سورة القلم … وما يسطره الكافرون!

نعرض اليوم بإذن الله وعونه لسورة من سور القرآن لنظهر وحدتها الموضوعية, ونبين كيف أن تناول السورة كآيات متفرقة بدون معرفة المحور الذي تدور فيه والوجهة التي تتولاها يؤدي إلى القول بأقوال عجيبة ما أنزل الله بها من سلطان.

وسورة القلم نموذج طيب لهذا, فلقد “فُسر” أولها تفسيرات غيبية عجيبة, فلأن الله تعالى ابتدأ السورة بالقلم وبما يسطرون, قالوا أن القلم مخلوق كبير من خلق الله, بل هو أول ما خلق الله وأمره أن يكتب ما كان!!! وما سيكون منذ بداية الخلق إلى قيام الساعة, ثم قالوا أن ما يسطرون هو ما تسطره الملائكة من أعمال العباد. ومن ثم جعلوا الحديث عن قلمين, قلم كاتب بذاته كبير هائل .. وأقلام في أيدي الملائكة تكتب بها أعمال العباد.

والسؤال الرئيس هو: ما العلاقة بين هذه الأشياء وبين كون الرسول ليس بمجنون وأنه على خلق عظيم؟! وما الدليل على أن الذين يسطرون هم الملائكة أصلاً؟!

إن المتدبر للسورة يجد أن الساطرين هم المشركون وليسوا الملائكة, والقلم هو قلم عادي.
ووصلنا إلى هذا القول من خلال اعتمادنا مبدأنا القائل بأن السور تنزل لواقعة من الوقائع, تتناولها وترد عليها, وكذلك المبدأ القائل باتصال سور القرآن, فلما نظرنا في آخر سورة الملك السابقة للقلم وجدنا الرب العليم يقول

“وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)”

فالقائلون هم الكافرون المكذبون والخطاب في الآيات عن فريقين, يدعي أحدهما: فريق الكافرين, أن الفريق الآخر: المؤمنين, على ضلال, فيؤمر النبي بالرد عليهم بقول كذا وكذا.

ثم تبدأ سورة القلم بقوله تعالى: “ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (٣) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٧) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (٨) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (٩) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (١٤) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٥)”

تقول للرسول إنك لست بمجنون ولك أجر وعلى خلق وأن ربك هو أعلم بالضالين, ففي هذا السياق المتصل أليس الأبدى أن يكون الساطرون هم الكافرين, هم نفسهم الذين قيل فيهم: “فستبصر ويبصرون”؟!

أما أن نجعل الساطرين هم الملائكة والمبصرين هم الكافرين فاقتطاع من السياق لا دليل عليه!

ولما وصلنا إلى أن الساطرين هم الكافرون حاولنا تصور الجو الذي نزلت فيه السورة والتي تصبح معه موضوعا متناسقاً وليس مجرد كلمات متناثرة (لأن الله يقسم على ما يشاء بما يشاء!!!!!) فوصلنا إلى أنه قد قام الكافرون بكتابة كتاب/ كتب معارضة للإسلام وللرسول, ترميه بالكذب والبهتان وأنه مفتون. وقالوا فيها أنه سيهلك وستبطل دعوته في متأخر الزمان, من باب أن هذه الكتب ستكون شاهدة على حال كل واحد منهم وكيف أنهم هم الذين سيكونون المنتصرين وأن محمداً هو الذي سيندحر.

فأنزل الله تعالى سورة القلم ليثبت الرسول الكريم ويبين له خسران هؤلاء, فيؤكد له أنه ليس بمجنون بنعمة الله (فالمشركون كانوا يشككون الرسول ويقولون له أنه لا يأتيه وحي ولكنه ضرب من الجنون أصابه, فقال الله أنه ليس بمجنون بنعمة الله: الوحي/ الكتاب) وأن للرسول أجر لن ينقطع وأنه على خلق عظيم.
فستبصر ويبصرون من المفتون فيكم –والأيام خير دليل- والله أعلم بالضالين.

وبعد أن يُنهى الرسول عن الاستماع إليهم وتُذكر قصة أصحاب الجنة يقول الله للكافرين:
مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٦) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (٣٧) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (٣٨) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (٣٩) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (٤٠) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (٤١) يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (٤٣) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (٤٤) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (٤٥) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٦) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤٧)

ما هو مستندكم في حكمكم هذا بضلال محمد وفتنته وهلاكه هو ومن معه؟! فهل عندكم كتاب موحى به أم أيمان على الله أم شركاء … أم عندكم الغيب فتكتبون هذه الكتب؟!!


ولم يقل لنا المفسرون ماذا كان يكتبه المشركون الكافرون, وإنما جعلوا القضية عامة, مع أن الآية واضحة في أن المشركين كانوا يكتبون أشياء –لم تقل الروايات ما هي ولم تجر لها ذكرا- يعارضون بها النبي وهي ضرب من الرجم بالغيب.

أما نحن فربطنا السورة ببعضها وبواقع حصل في زمن النبي فقلنا أن ما يكتبونه كانت كتب يحكمون فيها على النبي بالفتنة والهلاك!

إذا فسورة القلم تثبيت للنبي ورد على الراجمين بالغيب الذين حكموا بفتنة النبي وضلاله وسطروا كتبا في ذلك لظنهم أن كتاب النبي من أساطير الأولين, وحكم بضلالهم هم, ونهي للنبي عن الاستماع إليهم, كما أن فيها نبوءة بضر يحصل لمكذب كبير وهو أن سيوسم على الخرطوم.

ثم يُرد على الكافرين الذين تساءلوا –في السورة السابقة-: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين, فيبين الله لهم أن حالهم كحال أصحاب الجنة الذي نزل بهم العذاب لمعصيتهم, وأنه من الممكن أن ينزل بهم فلا يبقي لهم شيئا! وأن عذاب الآخرة أكبر.

ثم تبين تهافتهم في كتابتهم هذه وأنه ليس لهم مستند فيها للحكم بهذا الحكم, وأن تأجيلهم لا يعني كونهم في أمان أو على صواب وإنما هو استدراج وإملاء من الله, ثم تُختم السورة بتثبيت النبي الكريم حتى لا يكون كصاحب الحوت, وبالتأكيد على أنه ليس بمجنون وأن ما يأتيه ذكر للعالمين.

وندعو القارئ الكريم لقراءة السورة بهذا المنظور الجديد, ليرى فيها قضية إيمانية عقلية مرتبطة منسجمة بعيدة عن الاقتطاع والتعضية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (٣) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٧) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (٨) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (٩) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (١٤) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٥) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (١٦) إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (١٧) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (١٨) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (١٩) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (٢٠) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (٢١) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (٢٢) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (٢٣) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (٢٤) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (٢٥) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (٢٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٢٧) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (٢٨) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (٢٩) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (٣٠) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (٣١) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (٣٢) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (٣٣) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٣٤) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (٣٥) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٦) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (٣٧) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (٣٨) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (٣٩) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (٤٠) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (٤١) يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (٤٣) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (٤٤) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (٤٥) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٦) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤٧) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (٤٨) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (٤٩) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٥٠) وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (٥١) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (٥٢)

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

نقد رفض التعقل

من الأقوال المستفزة والمنتشرة بين العدميين –وأشباههم وأنصافهم- مقولة:“لا يوجد معنى في الطبيعة … نحن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.