الأسماء الحسنى …. من منظور آخر!

نتوقف اليوم لنناقش قد لا تندرج مباشرة تحت المسمى العام لهذا المنتدى “حب الله“, إلا أنها في نهاية المطاف مظهر من مظاهر هذا الحب والتعلق والوصال, وهي:
أسماء الله الحسنى ودعاءه به! والتي أثير حولها –ويثار- خلاف كبير, حول ما هو منها وحول ما لا يستحق أن يكون منها!!

إذا نحن نظرنا في كتاب الله العزيز وجدنا أن الجدال الدائر حول “الأسماء الحسنى” قد ابتعد كثيرا عن الهدف الذي من أجله ذكر الله في كتابه “الأسماء الحسنى”, ومن ثم أوجد إشكالية لا أصل لها ولا حاجة لها, وهي تحديد الأسماء الحسنى! وهل هي توقيفية أم اجتهادية!

وننظر في كتاب الله لنبصر كيف أن الآيات التي ذُكر فيها الأسماء الحسنى, أتت لغاية مختلفة تماما, غفل عنها كل المتعاملون مع هذه الآيات!
إذا نحن نظرنا في كتاب الله العظيم وجدنا أن “الأسماء الحسنى” وردت في أربعة مواطن, وننظر في كل آية بمفردها, لنبصر ماذا يقول الرب العليم فيها:

إذا نظرنا في أول آية تتحدث عن أسماء الله الحسنى, وهي قول الرب العليم:
-نجد أن الآية تقول أن الأسماء الحسنى هي لله حصرا وليست لغيره –بدليل تقديم كلمة “لله” إلى أول الجملة- وتأمر المسلمين بدعائه بها! كما تأمرهم أن يذروا الذين يلحدون في أسمائه!
وهذا يعني لا محالة أن المسلمين كانوا يعلمون أسماء الله الحسنى وأنهم كانوا في ضيق شديد من فعل المشركين, الذين جعلوا هذه الأسماء لآلهتهم الباطلة, أو تلاعبوا بها فغيروا أشكالها, فأعلم الله الحكيم المسلمين أن له وحده الأسماء الحسنى وأمرهم بأن يذروا الذين يلحدون في أسمائه, فحسابهم ليس على المسلمين, وإنما على الله, وهو سيجزيهم بما كانوا يعملون!!

وهذه الآية تبطل مذهب القائلين بأن أسماء الله توقيفية, فالذين يلحدون في أسمائه غير مسلمين, وهم يعرفونها وينسبونها إلى غيره, أو يغيرون في شكلها وينسبونها إليه, ومن ثم عاب الله عليهم فعلهم!
وكذلك الصحابة كانوا على معرفة بها, فهم لم يسألوا الرسول عنها ولم يتوقفوا حتى يعرفونها, -بعدما ينتهي إنزال القرآن وبعد وفاة الرسول, فيأخذون في استخراجها من الكتاب ومن كلام الرسول!!!-
فهم والمشركون على علم بها, وجاء القرآن لا ليعرف الصحابة –والمسلمين تباعا- بأن لله أسماء حسنى, وإنما ليقول لهم أنها –والمعروفة لديكم- لله وحده! وليست لغيره!

ولا يعني هذا أن القرآن لم يذكر أسماء لله لم يكن المسلمون أو المشركون يعرفونها, فلقد ذكر “الرحمن” وكانوا لا يعلمونه, وكان المسلمون يتضايقون من سؤال المشركين لهم عن الرحمن! ومن قولهم أنهم يعبدون إلها غير الله! فقال الرب العليم في سورة الإسراء:
“قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً [الإسراء : 110]”

فهي تقول للمسلمين أنه سواء إذا دعوا الله أو دعوا الرحمن –فكلاهما اسم دال على الإله الرب- وأي اسم منهما دعوتم له الأسماء الحسنى!

(وهذا يعني أن “الله” ليس فقط هو “الاسم العلم” الدال على “الذات” الإلهية, وإنما كذلك “الرحمن”)
ولكن الناظر يجد أن الاسم الذي لم يكن معروفا, وعُرف به المسلمون ليس اسما من الأسماء الحسنى, وإنما هو “اسم علم” لله, وله كذلك الأسماء الحسنى!

فإذا انتقلنا إلى الموطن الثالث, الذي ذُكر فيه الأسماء الحسنى وجدنا أن الرب العليم يقول:
” وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى [طه : 7-8]”

فالله العليم ينفي أن يكون هناك إله غيره, ويثبت أن له وحده الأسماء الحسنى! فكذلك ليس الحديث هنا عن كنه الأسماء الحسنى وإنما عن كونها لله وحده! فلا يُسمى بها غيره, كائنا من كان!
ولو كان الصحابة أو المشركون لا يعلمون ماهية الأسماء الحسنى لما كان لإثباتها الله لنفسه أي فائدة!

فإذا وصلنا الموطن الأخير وجدنا أن الرب العليم يقول:
” هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الحشر :22- 24]”
فبعد أن عرّفنا الله الكريم ببعض من أسمائه, قال أن له الأسماء الحسنى! أي أنها له وحده وليست لغيره!!

وكما رأينا فحديث القرآن عن الأسماء الحسنى ما جاء ليعرفنا بها, فهو يخاطب من يعرفونها أصلا, ليقول أنها لله وحده ولا تنبغي لغيره!


فحديث القرآن عن أسماء الله الحسنى هو عن أسماء الرب الإله! تلك الأسماء التي يتفرد بها فلا تكون لغيره من الآلهة المزعومة!
والتي ينسبها المشركون إلى المخلوقات! فيقول الرب أنها كلها له, فليس لمخلوق فيها شيء! فهو الملك القدوس المحيي المميت, الرزاق العليم,…. فليس لمخلوق ملك في السماوات والأرض, ولا ينبغي لأحد أن يقدس له إلا الله, ولا يحيى أحد الموتى إلا الله, وهو وحده الذي يرزق
أما البشر فدورهم هو توصيل رزق الله إلى غيرهم, فهم لم يخلقوا شجرة ولا بقرة ولم ينزلوا من الماء قطرة!

إذا فكل اسم جلال وكمال يخاطب به الإله الرب فهو حقٌ لله وحده, ولا يستحقه أي مخلوق آخر, لأنه ليس عنده من السمات ما يستحق بها أن يُسمى هذا الاسم!

إذا فقضية الأسماء الحسنى في القرآن قضية الأسماء التي يُدعى بها الإله, وكيف أنها لله وحده, ولا ينبغي بحال أن يُدعى بها مخلوق! فليس الخلاف على هذه الأسماء, ما هي وكم عددها وهل هي توقيفية أم اجتهادية, وإنما حول من يستحق أن يُسمى بأسماء الكمال ويدعى بها!

ونلاحظ أن الله تعالى سماها ب “الأسماء الحسنى” وليس الحسنة! فهي جمع أحسن!
وفي هذا قال ابن الوزير في العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم:
“اعلم أن الحسنى في اللغة: هو جمع الأحسن؛ لا جمع الحسن، فإن جمعه: حسان وحسنة، فأسماء الله التي لا تُحصى؛ كلُّها حسنة، أي: أحسن الأسماء، وهو مثل قوله تعالى:﴿وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)﴾ (سورة الروم).أي: الكمـال الأعظـم في ذاته وأسـمائه ونعـوته، فلذلك وجـب أن تكـون أسـماؤه أحسن الأسـماء؛ لا أن تكـون حسـنة وحسـانًا لا سـوى، وكم بين الحسن والأحسن من التفاوت العظيم عقلاً وشرعًا؛ ولغة وعرفًا ” ا.هـ

فإذا قلنا أن أحسن الأسماء لله وحده, فهمنا أن الله لا يُسمى بالأسماء الحسنة, وإنما يُسمى بالتفضيل منها, والذي هو الأحسن!
فالأسماء الحسنى هي أسماء الكمال والجلال والتفرد بالألوهية والربوبية.
فلا يمكننا أن نسمي أي مخلوق بأنه كامل مطلقا ككل أو في قدرة من قدراته, فلا نقول عن إنسان: إنه العليم أو السميع, وإنما العليم مطلقا هو الله!

كما لا نسمي الله بفاعل الأشياء الحقيرة! فلا ندعوه مثلا ب: خالق الحشرات والأفاعي! فهو وإن كان خالقها فعلا, إلا أن هذا ليس مما يستحسنه الإنسان, ومما تأباه النفوس وتقشعر منه الأبدان …. فهو ليس بالحسن ولا بالأحسن!!


فإذا استشعر الإنسان في أي فعل أو حدث أمامه جلالا أو جمالا فدعا الله به, فلا حرج على الإطلاق, فإذا رأى الإنسان أن الماء الذي ينزل من السماء فيه خير وإحياء للأرض بعد موتها, فقال مثلا:
“اللهم مجري السحاب منزل الماء, محي الأرض بعد موتها ….”

فلا حرج من هذا الدعاء ولا من هذه التسمية! فلا حرج على الإطلاق, ولا مانع! إلا أن عامة علمائنا يرون أنها توقيفية, ثم اختلفوا هل هي ذات عدد محدد أم أنها غير محددة!

فوجدنا فريقا يقول أن الأسماء الحسنى التي هي لله هي تسع وتسعون اسما, كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري:


“إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة

فقالوا أن الرسول حددها بالتسع والتسعين وأكد بقوله أنها مائة إلا واحدا, ومن ثم فلا يمكن القول بأنها أكثر من ذلك أو أقول!
وبسبب هذه الرواية ظهرت الرواية الشهيرة عند الترمذي –والتي هي من إدراج وإضافة الوليد بن مسلم, والتي ذكرت التسع وتسعين اسما الشهيرة, والمعلقة على الجدران في البيوت والمساجد!- وكذلك رواية ابن ماجة, والتي تخالف رواية الترمذي, وإن لم يكتب لها الانتشار بالقدر الكافي!!


وعلى الرغم من أن الرواية ملزمة بأن يكون لله تسعا وتسعين اسما فقط! –لمن يقول بصحتها[1]– إلا أننا وجدنا أن علماء أهل السنة يتجاوزون الدلالة القطعية فيها بالتحديد, ويقولون أن لله أكثر من ذلك

واستندوا إلى روايات أخرى, مثل ما رواه أحمد في مسنده:

« ‏ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال ‏ اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ‏ ‏ناصيتي ‏ ‏بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا » –
فقالوا أن الله قد يعلم بعض خلقه أسماءً له, كما أنه قد يستأثر في علم الغيب عنده ببعضها!!!!!!!!! ومن ثم فهي أكثر من تسع وتسعين اسما!

وعلى الرغم من قولهم بأنها أكثر من تسع وتسعين اسما إلا أنهم يقولون أنها توقيفية, أي أنها مما يؤخذ من الكتاب والسنة وليس للإنسان أن يسمي الله اسما, وإنما يأخذ فقط ما ورد في الكتاب والسنة!!
وهكذا عطلوا أقوى الأدلة التي استدلوا بها على الزيادة عن التسع وتسعين اسما!! ولست أدري كيف يقبلون أن يُعلم الله أحداً من خلقه اسما ثم يقولون أنها توقيفية!!


فإذا نظرنا في الأدلة التي يستدلون بها على أن الأسماء الحسنى توقيفية, وجدنا أنها أدلة في غير موضعها

فنجدهم يستدلون بقوله تعالى:
“وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء : 36]

قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف : 33]”
فيقولون أن القول على الله بدون علم أكبر الذنوب, فما بالنا إذا نحن سميناه باسم لم يسم به نفسه, أو لم يسمه به النبي! أما إذا نحن اكتفينا بالأسماء الواردة في الكتاب والسنة فنحن على بينة! ولا نتقول على الله!


ونقول: ونحن نوافقهم أن القول على الله بدون علم أكبر الذنوب, ولكن أن ادعوه بما أعلم –من كتابه- أنه له فليس فيه أي تقول على الله!
فعندما أقول مثلا: اللهم مخرج الأزهار . منبت الثمار..

فأنا أعلم علم اليقين أن الله العليم هو من فعل هذا, فأنا لا أتقول على الله بغير علم! فأنا لا أنسب إليه شيئا قبيحا, أو ما فيه خلاف ..وإنما ما يُعلم يقينا أنه له!
والقول برفض مثل هذا الدعاء تقييد للإنسان المسلم . الذي شاهد جمالا أو عظمة في خلق الله .. فتأثر به ..
فأرجعه إلى الله العظيم … فأين التقول على الله …. فالله حقا هو خالق كل شيء!


والعجيب أنهم يقولون بتوقيفية الأسماء! ولا يتحرجون من أن ينادوا الله هكذا بالله فقط, فلا يضيفون اسما له, فيقولون يا الله ..فقط بدون أي تعظيم!
ناهيك عن أنه لم يرد في القرآن ولا الحديث الصحيح نداء الله ب: “يا” مطلقا! فصيغة الخطاب لله هي: “اللهم”!
ونطلب إلى القارئ الكريم قراءة المقال الموجود على الرابط القادم, ففيه تفصيل طيب حول “التأدب مع الله”:
http://www.amrallah.com/ar/showthread.php?t=534

وفي الختام نقول:
نعم, نحن نقر بالنقص البشري, ونرى أن أكثر الناس لن يستطيعوا أن يقدموا الصياغة الأدق والأقوم في تسميتهم لله العظيم, ولكن هذا لا يمنعهم الحق أن يسموه بما يكبر ويعظم في نفوسهم! لأن هذه التسمية لن تكون تسمية “معتمدة” تنسب إلى الدين ونعلمها الناس!

فالأسماء الواردة في الكتاب –كأسماء- هي الأسماء التي نجزم بصحة كونها أسماء صادقة لله, متطابقة معه, نؤسس إيماننا عليها, ونخاطب –ونجادل- غيرنا بها! بينما الأسماء التي يسميها الناس, ويدعونه بها, فلن تزيد عن كونها “خواطر” “ومناجات” من العباد لربهم! تعبر عما فاضت به مشاعرهم تجاهه … وقد لا تكون هذه التسيمة هي الأفضل أو الأصح .. إلا أنها لا محالة هي الأنسب في هذا المقام وذلك الموقف .. الذي ربط فيه العبد الحدث العظيم الواقع أمامه بربه .. فنسبه إليه .. وجعل ربه محدثه .. وخالقه!
وهو كذلك لا محالة!

جعلنا الله وإياكم ممن يرون عظمته وجلاله وبهاءه في كل مخلوقاته, ويرون يده في كل ما يحدث حوله .. ومن ثم يدعونه رغبا ورهبا .. فهو سبحانه ورحمته قريب من المحسنين!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!

____________________________

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

توحيد الروايات

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله ربنا وخالقنا ومالك أمرنا، بيده الخلق والتدبير والتصريف، يهدي من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.