المال والسعادة

“قدّر الله الإنسان محتاجاً”
هذا هو القدر الرئيس الذي يواجه به الإنسان الحياة، أو لو شئنا الدقة: الذي يعيش به الإنسان الحياة، فقوام حياة الإنسان هو مجموعة من الاحتياجات التي يوفرها له “غيره” من البشر، سواء كانت احتياجات مادية أو فكرية أو روحية! وهو يسعى طيلة عمره لتلبية وتوفير هذه الاحتياجات. ولأن هذا “الغير” هو كذلك محتاج، كان –ولا يزال- الاحتياج متبادلاً بين بني البشر، فكلنا مسخرٌ لكلنا.
وبعد ردح من الزمان على الأرض استقرت البشرية على المال ك “وسيلة” يتوصل بها إلى هذه الاحتياجات، لكونها وسيلة سهلة للحصول على الخدمات أو السلع، باعتبارها “ترجمة تقديرية” لها.

ورغماً عن أن المال هو وسيلة مباشرة للقدرة ومانع للعوز الجسدي، إلا أنه رسخ عند البشرية معنى إضافي للمال “الوفير”، وهو: تحقيق السعادة، فمن يحوز كثيراً من المال، فهو يحيى حياة هانئة!
ورغما عن كون هذا التصور الواهم “تعميم” كبير، يبطله الكثير والكثير من النماذج الواقعية –والافتراضية الأدبية-، إلا أنه لا يزال سائداً لدى أكثر البشرية –الذين لم يصلوا بعد لمرحلة الشيخوخة، والذين أصبح لهم منظور مغاير للمسألة-!

ولأن المسألة من القضايا القديمة المتجددة، التي يتم فيها المساواة بين المفترقات! رأيت أن أعرض لهذا “الزعم” بتناول تدقيقي، فأقول:
لا أجادل في كون المال قادر على تحقيق “لذات” جسدية، فبه تستطيع أن تأكل أشهى الأطعمة، وبه تستطيع أن تتزوج –أو تستأجر- أكثر النساء إثارة، وبه تستطيعين أن تتجملي هيئة وملبساً فتشعرين بأنوثتك، وبه تستطيع أن تحقق “السهرات” المزاجية التي تحلم بها! وبه تشتري “الأدوات” التي تُشعرك أنك “أعلى” من غيرك! مثل الهاتف المحمول أو السيارة أو الحلي الذهبية.
ولا أجادل كذلك في كون المال يدفع الكثير من الهموم، مثل هموم الاحتياجات الإنسانية وهم معالجة الأمراض، وهم الخوف من الغد … الخ.

ولكن لزامٌ هنا أن نطرح بعض الأسئلة: هل اللذة الجسدية هي السعادة؟! هل الضحك هو السعادة؟ هل “عدم” وجود هم هو السعادة؟!
وهل السعادة أصلاً كشعور هي شعور دائم؟ يعني هل من الممكن أن “يشعر” الإنسان بالسعادة طيلة عمره أو حتى في غالب حياته؟ أم أنها شعور طارئ يظهر في بعض الأوقات؟
والسؤال الأكثر أهمية: ما هي السعادة أصلا؟!
لو وجهنا السؤال الأخير لعامة البشر، فإنك لن تجد تصوراً وضحا للسعادة، وإنما ستجد خليطاً من عدد من المشاعر الأخرى، فهناك من يربط السعادة بالضحك! ويقينا فإنه لا يوجد في الحياة من المضحكات ما يكفي ليستمر الإنسان ضاحكا، ناهيك عن أن الضحك المتواصل شعور مؤلم! وهناك من سيفهم السعادة بضدها، السعادة ألا يكون الإنسان حزينا! والتعريف بالنفي ليست تعريفا! وهناك من يربط السعادة باللذة، وهناك من يرى أن السعادة هي -درجة عالية- من الرضا (وهو ما أراه أنا، وما يراه كثيرٌ من علماء الإنسانيات).
وبغض النظر عن التعريفات، فإننا كلنا نعرف شعور السعادة، والذي قد يُصاحب بالابتسام أو بالقفز أو ما شابه، وكلنا يعرف أن هذا الشعور “العالي” هو شعور طارئ يحدث في لحظات معينة، وأنه لا يدوم، ومن ثم فإن هذا يدفعنا للتساؤل: متى يمكننا القول/ الزعم أن شخصا ما سعيد أو أني أنا سعيد؟!

يمكنني الزعم أن “الرضا” هو باب السعادة! وذلك لأن الحياة دائرة على “عادي” مكرور، وعلى جديد “خيّر” كثير وعلى طارئٍ “ضار” قليل، والرضا يجعل الإنسان “يفرح” بالجيد أو بالخير اليسير الذي يحدث له ويستطيع الاستمتاع به، كما يسعد بدرجة أكبر إذا ازداد كم الخير. ولذا أقول: إن أكبر “نعمة” يُنعم بها على الإنسان أن يكون قادراً على أن يحس بالنعمة. كما أن الرضا عن الله/ الرضا بالدنيا/ بالقدر يساعد الإنسان على تحمل الآلام والمصاعب والمشاق، من خلال النظرة الإيجابية لها، وبالرضا تكون في حجمها –بل ويستطيع أن يقللها عن حجمها- فتنتهي أسرع.

بخلاف الحياة ب “قدر” يسير من الرضا، فإنه يترتب عليه سخط متكرر الإنسان على ذاته –قبل أي أحد-، فقد يكون ناجحاً ولكنه “غير راض” بهذه الدرجة التي وصل إليها ولا بالنتيجة التي حققها، فيكون ساخطاً على نفسه! وبدون الرضا يسخط الإنسان على تافه المشاكل التي أصابته، لأن نفسه تدفعه إلى تكبيرها وتعظيمها، فلا يشعر أن حياته جيدة ولا جميلة! وهكذا يعظم في عينه “الضر”، وبهذا الشعور تفقد كثير من أطايب الحياة لذاتها في نفسه، فتصبح “ماسخة” المذاق، بل وتصبح الحياة نفسها أحيانا ثقيلة عليه، حتى إنه قد يلجأ لتعاطي المخدرات أو –في بعض الحالات المتطرفة- يفكر في الانتحار.
ولن نخوض كثيراً في قضية كيفية تحقيق الرضا –حتى لا يتشعب بنا الحديث-، وإنما سنؤكد أن رضا الإنسان عن ذاته وعن حاله يحقق للإنسان السعادة، وذلك لتحقق ولوجود “القابلية” لديه للسعادة، فقد يكون الإنسان ثريا أو فقيرا وخاملاً وراضيا بحاله فيعيش سعيداً، وقد يكون ناجحاً –فقيراً كان أو غنياً- ولكنه غير راضٍ عن حاله فلا يكون سعيداً.

إذا فحديثنا عن السعادة هو حديث عن حالة يفترض وجودها أو تحققها في غالب حياة الإنسان –وليس على الدوام فهذا مستحيل-، ويقينا فهناك ما يرفعها/ يلغيها/ يعطلها لفترة من الفترات! ولكن طالما أن هذه الفترة قصيرة فإنه لا يلغي الوصف، فإن طالت فترات تعطل السعادة، فإن هذا “النعت” يُنزع من صاحبه فلا يُسمى سعيداً!
ورغما عن أن السعادة حالة عقلية مرتبطة بالرضى عن الحال –أو الواقع/ة- فإن كثيرين يظنون أن –كثرة- المال كفيل بتحقيق السعادة، ويقدمون على هذا مقارنة بين أثرياء ومعدمين! ويقينا فإن الإنسان لا يستطيع الحياة في عصورنا الحديثة بدون مال، فبدونه سيموت –وليس أنه سيكون حزينا-، ومن ثم فمن المفترض المقارنة بين الأثرياء وبين من لديه ما يكفي احتياجاته، هل كان فارق السعادة بينهما بقدر فارق المال، وهل هناك أصلا فارق يصب في خانة الأثرياء أم أن هذا غير متحقق أصلا أو على الغالب؟!

وبعيداً عن المقارنات، فإننا نسأل: في أي درجة من الثراء يحقق المال السعادة؟!
إننا إذا سألنا أكثر من يقول بهذا القول: هل جعلك مالك سعيد؟ فسيقول: أنت لست ثرياً كفاية! مع أنه يقينا هو أغنى من كثيرين آخرين بدرجة أو درجتين أو ثلاثة على سلم الكفاية والغنى، وهناك من يظن أنه إذا وصل لدرجته من حيازة المال فسيكون سعيداً، وهذا المسئول نفسه يظن أنه إذا ارتفع في سلم الثراء درجتين أو ثلاثة سيصير سعيدا! رغما عن أن من في هذه الطبقة المال/ اجتماعية أناس عاديون لديهم مشاكلهم ويتطلعون كذلك إلى أن يرتقون درجة أو درجتين في “الدرج الطبقاتي”! والسؤال المحوري هنا:
في أي مستوى اجتماعي أو مادي يحقق المال السعادة؟! هل يجب أن تكون “ملتي مليونير/ ملياردير” ليحقق لك السعادة، وقبل ذلك لن يحقق؟!

أعود مرة أخرى لأذكر بما بدأت به مقالي: “قدر الله الإنسان محتاجا”، فنحن بشر ذوو احتياجات، ثابتة ونامية ومتغيرة ومتجددة، وهي ملازمة لنا طيلة أعمارنا، -وهي مدار اختبارنا في الأرض-، وتبعا لحسن تلبية احتياجاتك وانسجامك مع ذاتك وتوظيفك لقدراتك ستكون سعيداً أو شقياً، وليس مجرد كونك في طبقة اجتماعية ما، فانتقالك إلى طبقة أعلى يعني فعلا القضاء على كثير من مشاكلك، ولكنك ستفاجأ بأنه ستظهر لك مشاكل وصعوبات أخرى لم تكن تعلم بوجودها أصلاً، وهكذا ستجد أنك لا تزال في نفس الدوامة، وأن الفيصل في الخروج منها والتغلب عليها هو “إيمانك وقناعاتك”.

قيل لي –بالفعل-: إن المال يوفر لك الدواء الذي يخفف الألم، فتستطيع التداوي، بينما يتألم الفقير كثيرا لعدم قدرته على الحصول على العلاج أو لتأخره في الحصول عليه.
فقلت: ما تقول تأكيد لقولي: أتفق معك، فأنا لم أنكر أن للمال دوراً مادياً، فهو نعم يزيل آلاما ومتاعب ويحجب عنك هموماً، ولكن هل الألم القليل يعني السعادة أو الرضا؟! أم أن الإنسان قد يعاني ألما خفيفا إلا أنه رغما عن هذا ساخط ويريد الشفاء من فوره، وهناك من قد يعاني ألماً شديداً ولكنه راض بقضاء الله، متقبل له صابر عليه يبتغي وجه الله وأجره؟!
نعم هناك يقينا كثيرٌ من الأغنياء من يفعلون هذا ويصبرون، وهذا ما نؤكده .. ما أزاح المعاناة هو الإيمان والقناعة وليس كثرة المال.

وحتى لا يظل الكلام تنظيرا مجردا، فإننا سنطرح عدداً كبيراً من الأسئلة على القارئ، والتي تقدم له حالات مستمرة تلغي السعادة أو تقللها إلى أقل قدر، وهنا الحديث عن أوضاع دائمة وليس عن حالة طارئة، فلن أذكر له موت قريب أو عزيز ولا خسارة مال، لأن هذه غالباً ما لا يدوم أثره، وإنما سأعرض له حالات كثيرة تترك أثراً في ذاته لا يصلح المال لمداواتها، ولذا سنطلب إليه أن يضيف سؤال إضافياً مع كل تساؤل من هذه، وهو: هل تفضل أن تكون متوسط الحال وحالك العكس أم تفضل أن تكون غنياً بهذه الحالة، ونبدأ فنقول:
1- هل ستكون سعيدا وأنت في غاية الثراء بلا عائلة؟! فتنشأ يتيما بلا أم ولا أب ولا إخوة (أم تنشأ في أسرة متوسطة الحال مع أب وأم وإخوة)؟!
2- هل ستكون سعيدا وأنت ثري بلا أصدقاء تشاركهم اهتماماتك ومشاغلك؟ أم ..؟! ونوسع الدائرة بذكر المشابه فأقول: هل ستكون سعيداً وأنت لا تصل رحمك؟ أو حتى بمصطلحاتنا المعاصرة: ليس لديك علاقات اجتماعية أو أسرية؟ أو لديك ولكنها جد واهية؟!
3- هل ستكون سعيداً وأنت ثري معاق أو مريض مرضا مزمنا يؤثر على تحركاتك وقراراتك .. أم؟
4- هل ستكون سعيدا وأنت مصاب بضعف جنسي؟!
5- هل ستكون سعيداً وأنت أخرق أو غبي أبله (وتعلم أنك أخرق وأبله)؟
6- هل ستكون سعيداً وأنت ضعيف الشخصية لا تستطيع اتخاذ قرارات بمفردك إلا فيما ندر؟!
7- هل ستكون سعيدا وأنت قبيح/ة شديد القباحة؟
8- هل ستكون سعيداً ووالداك وإخوتك يرونك “دنيئا” فاشلا؟!
9- هل ستكون سعيداً ومجتمعك يعاني من ويلات حرب أو مجاعة أو وباء؟
10- هل ستكون سعيداً وأنت ثري صاحب فكر، ولكن مجتمعك لا يقدرك ولا يقدر فكرك ولا يتقبلك، أو لو تركت دين قومك ولكنك لا تستطيع أن تجاهر بعقيدتك الجديدة وتظل مخفياً لها ممارسا لها في السر، مجبرا على مجاراة قومك؟!
11- هل ستكون سعيداً وأنت تعيش مع زوجة –ثرية من عائلة- وأنت لا تحبها وهي لا تحبك ولا تقوم بأدوارها الزوجية ولا الأمومية كما ينبغي؟!
12- هل ستكونين سعيدة وأنت تعيشين مع زوج –ثري- وهو يهينك ولا يقدرك بل وتزوج عليك أو يخونك مع غيرك .. أم؟!
13- هل ستكون سعيداً وأنت كهل تعاني الوحدة، وليس لديك أبناء أو لديك ولكنهم لا يسألون عنك ولا يعودونك، ولا يوجد من يهتم بك؟!
14- هل ستكون سعيداً وأنت محب لفن أو فكر ولكنك لم تستطع ممارسته بسبب إجبارك على العمل في مال أبيك، ولا تستطيع أن تنسى عشقك الرئيس، وبشكل عام هل ستكون سعيداً إذا تم إجبارك في العديد من المفاصل الحياتية على اختيار ما يريده أهلك وليس أنت .. مثل اختيار الزوجة ومجال العمل؟!
15- هل ستكون سعيداً وأنت مضطر لعمل مكائد لإيذاء خصومك في العمل وربما إفقارهم و”خراب بيوتهم” حتى تستطيع أن تستمر في مكانتك في السوق أو حتى تستطيع التفوق عليهم؟!
16- هل ستكون سعيداً وأنت ثري لا يمكنك الإنجاب مهما أجريت من عمليات جراحية؟!
17- هل ستكون سعيداً وأنت غير راض عن نفسك، لاتباعك شهواتك مثلاً، بينما لديك القناعة أن ما تقوم به من مصاحبة النساء واللهو معهن هو كبيرة يجب الابتعاد عنها؟! أو لقيامك بفعلة كبيرة ما، ولا تستطيع أن تنساها ولا أن تسامح نفسك؟!
18- هل ستكون سعيداً وأولادك ليسوا بخير؟! معاقون، فاشلون، منحرفون؟!
19- هل ستكون سعيداً وأنت تحمل عاراً ما على كتفيك، وترى اتهام الناس لك في عيونهم، حتى وإن لم يستطيعوا التصريح به؟!
20- هل ستكون/ين سعيد/ة إذا كان أولادك يكرهونك ويتمنون موتك؟!
21- هل ستكون/ين سعيد/ة إذا تم التحرش بك أو الاعتداء عليك جنسياً مرات عديدة في مرحلة الطفولة، أو حتى في مرحلة الشباب؟!
22- هل ستكون سعيداً وأنت تعاني من أرق مستمر واضطرابات نوم دائمة؟ فلا تستطيع النوم بسهولة، وتحتاج لفترات طويلة حتى تستطيع أن تدخل في النوم، وكثيراً ما تستيقظ؟!
23- هل ستكون سعيداً وأنت ترى نفسك أقل من أقرانك في القدرات؟!
24- هل ستكون سعيداً وأنت منبوذ اجتماعيا؟ وأنت تعيش الغربة –لأسباب عدة-؟ وأنت لا تستطيع –أو لا تحسن- التواصل مع الآخرين؟!
25- هل ستكون سعيداً وأنت لا تجد هدفا لحياتك ولا معنى ولا غاية لها؟!
26- هل ستكون سعيداً وأنت تشعر أنك مقصر بدرجة كبيرة في أدوارك الحياتية، كأب وكأم وكابن وكزوج/ة وكأخ وكجار .. الخ؟!
27- هل ستكون سعيداً مع الانتكاسة؟! يعني مثلا كنت رياضيا ممشوق القوام ذا نظام حياتي غذائي، فأصبحت بدينا كسولاً نهما، تنظر إلى نفسك في المرآة فلا تتقبلها؟! أو كنت من الصالحين المتقين فأصبحت شهوانيا ترتكب الكبائر باستمرار، رغما عن كرهك لنفسك ولها؟!!
28- هل ستكون سعيداً وأنت تعيش في مجتمع معقد، ذي إيقاع حياتي سريع يجبرك على العمل لساعات طويلة ويهبك توترا في الأعصاب، أم الأفضل أن تعيش في مجتمع ذي إيقاع بسيط، لا يضغطك ولا يوترك، وتكون عدد ساعات عملك أقل؟!
29- هل ستكون سعيداً وأنت ثري لا تحتك بالطبيعة، وتتنقل بين كتل خرسانية إلى كتل خرسانية أم ستجد أنك أصبت بالكآبة؟!
30- هل ستكون سعيداً وأنت ثري تعيش عيشة رتيبة مكرورة؟ أم تفضل عيشة متوسطة متغيرة متجددة؟!

فهذه حالات ثلاثون، واحدة منها كفيلة بإلغاء أو إضعاف أو تثبيط السعادة رغما عن وجود مال وفير، فما بالنا إذا اجتمع في إنسان 5 أو 6، مع وجود وفير مال؟ يقينا لن يجد لحياته أي طعم، ولن يشعر فيه بأي سعادة، وسيتمنى….

في الختام:
المال عصب الحياة، ولكنه “وسيلة” وليس غاية، وهو ليس شراً ولا ضراً، فقد يسعدك وقد يشقيك، وقد لا يفعل هذا ولا ذاك، والعبرة دوما في كيفية توظيف المال واستخدامه، فسعادة التخلص من المال “التبرع به” لمساعدة الفقراء والمحتاجين، هي سعادة كبيرة، يشعر معها الإنسان بأنه إنسان حقاً! وقد يستخدم الإنسان المال في التعلم فينفع نفسه وينفع غيره! وقد يدفع المال الإنسان للطغيان!
في النهاية: “قناعاتك” هي ما يسعدك وما يشقيك! وهي التي تجعل ردود أفعالك ومشاعرك بشكلٍ ما وهي التي تدفعك للتصرف بشكل آخر، فإن وطنت نفسك على الاستغناء عن المال –كما يفعل الصوفية مثلاً- فلن يعني لك كثيراً وإن وطنت نفسك عن التقلل منه فسيقل الهم لديك! وطالما أنك تراه “وسيلة” فأنت بخير، فإن اختل الميزان لديك وأصبح “غاية” لك، فمرحباً بك في طريق اللاهثين!

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

هل “الله” العظيم … أخلاقي؟!

“يجب على الله فعل الصلاح والأصلح”“إنَّ الإِلهَ الذي يعرّفه القرآن، وهو بالطبع إله كلّ الأديان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.