المساواة بين العملات

المفترض أن قيمة الجنيه تساوي الدولار واليورو
وقيمة أي عملة في أي بلد تكون مساوية لأي عملة في بلد أخرى!

وأنا ك “فكّار” أعلنها بعلو الصوت:
إن هذا التفاوت الرهيب في قيمة العملات
ليس منطقيا ولا عادلاً وإنما هو ظلم صُراح.

المشكلة أن كثيرين سيتعجبون ويستغربون … وسيرون أن هذا كلام إنشائي, وأنه من الطبيعي أن يكون هناك تفاوت في قيمة العملات!
وهذه هي النتيجة المنطقية ل “الحشو” الاقتصادي والتبريرات -التي لا يعرفون مستنداتها جيدا- والتي لقنوها سواء من خلال البرامج التعليمية في الجامعات أو البرامج العامة في التلفاز.

إن المستند -غير الصريح- والذي لا يعلنونه أبداً للتفاوت في قيمة العملات, هو: منظور “التاجر الجشع”,
أنهم يقيمون الشعوب .. الأفراد تبعا لممتلكاتهم
فإذا افتقرت الدولة أو اعسرت تهاوت قيمة عملتها!
وإذا كانت فقيرة فعملتها من الأساس ضعيفة!

ولكي تعرف “جشاعة” وبشاعة هذا المنظور قارنها
بالشخص الفقير الذي يعطيه التجار راتبا ضعيفا لأنه فقير
بينما لو قام بنفس العمل شخص من طبقتهم الاجتماعية لأعطوه راتباً عالياً
وتصور كذلك:
أن شخصا أفلس وعلم الناس بإفلاسه فذهب يبيع ممتلكاته, ولعلم الأثرياء أنه محتاج فإنهم “يُقيّمون” أصوله بمبالغ زهيدة بسيطة
لأنه ليس لديه مورد يدر عليه دخلا!
يقينا ستتفق معي أن هذا استغلال وجشع!

سأقول لك بمثل هذين المنظورين تُقيم العملات بين الدول المختلفة!
وهو ظلم بيّن وامتصاص لثروات وجهد وعمل الآخرين!
وهو شكل من أشكال العبودية غير المباشرة!!

الفلسفة_التسييقية

عندما يحدثك الغربي عن “المساواة” بين البشر,
طالبه بالمساواة بين العملات!

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

في توالد المفردات في البدء كان “الاسم”

في مقالين سابقين تحدثت عن نشأة “التسمية”, أي كيف تم إعطاء دوال للمدلولات, فلم تعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.