العلم ذو الفجوات

أتفق مع الملحدين في خطأ تصور “إله الفجوات”
فلا ينبغي بأي حال نسبة “فراغات” العلم إلى الله، كما يفعل البعض عندما يعجز العلم عن تفسير ظاهرة ما فيقولون إن الله هو “المحرك” لها!
ومن يقول بهذا التصور من المؤمنين فإنه يضر الدين
وذلك لأن الله قد جعل لكل شيء سببا/ سنة
وما لا يكتشفه العلم اليوم .. سيكتشفه غدا أو بعد غد
ولذلك لن نجد “تحريكا/ توجيها” مباشرا من الله لأي ظاهرة طبيعية
وإنما هناك دوما سبب/ قانون طبيعي يؤثر فيها!

ولكن في الناحية الأخرى أود أن أنبه “العلمويين”
إلى أن
العلم حتى يومنا هذا ليس بناءً محكما بأي حال من الأحوال
وإنما مليئ بالفجوات
وهو أشبه ما يكون بمصفاة واسعة الثقوب
ولهذا فإن أكثرية ما يخرج به هو “ظني”
والقليل منه هو القطعي
وغدا وبعد غد
سيكتشف الأجيال القادمة هذه الهلهلة -التي تظنونها الآن قطعية-وسيعملون على سد ثقوبها
(وأثناء ما يقومون بسد الثغرات سيُنشؤون ثغرات جديدة غير موجودة حاليا)

وهكذا لن يخلو العلم في يوم من الأيام من “الثقوب” والفجوات
وسيظل دوما هو “العلم ذو الفجوات”
ولن يمكن أبدا سد كل الثقوب وإيجاد علم بلا فراغات
وهذا تحدي أطلقه إلى آخر الزمان
زاعما أنه لا يمكن إبطاله!

الفلسفة_التسييقية

تحدي فجوات العلم

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

مناقشة كتاب عقائد الإسلاميين جزء ٢

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.