عندما تجد كثيرا من “المثقفين” يحدثونك بكل ثقة عن كتاب الفيلسوف الألماني: عمانوئيل كَنت:
نقد العقل الخالص Kritik der reinen Vernunft
, وأنه واحد من أهم الكتب في تاريخ الفكر الإنساني!
أو حتى:
من أكثر الأعمال تأثيرا في تاريخ الفلسفة!
يحق لك أن تتساءل:
هل من يقول هذا قرأ الكتاب؟!
هل الألمان أنفسهم يستطيعون أن يقرؤوا الكتاب ويفهموا المحتوى المقدم فيه؟!
كم من الوقت يحتاج القارئ المتخصص في الفلسفة ليفهم الكتاب؟!
كم هي التفسيرات المختلفة المقدمة من فلاسفة لهذا الكتاب؟!
هل لهذا الكتاب تأثير في الفكر الإنساني؟!
هل لهذا الكتاب أي تأثير يُذكر في أخلاقيات الألمان أنفسهم أو الأوروبيين أو غيره من باقي الجنسيات؟
هل له أي تأثير ظاهر في طريقة تفكير الألمان؟!
هل يعرف عامة الناس عنه سوى بعض الجمل من قبيل, إن كَنط أثبت في هذا الكتاب أنه لا يمكن البرهنة على إثبات وجود الله؟!
آها, إذن كل ما في الموضوع أنه “تقليد”!
هذا الكتاب تلقاه أهل الاختصاص بالاحترام والتقدير لصعوبته وثقله, وأثنوا عليه ثناء كبيراً, ومن ثم جاء “الآخرون” فكرروا كلامهم و “نفخوا” في الكتاب
مثل كثير من الكتب والنظريات الأخرى التي “نُفخت” لأسباب كثيرة!
لا يعني هذا أنني أزعم أن الكتاب سطحي أو ساذج أو أنه لم يقدم أي جديد, بالتأكيد لا أقول هذا!
فالكتاب قدم آراء ونظرات وأفكار وتصورات جديدة غير مسبوقة, ولكنها تظل حبيسة “نطاق” محدود, هو نطاق “إشكاليات” فلسفية متخصصة/ متقدمة, استطاع أن يتعامل معها ويطوعها!
ويقدم لها إجابات ..
ولثقل الكتاب ولأن كثيرين لا يستطيعون قراءة الكتاب بلغته الأصلية, فإن كثيرين لا يستطيعون البحث والتمحيص والتدقيق, للنظر .. هل الكتاب قليل الثغرات أم كثيرها!