وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا

ربنا الكبير
الواسع المحيط
غاية الآمال
ومنتهى الأشواق
من إليه المستقر
وبه السكن والقر
عظمتك دائمة
وجلالك مهيمن

يا ملك القلوب
يا حي يا قيوم
يا قدوس
كَلّ الجسد
وانحنى الظهر واعوج العود
ووهن العزم
ولا أزال إليك سائر
أتعثر وأسقط
أتسند معتمدا لأنهض
أحيد عن الصراط وأعود

فيا إله الناس
يا ملك الناس وربهم
أنا العبد الضعيف
حامدٌ أنا لفضلك
مقر أنا بكرمك
جازمٌ أنا بعونك
سعيدٌ أنا بمددك
راض أنا بقدرك
عارف أنا بخيرك
عطياتك وافرة سابغة
وأيسارك للعسر سابقة

يا رب
يا متبع العطايا بالعطايا
أعطيتني فلم تمنعني
وأكرمتني فلم تهني
وسقتني لأسير
فصرت في مسيري أسير
أبتدأ وأعود
ثم أعود لأبتدأ
ثم بظهري أسير
وإلى حيث كنت أدور
ضعيف لا أتقن الحبك
تتخطفني الدنيا
فلا أطيق فكاكا من القيد
عقدين يا رب لا أزال مسلسلا
في أغلال الدنيا مشتتا
وما كانت يا رب غايتي ولا بغيتي

فيا سيدي الجواد
يا رفيقا بالضعاف
يا رؤوفا بالمساكين
ضاق الصدر من حركة بلا مسير
ومن بصر صار حسير
ومن وجهة بلا رغبة أقصد
ومن وجهة أرغب ولا أقصد
حاملٌ لما حُملت
ملتزم ما أُلزمت
صامت كما أُسكت
راض بما أعطيت

فيااااااااااااا رب
هب لي من لدنك صبرا
صبرا بك إليك
يرضيني بالصبر
وصبرا يعينني على السير
وصبرا يقدرني على الصمت
وصبرا يأخذني إلى الخير
وصبرا على فراق ما أحببت
وصبرا على علم يُحبس
وصبرا على فِكر يُكتم

اللهم
اجعلني ممن صبر ورضى
فحاز منك بنظرة
فكان بعينك مرعيا مصونا
فأنزلت عليه صلوات ورحمات
وشرحت صدره وأزلت همه
وأبدلته بعد ضيق فرجا
وبعد عَطَل عملا
ووضعت عنه الوزر
وقويت له الظهر
وأعنته على الرغب
ويسرت له قياما لك ونصب

فسبحانك رب حكيم
تجيب الدعاء كيف تشاء
وترفع عن العبد ضيق وبلاء
إنك أنت علام الغيوب
والحمد لله
ستار العيوب غفار الذنوب