أبرز الكاتبين في حقل “العقل الإسلامي” وأشهر كتبهم! وسنبدأ في هذه القائمة بالكتب التي هي أقرب إلى الفكر الإسلامي التقليدي, ومع التقدم يزداد البعد والاختلاف والجدة.

وغني عن الذكر أن هذه الكتب غير مناسبة لأصحاب المرحلة التكوينية “راغبي التدين”, بل سيجدون فيها الكثير والكثير من الآراء الصادمة, المخالفة للمستقر عليه لديهم! لذا لا يُستحب الانتقال إلى كتب هذه المرحلة إلا بعد قطع شوط طيب في تزكية النفس وإصلاحها, أو عند وجود تساؤلات والإجابات المقدمة غير مقنعة!

– وأود أن أنبه هنا إلى بعض النقاط المتعلقة بهذه القائمة:
بحكم “ثقافتي الدينية” الواسعة –إلى حد ما- فأنا على علم بأكثر أسماء الكتاب والمشائخ العاملين على الساحة وتوجهاتهم الفكرية, ولكن لا يمكن لأي قائمة بأي حال من الأحوال أن تذكر كل الأسماء, لذا فإن غير المذكور هنا إما أنه لا يصلح للانضمام إلى هذه القائمة التهذيبية, أو أن المذكور هنا هو أولى منه ويغني عنه.

وذكر أسماء كتب معينة لكاتب معين يعني أن هذا ما رأيت –بعد مراجعتي لأسماء كتبه- أن هذا هو المناسب لهذه المرحلة, فإن كان هناك غيرها من كتاباته قابل للقراءة فسأشير إلى هذا!

(وإن كنت أقر أني لم أقرأ لمن يُعرفون ب “الدعاة الجدد” إلا قراءات خاطفة! وأراها كتب لا تصلح إلا لمن في بداية البداية!! وإن كانت كتابات مثل كتابات: خالد أبو شادي, بشكل عام ككتب “وعظية” جيدة, وتلامس القلب.)
وأود الإشارة إلى أن المكتبة العربية/ الإسلامية تعاني من فقر مدقع في الكتب عن الأخلاق, (بينما هي متورمة مثلاً بكتب الفقه!!) ولقد أجهدت حتى استخرج عناوين تقدم “الأخلاق” بشكل جيد!!

وغني عن الذكر أن هذه القائمة “اختيارية” يختار منها القارئ ما يشاء, فلست أقول أنه ينبغي أن يقرأ القارئ كل الكتب المقدمة!!

(بطبيعة الحال أنا بشر, وأقوالي قابلة للخطأ, وأنا عرضة للنسيان, لذا فمن يعرف أسماء كتب أو كتاب يرى أنها تنسجم مع التوجه الموجود في هذا المبحث, فيمكنه أن يهديني إياه/ا, وأنا له من الشاكرين)
ونبدأ بسم الله

كتب المرحلة التكوينية التهذيبية

كتب الشيخ محمد الغزالي
وهي تركز كذلك على الجانب الإيمان ويتكلم عن القضايا العامة من منظور ديني
خلق المسلم
عقيدة المسلم
ركائز الإيمان بين العقل والقلب
الجانب العاطفي من الإسلام
فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء
جدد حياتك
المحاور الخمسة للقرآن الكريم
كيف نتعامل مع القرآن
ليس من الإسلام
هموم داعية
الإسلام والاستبداد السياسي
التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام
حقيقة القومية العربية وأسطورة البعث العربي
حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة
الغزو الثقافي يمتد في فراغنا
دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين
وهناك كُتب أخرى غير هذه الكتب جديرة بالقراءة.

محمد سعيد البوطي
أدب الحوار في كتاب الله
لا يأتيه الباطل
التعرف على الذات هو الطريق المعبد إلى الإسلام
الحب في القرآن ودور الحب في حياة الإنسان
حرية الإنسان في ظل عبوديته لله
كبرى اليقينيات الكونية
منهج الحضارة الإنسانية في القران
من الفكر والقلب
مدخل الى فهم الجذور من أنا ولماذا وإلى أين؟
شرح الحكم العطائية
دور الأديان في السلام العالمي

كتب الشيخ يوسف القرضاوي
تتميز كتب القرضاوي بأنها تربط الجانب المقاصدي والأصولي بل والجوانب الإيمانية بالأحكام الفقهية, مع وجود المناظير الكلية, وربطه بالجوانب الحياتية المعاصرة وكيف يُطبق فيه, وهذه نقطة مميزة في كتبه! ناهيك عن أنها تعتبر وسطية بين المتشددين من السلفيين والتيارات المنفتحة, (والتي يمكن أن ينتقل إليها المرء فيما بعد!!):

أثر الإيمان في حياة الفرد
الإيمان والحياة
الصبر في القرآن
النية والإخلاص
الحياة الربانية والعلم
رعاية البيئة في شريعة الإسلام
الإسلام حضارة الغد
الخصائص العامة للإسلام
الحلال والحرام في الإسلام
المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية
الاجتهاد في الشريعة الإسلامية
دور الزكاة في علاج المشاكل الاقتصادية
في فقه الأولويات
مع أئمة التجديد ورؤاهم في الفكر والإصلاح
السنة والبدعة
وله كتب أخرى أخلاقية وإيمانية جديرة بالقراءة

عبد الحليم محمود
شيخ الأزهر الأسبق
الإسلام والعقل
أستاذ السائرين الحارث المحاسبي
الرعاية لحقوق لله للمحاسبي
فاذكروني أذكركم
قضية التصوف (المنقذ من الضلال)
لطائف المنن للعارف بالله ابن عطاء الله السكندري
موقف الإسلام من الفن والعلم والفلسفة
التفكير الفلسفي في الإسلام
الرسالة القشيرية سيرة ذاتية و منهاج و مفاهيم صوفية

أحمد حسن الباقوري
شيخ الأزهر الأسبق
مع كتاب الله
مع القرآن
كتاب “عروبة ودين” ويشتمل على موضوعات شتى تمثل خلاصة لمجموعة الخطب التي ألقاها في مناسبات مختلفة وفي حفلات عديدة.
خواطر وأحاديث

جاد الحق علي جاد الحق
شيخ الأزهر الأسبق
مع القرآن
النبي في القرآن
ونفس وما سواها
بيان للناس

محمد سيد طنطاوي
شيخ الأزهر السابق
التفسير الوسيط
العقيدة والأخلاق
تنظيم الأسرة
القصة في القرآن الكريم

مصطفى محمود
وهو مفكر مصري غني عن التعريف
الله والإنسان
إبليس
لغز الموت
لغز الحياة
في الحب والحياة
رحلتي من الشك إلى الإيمان
الله
تأملات في دنيا الله
55 مشكلة حب
الروح والجسد
وكتب أخرى جديرة بالقراءة.

د. عمرو شريف
كتاباته مثل كتابات مصطفى محمود قائمة على ربط العلم بالدين

عباس العقاد
الله
الفلسفة القرآنية
الإنسان في القرآن الكريم
العبقريات
إبراهيم أبو الأنبياء
وله كتب أخرى جديرة بالقراءة

محمود شلتوت
(شيخ الأزهر الأسبق)
الإسلام عقيدة وشريعة
مقارنة المذاهب

محمد متولي الشعراوي
خواطر الشيخ الشعراوي في فهم القرآن (تفسير الشعراوي)

سعيد حوي
منازل الصديقين والربانيين (كتاب أذكار)

الشيخ عبد الفتاح أبو غدة
رسالة المسترشدين للمحاسبي, بتحقيق وتعليق الشيخ.
الرسول المعلم وأساليبه في التعليم

محمد عبده
رسالة التوحيد

محمد رشيد رضا
الوحي المحمدي
تفسير المنار (هو ومحمد عبده)
يسر الإسلام وأصول التشريع العام

محمد سليم العوا
كتاباته قانونية وسياسية ودستورية وسياسية بصبغة إسلامية
ولكن يمكننا أن نأخذ منه ما يتناسب مع قائمتنا هذه:
بين الآباء والأبناء تجارب واقعية
أسرتنا بين الدين والخلق

أحمد أمين
فجر الإسلام, ضحى الإسلام, ظهر الإسلام, يوم الإسلام
كتاب الأخلاق
إلى ولدي
المهدي والمهدوية

الحب والمحبة الإلهية من كلام الشيخ محي الدين بن عربي
السيد أحمد الماجد: الطريق إلى معرفة الله.

محمد قطب
دراسات في النفس الإنسانية
لا يأتون بمثله
منهج الفن الإسلامي
كيف ندعوا الناس

عبد الكريم بكار
من الأسماء البارزة في مجال التربية, والنهضة والحضارة
تأسيس عقلية الطفل
ثقافة العمل الخيري
مشكلات الأطفال
المراهق, كيف نفهمه وكيف نوجهه؟
وجهتي في الحياة!
وله كتب أخرى جديرة بالقراءة!

محمد عمارة
“مفكر” مصري
رسائل العدل والتوحيد
رسالة التوحيد
المعتزلة والثورة
المعتزلة ومشكلة الحرية الإنسانية
الإسلام والثورة
الإسلام والفنون الجميلة
صراع القيم بين الغرب والإسلام
مفهوم الحرية في مذاهب الإسلاميين
السنة التشريعية وغير التشريعية

الشيخ الدكتور: طه جابر العلواني
للشيخ أبحاث قرآنية وأصولية ثقيلة عديدة.
أفلا يتدبرون القرآن
الوحدة البنائية للقرآن المجيد

– كتب عن أسماء الله الحسنى!
يوصى بقراءة الكتب التي تتكلم عن أسماء الله الحسنى, بغض النظر عن المؤلف, مثل:
أسماء الله الحسنى: محمد متولي الشعراوي
أسماء الله الحسنى وصفاته العليا من كتب ابن القيم دراسة تطبيقية ونظرية
جمع وتحقيق : عمـاد البارودي
الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى. القرطبي

– المجموعة القادمة يمكن أن نقول أنها مجموعة كتابات حضارية مجتمعية!
محمد البهي
(وزير أوقاف مصري أسبق)
الفكر الإسلامي والمجتمع المعاصر مشكلات الأسرة والتكافل
منهج القرآن في تطوير المجتمع
التفرقة العنصرية والإسلام

محمود حمدي زقزوق
وزير أوقاف مصري سابق
الدين والحضارة
الإسلام في مرآة الفكر الغربي
مقدمة في علم الأخلاق
إدوارد سعيد
الاستشراق
خيانة المثقفين

راشد الغنوشي (تونسي)
الحريات العامة في الدولة الإسلامية
حقوق المواطنة, حقوق غير المسلم
الحركة الإسلامية ومسألة التغيير

المستشار: طارق البشري
السياق التاريخي والثقافي لتقنين الشريعة الإسلامية
المسألة القبطية.. والشريعة والصحوة الإسلامية
المسلمون و الاقباط في اطار الجماعة الوطنية
بين الإسلام والعروبة

الرئيس البوسني: علي عزت بيجوفيتش
الإسلام بين الشرق والغرب

وأعتقد أن فيما ذكرت في هذه المجموعة الكفاية, لذا ننتقل إلى كتب التراث:

كتب التراث

ديوان أبي العتاهية

الحارث المحاسبي
آداب النفوس.
شرح المعرفة وبذل النصيحة.

أبو حامد الغزالي
(كُتب أو تعليقات أو شروح ل

 إحياء علوم الدين
الأربعين في أصول الدين
الاقتصاد في الاعتقاد
المنقذ من الضلال
المقصد الأقصى في شرح أسماء الله الحسنى!

أبو نصر السراج الطوسي
اللمع في التصوف

أبو طالب المكي
قوت القلوب

ابن حزم
طوق الحمامة
رسالة في مداوة النفوس وتهذيب الأخلاق

عبد الله بن علوي الحداد
رسالة آداب سلوك المريد

عبد الكريم بن هوزان القشيري
الرسالة القشيرية

فريد الدين العطار
منطق الطير

ابن قيم الجوزية
حادي الأفراح
زاد المعاد
طريق الهجرتين
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
مدارج السالكين

ابن رشد الحفيد
بداية المجتهد ونهاية المقتصد (من أفضل كتب الفقه المقارِن, على صغر حجمه)

قائمة: الغذاء العقلي

محمد شامة
(مستشار وزير الأوقاف المصري الأسبق)
في علم الأديان
الحسد في القرآن الكريم

جمال البنا
الإسلام والعقلانية
الإسلام والحرية والعلمانية
المرأة المسلمة
لا حرج قضية التيسير في الإسلام
حرية الفكر والاعتقاد في الإسلام
أسس العقيدة
تثوير القرآن
دعوة الإحياء الإسلامي

علي شريعتي
دين ضد الدين
العودة إلى الذات
النباهة والاستحمار
الإسلام والإنسان
مسؤولية المثقف
الأخلاق للطلاب والشباب والناشئة

مالك بن نبي
الظاهرة القرآنية
مشكلة الثقافة
مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي
بين الرشاد والتيه

علي الوردي
الأخلاق, الضائع من الموارد الخلقية
وعاظ السلاطين
الأحلام بين العلم والعقيدة
مهزلة العقل البشري

محمد عابد الجابري
العقل الأخلاقي العربي
الديمقراطية وحقوق الإنسان
مسألة الهوية العروبة والإسلام والغرب
الدين والدولة وتطبيق الشريعة
التراث والحداثة

جورج طرابيشي
من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث
المعجزة أو سبات العقل في الإسلام
نظرية العقل

نصر حامد أبو زيد
نقد الخطاب الديني
النص السلطة الحقيقية
الإمام الشافعي وتأسيس الإديولوجية الوسطية
مفهوم النص دراسة في علوم القرآن

– ولمن يريد قراءة كتب فلسفية:

محمد عثمان الخَشت
(يوصى بقراءة كتبه عامة وخاصة الفلسفية منها)
المعقول واللامعقول في الأديان
الحد الأدنى المشترك بين الأديان وفلسفات الأخلاق
مدخل إلى فلسفة الدين
الشخص والحياة الروحية في فلسفة الدين عند برايتمان
فلسفة الدين: في ضوء تأويل جديد للنقدية الكنطية
الإله والإنسان: إشكالية التشابه والاختلاف
أخلاق وسلوكيات التقدم
العقلانية والتعصب

أبو يعرب المرزوقي
السوفسطائية الساذجة أو اللادينية العربية
تجليات الفلسفة العربية
وحدة الفكرين الديني والفلسفي
صونا للفلسفة والدين
الثورة القرآنية وأزمة التعليم الديني

جيمس كولينز
الله في الفلسفة الحديثة

حسن حسين
العدل الإلهي وأين أثره في المخلوقات

ومن المذهب الشيعي

محمد باقر الصدر
الأسس المنطقية للاستقراء
فلسفتنا
اقتصادنا
البنك اللاربوي
المدرسة القرآنية

مرتضى مطهري
مسألة المعرفة
المتعارضات المنطقية
العدل الإلهي
الإنسان والمصير
فلسفة التاريخ
فلسفة الأخلاق
الأخلاق الجنسية
نعم, هناك أسماء كثيرة لا تزال ناقصة في هذه القائمة, مثل الفيلسوف المغربي: طه عبد الرحمن, ومثل: حسن حنفي, ومثل: محمد شحرور, ومثل محمد أركون ومثل عبد الكريم سروش وغيرهم! ولكن هذه الكتابات أرى أنها متخصصة بعض الشيء, ناهيك عن عد موافقتي على نصيب كبير من المحتوى المقدم فيها! ولكن من شاء أن يقرأ لهؤلاء فهو بالخيار.

وختاماً أقول:
هذا جهد فرد خاض تجربة “التدين” والقراءة –والكتابة والبحث- في الدين لسنوات, ينصح به كثيرين سيخطون على الدرب ويخوضون التجربة, حتى يستفيدوا من دينهم, ويصبحوا به أفضل وأرقى وأنقى, وحتى لا يظل المتدينون يقعون في مأزق التحول إلى طلب العلم بدلاً من التأدب والتهذب! فالأمة ليست بحاجة إلى ملايين العلماء الشرعيين بقدر ما هي بحاجة إلى المهذبين!

ولإخوتي أصحاب الفكر أقول:
رجاء قم بتحميل هذا الملف واحتفظ به على جهازك, فقد تُسأل في يوم من الأيام ماذا أقرأ, وتود أن تقدم نصيحة جيدة, فيمكن أن يكون هذا الملف هو الأساس بالنسبة لك, وبطبيعة الحال يمكنك أن تضيف إليه وتحذف منه ما تشاء, ولكنه سييسر عليك كثيراً إجابة مثل هذا السؤال!

ولهم كذلك أقول:
لا تبخلوا بالنصح لأخيكم, فما لديكم من اقتراحات سواء في الأفكار أو المحتوى, فيا حبذا لو أعلمتموني به, وأنا لكم من الشاكرين!

أرجو لكم نفعا واستفادة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

الإنسان ليس مجبرا

جاءني سؤال يقول:هل الانسان مجبر عن البحث عن حقيقة الكون والغاية من الحياة، فقد يقول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.