واعلم أن تشعب الدين
وتضخمه
واختلاف المسلمين
وتضليلهم لبعضهم بعضا
راجع إلى أنهم لم يعرفوا
ما هي “حجة القرآن”
التي يفترض أن الله أقامها على عباده
وبها كان من سمع القرآن على وجه الاستيفاء ولم يؤمن
كافرا مستحقا لدخول النار
فجعلوا حجة القرآن البلاغة!
وجعلوا القرآن دليلا “نقليا”
مع أن حجية القرآن هي عملية “برهنة إلهية” بأدلة “طبعية طبيعية” لا يستطيع أي إنسان كائنا من كان أن ينكرها -إلا مكابرا-
ولأن هذه الحجة الربانية البالغة لم تكن على مألوف استدلالات البشر
وعلى عادة أهل يونان في إقامة البرهان
لم يروها .. واكتفوا بأنه دليل بلاغي نقلي!
والعجيب أن علماء المسلمين أصلوا لكثير من العلوم استنباطا من القرآن -والسنة-، إلا أنهم وبكل عجب لم يؤصلوا ل:
“علم الدليل”
لأنهم لم يبصروا وجه الاحتجاج الرباني في كتابه الكريم
وكيف هو قاطع ساطع
لماذا لم يفلحوا في هذا؟
لأسباب كثيرة منها، أن القرآن كان يناقش قضايا لم تكن تشغل بالهم، ولأنهم لم يحاولوا أن يستخرجوا من القرآن ما قال، وإنما حاولوا أن يستخرجوا منه ما يحتاجون ..
باختصار:
القرآن قدم إجابات و”تصورات” لمسائل تشغل الناس .. عامة الناس
تنير لهم الطريق وتهديهم سبيل الرشاد
فلم يحاولوا أن يستخرجوا ما هي هذه الأسئلة التي أتى القرآن لإجاباتها
وإنما كان لديهم هم أسئلة “علمية” نابعة من إشكالياتهم التأسيسية فحاولوا أن يستخرجوا إجابتها من القرآن!!
لهذا نحن بحاجة إلى أن نعيد استنطاق القرآن
لنبصر
ما هي الحجة البالغة التي قدمها!
وما هي الأدلة الساطعة التي عرضها!
علم_الدليل
الفلسفة التسييقية