هل المرأة أفضل من الرجل؟

“ذكرا وأنثى” خلق الله الخلاق العليم الحكيم الإنسان, جنسين مختلفين قدرهما ليتعارفوا, فيكمل كل صنف منهما الآخر, وأمد كلاً منهما بما يمكنه من القيام بأدواره على أمثل وجه. إلا أنه وعبر عصور التاريخ المتتابعة ظهر التفاخر والاستعلاء بين البشر بعضهم بعضا

فكل إنسان يرى نفسه مميزا, ويرى نفسه خيراً من غيره بشكل من الأشكال, وكل قوم يرون أنفسهم أفضل من الأقوام الأخرى بعديد من الوجوه, وبطبيعة الحال كان التفاخر “الصبياني” بين الجنسين, فالذكر يرى نفسه أفضل من الأنثى والأنثى ترى نفسها “أجمل” ما في الكون.

ورغماً عن أن الله تعالى لم يقل قط في كتابه الأخيرالقرآن أن الرجال خيرٌ من النساء, وإنما جمعنا جميعا في سياق واحد, فكلنا سنأتي الرحمن عبداً, و بعضنا من بعض: “فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ … [آل عمران : 195]”

والكرامة عند الله بالتقوى وليست بالجنس: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ … [الحجرات : 13]”

, والمجازاة الربانية واحدة: “مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل : 97]”

رغما عن هذا وغيره, ولورود بعض الآيات التي أعطت للنساء أحكاما مختلفة عن الرجال لاختلاف طبيعة الجنسين ف “ليس الذكر كالأنثى”, اتخذ بعض علماء المسلمين هذه الآيات منطلقاً للقول بأفضلية الرجال على النساء, ولموافقته هوى الرجال أصبح هذا هو القول السائد بين رجال المسلمين, أن الرجال “كجنس” أفضل من النساء “كجنس”, وليس كأفراد, بينما كأفراد عند الله قد تكون امرأة أفضل من رجل بالتقوى والعمل الصالح! ويُقدم على هذا العديد من الأدلة الجاهزة!

ورغماً عن كون هذه الأدلة من ضعيف وعجيب الاستدلال, وذلك لأن هناك بديهية تقول: إن الاختلاف لا يعني الأفضلية, وإنما يعني التميز (وجود ما يميزني عن غيري), إلا أن الرجال وبكل ذاتية جعلوا عنصر تميزهم مادة أفضلية!!

وشاعت هذه الاستدلالات وتم تداولها, حتى أصبحت هي المنظور الذي يُرى به الحياة! لذا رأيت أن أقدم أدلة أخرى هي –عندي- أقوى وأعم, تظهر الخطأ في هذه الاستدلالات وتبين أننا إن رُمنا المفاضلة فإن كافة المرأة هي التي سترجح:

1- عند المقارنة بين سمات الرجل والمرأة نجد من حيث العدد أن الرجل بشكل عام يتميز ب “قليل” من السمات, إلا أنها “جارفة” واضحة الأثر .. قصيرة الأمد, بينما المرأة تتميز بالكثير من السمات “الخافتة” الممتدة, فالرجل مثلا يستطيع أن يحمل صخرة ثقيلة لا تستطيع المرأة أن تحملها, ولكنه لا يستطيع هذا لفترة طويلة

فالرجال تجد ذاتها في المهام الثقيلة القصيرة, ولا يستسيغ العمل ذا الخطوات القصيرة المتنوعة الممتدة, كالفهد مثلا الذي يستطيع الوصول لأقصى سرعة في ثواني معدودة لاصطياد الفريسة, ولا يستطيع أن يظل على هذه السرعة لفترة طويلة, بينما تستطيع المرأة أن تقوم بالعديد من الأمور بالتوازي, وكذلك التركيز والقيام بالكثير من الخطوات القصيرة المتتابعة!

ويمتد هذا السمت “الجارف القصير” مقابل “الخافت الممتد” في جل المجالات الحياتية, فالرجل يستطيع أن يمارس الجنس لفترة قصيرة ولمرات جد محدودة في اليوم, بينما تستطيع المرأة أن تمارسه لفترات أطول ولمرات أكثر (وربما كانت هذه المقدرة هي التي دفعت الرجال للزعم بأن المرأة أكثر شهوانية من الرجل!!), وكذلك الرجل لا يتحمل “التواصل” اللفظي لفترات طويلة, بينما تستطيع المرأة “ممارسة” المحادثة لساعات طوال!!

2- محور تميز الرجال هو عنصر “القوة” والشجاعة, فهو –يرى أنه- يستطيع أن يفعل العديد من الأشياء التي لا تستطيع المرأة فعلها, وتبعا لهذه القوة استطاع ويستطيع أن يجبرها –بشكل مباشر وسريع- على فعل أمور لا ترغب في فعلها, وهو ما حدث بالفعل طيلة مراحل التاريخ, حيث منعها الرجل من تنويع الاختيارات الحياتية, وقصرها على الدور الأبرز لها!

ولكن مع اختراع الأدوات المتنوعة التي يستخدمها الإنسان ضمرت عضلات الرجال وضعفت قوتهم, وأصبح فارق القوة الجسدية بين الجنسين بسيطا! ومع ظهور المجتمعات السكانية لم يعد للشجاعة هذا الدور المحوري في استمرار الحياة! أما بخصوص الإجبار, فإن النساء يجبرن الرجال كذلك على فعل ما يردن, ربما ليس بنفس السرعة التي يجبر بها الرجال النساء, ولكنهن يجبرن الرجال في نهاية المطاف, وهذا راجع لطبيعة الجنسين (تذكر ما قلنا في العنصر الأول: الجارف القصير مقابل: الخافت الممتد)

3- لأن الرجال هم من “يلقحون” النساء, رأوا أنفسهم أفضل من النساء, لأنهم “الفاعل” في العملية الجنسية, والمرأة “مفعول به”, ومن ثم فعليها أن تكون في كل الأدوار الحياتية مفعولاً به للرجال, فتطيعهم وتنفذ إرادتهم!! وهذه نظرة حيوانية ساذجة لا تستحق الرد عليها!!

4- الطبيعة النفسية “المتقلبة” للمرأة, مقابل الطبيعة النفسية “الثابتة” للرجال, راجعة إلى السمت العام لكل منهما (المذكور في العنصر الأول), حيث النفس الذكورية في الأساس خاملة تعلو بشدة لفترات قصيرة ثم تعود إلى خمولها الشبيه بالسكون, بينما النفس الأنثوية ذات طبيعة “موجية” كموجات هادئة قصيرة يتلو بعضها بعضا, لذا نجد المرأة تتقلب من حال إلى حال في دقائق معدودات, تبعاً لشدة الموجة المستقبلة وتبعاً لنوعها!

5- القدرة على الاكتساب, كان هذا فيما مضى في عصر الصيد عندما كان الرجال يخرجون جماعات للصيد, ومنذ اكتشاف الزراعة وظهور المجتمعات, أصبحت المرأة قادرة على الاكتساب مثلها مثل الرجل تماما (ونغض الطرف عن نساء الأمازون), ناهيك عن أن الرجال هم من كانوا –ولا يزالون- يمنعون المرأة من العمل للانشغال بأمور الأسرة, فالمسألة ليست مسألة قدرات بقدر ما هي توزيع أدوار!!

6- القدرة على الحماية/ الدفاع, نعم الرجل هو من يقوم بالدفاع عن الأسرة وكذلك هو من يقوم بالدفاع عن المجتمع –في الجيوش النظامية-, إلا أنه كذلك هو من يقوم بالهجوم على الأسر أو القبائل أو الدول الأخرى, فلم نجد امرأة تقوم بالهجوم على قبائل أخرى!

فنعم إن كان الرجل قد تميز بالدفاع فهو يعاب كذلك بالهجوم/ الاعتداء! وهنا يمكننا أن نقول: إن “الإماتة/ الإبادة” عبر التاريخ البشري وقعت بيد الرجال, بينما كانت المرأة –ولا تزال- هي من تهب الحياة, هي من تعطي البشرية الأولاد –وترعاهم- لتستمر الحياة.

7- المرأة كائن لين (أو حتى: ضعيف), ولكنها قادرة على التصلب, ففي ساعة الجد عند وجود ظروف قاسية, مثل: فقدان الأب أو الزوج مثلا, يمكن أن “تسترجل” وتتصلب بل وتصبح وحشا مفترساً إذا أصبح هناك خطر قد يحيق بأولادها, بينما لا يمكن للرجل أن “يتنسون” عند فقدان الزوجة مثلاً, وأقصد ب “النسونة” أن يكتسب السمات النسوية, وليس أن يقلدها ظاهريا!!

8- الزعم بأن النساء “ناقصات عقل ودين”, هو إساءة أدب مع الله ووصفه بأنه لم يُحسن الخلق, إذ أن هذا الزعم يعني وجود “عيب تصنيع” من الله, يُسأل الله عنه, -معاذ الله وحاشا لله القدير- فهل عجز الرب القدير أن ينتج كائنا “صالحا”؟!

أم أنه خلق الإناث بطبيعة مختلفة عن الذكور, ومن ثم بداهة يترتب عليها أن يكن مخلوقات بشكل آخر من “العقل”, يتناسب مع الأدوار التي يفترض أن يقمن بها! ولكن الرجال اعتبروا “العقل” الذكوري هو الشكل الوحيد للعقل!! وفي هذا السياق نُذكر بأن النساء هن من يُذهبن عقول الرجال, فالرجال في حضرة النساء ذاهبو ذاهلو العقل, وقد يُجنون فعلا من العشق, وفي هذا يقول الإمام الجاحظ: “وهو أنا لم نجد أحداً من الناس عشق والديه ولا ولده، ولا من عشق مراكبه ومنزله، كما رأيناهم يموتون من عشق النساء الحرام “

9- الاستدلال بكون النبوة في الرجال من عجيب الاستدلال على تميز الرجال !! فالافتخار بالنبوة في الرجال هو مثل الافتخار بكون الرسول “سعودي”!, ومبدئيا فإن ظهور النبوة في أقوام لا يعني أن هذا مزية لهم, بل يعني وصولهم لدرجة من الفساد لم يعد يصلح معها “معالجة” بشرية

واحتاج الأمر إلى “إصلاح رباني” بإرسال رسول, ومن ثم يمكننا القول أن جنس الرجال أكثر قابلية للفساد ولتشربه من النساء, ولهذا كان الأنبياء من الرجال فقط!! ونذكر بأنه كما كان الأنبياء رجالاً, فإن كبار معاندي الأنبياء كانوا كذلك رجالا, ومن قتلوا الأنبياء كانوا رجالا!!

10- الحديث عن أن “إمام المسلمين/ الحاكم الأعظم” لا يكون إلا رجلاً, مما لا دليل صريح عليه, كما أن القرآن يخالفه, والتاريخ يبطله, (وهو راجع إلى الظن بنقصان عقل المرأة) وبالفعل تم تجاوز هذه النقطة,

وبما أننا نتكلم عن الحاكم نُذكر بأن الأدوار الأساسية للحكومات هي “أنثوية”, وتحديداً أدوار المرأة في المنزل: رعاية الأبناء/ رعاية المواطنين والاهتمام بصحتهم وتلبية رغباتهم, بينما يجسد دور الرجال الاكتسابي في المجتمع “القطاع الخاص”, والذي يُعنى بتوفير المال!

11- الزعم بأن المرأة ذات طبيعة “معوجة”, (ونحن نقر بأنها ذات طبيعة: لينة, وفارق كبيرٌ بين: اللين والاعوجاج), هذا الزعم يصادم الواقع, فالمرأة في الحياة أكثر استقامة وانضباطا من الرجل, فهي ليست “فاسدة”, وقارن بين عدد الفاسدين والمرتشين الرجال في أي مؤسسة وبين عدد النساء تجد أن كفة الرجال راجحة!!

ناهيك عن أن المرأة كذلك ليست “فهلوية”, فهي تأخذ بالأسباب وتعد العدة, وقارن بين استذكار الفتيات للمواد الدراسية واستذكار الشباب, وبين عدد الحاضرات في الأنشطة الثقافية والفكرية وعدد الحاضرين, تجد كفة المرأة راجحة, وذلك لأن المرأة تقر ب “ضعفها” وتسعى لتقوية ذاتها, بينما يرى الذكر نفسه بدرجة كبيرة “القادر” على كل شيء, وليس بحاجة لصقل وتنمية مهاراته!!

12- الزعم بأن المرأة ناكرة للجميل, وأنك “تحسن إلى إحداهن الدهر كله, ثم تسيئ إليها مرة واحدة فتقول لك: ما رأيت منك خيراً قط”, وبهذا الزعم وغيره جعلوها أكثر أهل النار!!

وهذا من عجيب الزعم, فالرجل لإنفاقه على البيت –وفقط لإنفاقه- يرى أنه هو من يحسن إلى زوجته وأنه غير مطالب إلا بهذا وأن له عظيم الفضل على المرأة, وأنها بما تقوم به في المنزل ما هو إلا محاولة لرد الجميل!!

ونحن نقر بمثل هذه التصرفات من المرأة, ولكن ذلك لا يكون إلا مع الزوج, لكونها ترى أنها لم تُكرم من زوجها حق الإكرام, وذلك لأنه لا يقدر أدوارها, ولم ينزلها المنزلة التي تستحق, ولم يدللها كما ينبغي,
ولو فعل الرجل هذا لكانت معه في حال أخرى, ولرفعته لمنزلة أبيها –أو أكثر-, ونحن نجد أن المرأة لا تنسى جميل أبيها (الرجل) وتظل تذكره طيلة العمر وتترحم عليه وتحن إلى أيامه وتراها أجمل أيام حياتها, (بينما لا يذكر الرجال أباه كما تفعل المرأة)!

وكذلك لا تنسى جميل الرجل (المدير, المدرس .. الخ) وكذلك لا تنسى جميل الأبناء والأم .. الخ, فهذا الفعل هو ردة فعل على عدم التقدير في المقام الأول وليس لعيب فيها!

13- للمرأة الدور الرئيس في نشأة الفنون خاصة والحضارة عامة, فحول المرأة تدور معظم الأشعار وجل الأغاني, ولكن أن تتخيل بدون المرأة حول ماذا كان سيُكتب الشعر ويغني المغنون, بل إن الصوفية يشبهون علاقتهم بربهم بعلاقة الحبيب بمحبوبه, ونحن نقر بأن معظم منتجي الفنون هم الرجال, إلا أن المحفز والمثير لهم لإنتاج هذه الفنون كان “المرأة”, ولا يقتصر الأمر على الفنون, وإنما يتعدى إلى “تفاصيل” الحياة اليومية, والتي نشأ أكثرها, تلبية لطلبات واحتياجات المرأة

وفي هذا يقول الإمام الجاحظ في رسائله: “وعامة اكتساب الرجال وإنفاقهم، وهمّهم وتصنّعهم، وتحسينهم لما يملكون، إنما هو مصروف إلى النساء، والأسباب المتعلقة بالنساء”, ولولا هذه “الأسباب المتعلقة بالنساء” لظل الرجال يأكلون اللحم نيئا أو حتى مشويا على النار, ولم تظهر أطباق ولا معالق .. الخ,
ولظللنا نأكل الطعام بطريقة واحدة, وفي هذا يقول الجاحظ كذلك: “ولم نر الرجال يهبون للرجال إلا ما لا بال به، في جنب ما يهبون للنساء. حتى كأن العطر والصبغ، والخضاب والكحل، والنتف والقص، والتحذيف والحلق، وتجويد الثياب وتنظيفها، والقيام عليها وتعهدها، مما لم يتكلفوه إلا لهن، ولم يتقدموا فيه إلا من أجلهن، وحتى كأن الحيطان الرفيعة، والأبواب الوثيقة، والستور الكثيفة، والخصيان والظؤورة، والحشوة والحواضن لم تتخذ إلا للصون لهن، والاحتفاظ بما يجب من حفظ النعمة فيهن.” اهـ,

ومقياس تحضر المجتمعات هو توفر مثل هذه “التفاصيل” فيها, وبشكل عام فإن كل المجتمعات تسير في وجهة تحقيق مستلزمات “المرأة”, فالرجال والنساء يخرجون ويعملون ليصنعوا ما “تطلبه النساء”! واختصاراً: لم تنشأ الحضارة إلا لتلبية حاجات “المُلك” و “المرأة”, أما الرجل فكان المسخر للاثنين!!

14- اكتفاء المرأة بذاتها! فالفتاة قد لا تمتلك شيئا من حطام الدنيا وتراها تمشي معتزة بنفسها, لأنها بذاتها مطلوبة, ولأدوارها الحياتية مرغوبة, ويأتيها الرجل ليخطبها ويطلب ودها ويتفنن في إسعادها ليلبي طلباتها, وتقاس رجولة الرجل بقدرتها على تلبية طلبات المرأة, بينما لا يُلتفت الرجل إذا لم يكن يملك من المال شيئا, ولا يرى في نفسه ما يستحق به الاغترار

وبالتأكيد لا يطلبه أحد!! نعم نحن نقر أن المرأة تتزين وتتجمل, ولكن تزين وتجمل المرأة هو في المقام الأول لمنافستها قريناتها, وهو كذلك من سعي المرأة وراء الكمال! (ولا ننسى أنه أقوى سلاح للمرأة في السيطرة على الرجل, والتي تستطيع به توجيهه كما تشاء)

15- مقياس التفاضل ينبغي أن يكون هو القيام بالأدوار التي يُفترض في المرء القيام بها, وهنا نتساءل: عبر التاريخ كم امرأة تخلت عن دورها: الرعاية: رعاية الزوج في حالة المرض الشديد, الاعتناء بالأبناء .. وكم “زوج” تخلى عن زوجه عند مرضها؟ أو تخلى عن دوره بتاتا ورمى زوجه وعياله في الطريق وتخلى عنهم!!

وكذلك من منهم يستطيع الاستمرار في الحياة بعد فقدان الطرف الآخر, فالمرأة يمكن أن تستمر في الحياة مع أبناءها, وتعمل خارج المنزل, وتستطيع أن تستمتع بملذات الحياة وتُمتع أبناءها, ببيت منظم جميل وطعام شهي, بينما مع الزوج سيعيش الأبناء والزوج حياة الكفاف … مهما كان ثريا .. إلا إن تزوج بأخرى!

16- كرم الله المرأة بأن قدر دورها في الحياة أن يكون “هبة” للآخرين, فأدوار المرأة الرئيسة في الحياة تقوم بها بدون مقابل مادي, فهي تعتني بأزواجها وبأولادها وأولاد أولادها, ولا تريد منهم جزاء مادياً وإنما تريد وتنتظر جزاء معنويا, كلمة شكر, نظرة حب, هدية ..,

بينما عمل الرجل هو كدح في الأرض … فعل مقابل أجر مادي, وكذلك المرأة هي ما تعطي حياة الرجال معنى .. فهي تطالبهم ب “الحب” وتعطيهم الأولاد ليحبوهم, ولولا المرأة في حياة وقلوب الرجال .. لما كانت الحياة حياة .. وإنما ستكون عبودية قاتلة قميئة .. لا يمكن معها للبشرية أن تستمر, ولانتهت الحياة على الأرض سريعا .. ولكنها رحمة الله وعظمته .. أن أوجد لنا على الأرض الأنثى .. فأحيى بها قلوب الرجال بعد موتها .. فلك الحمد ربنا على ما رزقتنا.

ونكتفي بهذا القدر في تبيان أفضال النساء على الرجال, ونختم كذلك بقول الإمام الجاحظ:
” ولسنا نقول ولا يقول أحد ممن يعقل: إن النساء فوق الرجال، أو دونهم بطبقة أو طبقتين، أو بأكثر، ولكنا رأينا ناساً يزرون عليهن أشد الزراية، ويحتقرونهن أشد الاحتقار، ويبخسونهن أكثر حقوقهن, وإن من العجز أن يكون الرجل لا يستطيع توفير حقوق الآباء والأعمام إلا بأن ينكر حقوق الأمهات والأخوال، فلذلك ذكرنا جملة ما للنساء من المحاسن.” اهـ

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

اجتهاد جديد غير مسبوق حول صدقة الفطر

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد وسلام على عباده الذين اصطفى، ثم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.