بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الخلاق البديع من وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم, وسلام على عباده المرسلين, ثم أما بعد:
بفضل الله الفتاح العليم الوهاب الرزاق الكريم أنهيت بالأمس السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة لعام خمس وثلاثين وأربعمائة وألف الموافق 26 /4/ 2014 القراءة الموضوعية الرابعة للقرآن الكريم, والتي كنا نحاول بها ومن خلالها استكشاف الوحدة الموضوعية لسوره وإظهار ترابط آيات السورة وعناصرها والاتصال بين السور بعضها بعضا.
وتغاير هذه القراءة سابقيها بأنها كانت عكسية أي أن البدء كان من المعوذتين فالصمد فالمسد وهكذا وصولا إلى البقرة فالفاتحة. وليس بدءً من الفاتحة فالبقرة فباقي السور, كما كان في القراءات الثلاث السابقات.
وبعون الله المعين ظهر لي مزيد ترابط واتصال وتعاضد بين السور وبعضها بعضا وبين آي السورة الواحدة, حتى أنه لولا قول الله العظيم أن الكتاب نزل مفرقا لقلت أنه من المستحيل أن يكون هذا الكتاب ألف على غير هذا الترتيب.
ولله الحمد أُظهر لي بفتح الله الفتاح كذلك مداليل كثير من الآيات التي أشكلت على المفسرين -وعلي أنا سابقا- وهي وبكل عجب مباشرة وبسيطة, إلا أن القراءة التقطيعية كانت سبب الإشكال فلما رُبطت السورة ببعضها وبسابقتها ولاحقتها .. ظهرت وبانت بلا إشكال.
ولا أجد ما أقول بعد هذه القراءة إلا: سبحان من أبدع هذا الكتاب … ما أبدع هذا الكتاب ..
فهو حقا … كتاب بديع ليس له مثيل.. كتاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..
وليس جملاً متناثرات متراصات!! وكم ظلمناه وظلمنا أنفسنا إذ لم نقرأه ككتاب!!
وصدق الله العظيم إذ قال: قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا!
فلله عظيم الفضل والإحسان الحمد أولا وآخرا
وبهذه المناسبة سالني احد الاصدقاء عن
قال تعالى في كتابه العزيز:
{مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } [الأنبياء : 2]
ما رأيك في كلمة (مُحْدَثٍ) ما ذا تعني ، وكان يمكن أن تكون الاية({مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ إِلَّا
اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) فلماذا وضع الله عز وجل هذه الكلمة وماذا تعني
قال تعالى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَعَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) الطلاق 12
(يتنزل الامر) ماهو المقصود بها
وهنا تكون اجابتي عن هذا السؤال
محدث تعني محدث أخي ولا يمكن توضيح الواضح!!
بخصوص السؤال عن الأمر تجد أن “الأمر” تكرر كثيرا في السورة:
لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ
وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ
فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ
فهل وصل المعنى الآن أخي الكريم؟!