الإجبار على العقل

هل أنت كإنسان “مخير” أن تكون “عاقلا”؟
بكل يقين: لا، أنت “مسير” لكي تكون إنسانا/ عاقلا!
وأوضح فأقول:
نحن لم “نختر” أن نكون “عاقلين”
وإنما “وجدنا” أنفسنا “نعقل/ نفكر”
وجدنا أنفسنا أطفالا نفكر ومع الوقت ينمو الفكر/ العقل!

وكما “الشهوة” والتي تظهر في مرحلة لاحقة للصبى ومع البلوغ، فإن “العقل” يظهر عند الإنسان مع مرحلة عمرية مبكرة في “الطفولة”، بينما قبلها لم يكن هناك “عقل”، لم يكن هناك لغة نفكر بها في عقولنا!
لم يكن هناك “تخزين” لذكريات!
لذا لا نجد ذكريات في عقولنا “الواعية” لسنوات العمر الثلاث الأولى!
(ومن رحمة الله أن العقل سبق الشهوة ظهوراً)

ولا أحد يتساءل: من أين أتى “العقل”؟ ما الذي أكسبنا هذه القدرة الفريدة، التي رفعتنا فوق كل الكائنات الحيوانية؟!
ولكننا “نحس” به!
فنجد الأفكار انسابت وظهرت في “رؤوسنا” بدون اختيار منا!!
ولا يعني هذا أننا لا نختار أن نفكر! فنحن “نستطيع أحيانا” توجيه هذا “العقل” والقيام بالتفكير، وفي أحايين كثيرة نجد أفكارا تقفز في رؤوسنا!

وهنا يحق لي أن أتساءل: ما هو هذا “العقل” وكيف يعمل؟!
إن هذا “الكائن” يعمل بشكل مستقل في الأعم الغالب!
بل أحيانا يعمل بشكل “مواز”، فأحيانا ما يجري المرأ في “عقله” حوارا مع “ذاته”!!
ولو شئنا الدقة فهو يُجري حوارا مع “عقله”، حيث يجري الحوار كأنه حوار يدور بين شخصين!
وحيث نجد “الشخص/ المرء” في هذا الحوار يلوم “نفسه”!!!! ويخاطب “نفسه/ عقله” بصيغة “أنت”!
: كان من المفترض أن “ت”فعل كذا!
أنت أخطأت في كذا!

ونغض الطرف عن “عمل” العقل عندما ينام الإنسان، فيقوم “العقل” بإرسال “أحلام” للإنسان! يكون بعضها إعادة تدوير لما رآه في يومه، وأحيانا يحمل رسالات وإشارات وأحيانا وأحيانا!
وعن عمله “شبه” اللاوعي في تحريك أجسامنا، حيث “نريد” أن نقوم، فنقوم ونتحرك ونمشي وربما نسرع لفترة معينة ثم تتباطأ الخطى!

في الختام أود أن أقول:
إن العقل من “أقدار” الله، فهو قدّر لنا أن نكون عاقلين، وخلقنا وقدرنا “صالحين” لاستقبال العقل .. أو -لإنشائه- في مرحلة لاحقة بعد ولادتنا.
ونحن “مجبرون” أن نفكر!
فالإنسان لا يستطيع أن يتوقف عن التفكير!
نعم، قد يستطيع بمجاهدة كبيرة أن يوقف التفكير لفترة قصيرة، مثبتا نظره على شيء!
ولكن سرعان ما سيجد أفكارا ما “تتسلل وتنساب” من بين خلايا عقله، وسيجد نفسه يتفاعل معها موجها لها في اتجاه ما .. أو مستسلما لها متبعا لها!!

وتختلف نوعية “الأفكار” التي تظهر عند كل منا تبعا لعوامل عديدة، مثل قراءاته ومجتمعه ومجال عمله وشهواته .. الخ
ولكنها تظل في النهاية تظهر هكذا في الأعم الغالب بدون اختيار، وهو يقوم “برد الفعل” على هذه الأفكار!!

حولالإجبارعلى_العقل

الفلسفة التسييقية

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

هل يحق للطبيب او المهندس الإعتراض على تعريب العلوم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.