الوسوم: آخر الزمان, الدجال, المسيخ الدجال, المهدي, نبوءات, نزول المسيح
- هذا الموضوع فارغ.
-
الكاتبالمشاركات
-
-
6 أكتوبر، 2022 الساعة 2:05 مساءً #3017عمرو الشاعرمشرف
من العقائد المترسخة عند عامة المسلمين وعلمائهم عقيدة المهدي المنتظر أو مخلص آخر الزمان الذي يأتي فيقاتل الأعداء ويهزمهم، ويصلح في أيام معدودات ما أفسده الدهر في قرون طوال. وتصور أهل السنة للمهدي المنتظر ليس هو تصور الشيعة فكلاهما مغاير للآخر تماما، إلا أنهم يشتركون من حيث المبدأ في قبول الفكرة، على الرغم من أن كل فريق ينكر كل الأحاديث الواردة في هذا الباب ويعدها من الموضوعات التي لا جدال في وضعها! ويرتبط تصور المهدي بظهور دجال يفسد في الأرض فسادا كبيرا ويسلطه الله على خلقه ليختبرهم، فيعطيه من الآيات الحسية ما لم يعط نبي من قبل، حتى يختبر الناس. وعندما تبلغ الحلقة أقصى الضيق ينزل المخلص من السماء –مع ملاحظة أن هناك مهدي على الأرض حارب الأعداء وهزمهم– تبعا لتصور أهل السنة وهو عيسى بن مريم فيقتل الدجال([1]) لأن الدجال كائن استثنائي يحتاج قتله إلى بطل استثنائي وليس أي شخص عادي ولو كان حتى مهديا، ثم تعيش الأرض في مدينة فاضلة لم يحلم بها أشد الفلاسفة إغراقا في التفاؤل. وبعد سنوات معدودات مختلف في عددها تقوم الساعة!
وقبل أن نخوض في هذا الموضوع الشائك الذي يدافع عنه كثير من الناس كأنه من أسس الدين التي لو أخلت لانهار الدين! قد يقول قائل: ولم تتكلم فيها من المبدأ إن لم تكن من أسس الدين؟ نقول: لأسباب عدة، منها: إخراج الخرافة من دين الله عزوجل وإثبات أن ما لا أصل له في كتاب الله من العقائد هو زخرف باطل، كذلك إلغاء سبب من أهم أسباب التكاسل والتقاعس عند المسلمين، فهم مسلمون بأن المهدي والمسيح سيأتيان في آخر الزمان ليصلحا الأمة، فالأمر مقدر ومكتوب فلم الحركة، فلن نفعل شيئا! أما إذا اقتنع المسلم أنه لا مهدي إلا النبي(ص) ومن هداه الله فسيصير كل واحد منا مهديا يخرج أمته من ظلمات التخلف إلى نور الهداية والتقدم. وتبعا لترتيب أعضاء المثلث سيكون الحديث عنهم، فسنبدأ الحديث عن الدجال ثم نزول عيسى بن مريم ثم المهدي، ونبدأ بالدجال.
أول أضلاع المثلث: الدجال
قبل الخوض في مسألة الدجال لا بد من العروج أولا على الجانب اللغوي، لنعرف هل الدجال استعمل في اللغة العربية بالمعنى الوارد في الروايات، أم أنه معنى دخيل؟ ورد في المقاييس: “الدال والجيم واللام أصلٌ واحد منقاسٌ، يدلُّ على التغطية والسَّتْر. قال أهلُ اللغة: الدَّجْل: تموِيهُ الشَّيء، وسُمّي الكذّابُ دجّالاً. وسمِعت عليَّ بن إبراهيمَ القَطَّان يقول: سمِعت ثعلباً يقول: الدَّجّال المموِّه. يقال سيفٌ مُدَجّل، إذا كان قد طُلِيَ بذهبٍ. قال: فقِيل له: فيجوز أن يكون الذّهب يسمَّى دَجَّالاً؟ فقال: لا أعرِفُه. ومن الباب الدّجّالة: الجماعة العظيمة([2]) تحمل المتاع للتجارة. ويقال دَجَّلْتُ البعير، إذا طلَيته بالقَطِران؛ والبعير مدجَّلٌ.“اهـ
إذا يظهر لنا أن الدجل في اللغة مبني على الكذب والخداع والتمويه، ويعلق الأستاذ أمين نايف ذياب حول هذه الكلمة فيقول: “معنى كلمة الدجل عند العرب هو شدة طلي الجمال الجُرْب بالقطران، وانتقل المعنى إلى الكذب الذي يتعمد طمس الحقيقة الظاهرة البينة، فالدجل ليس تمويها ولا خداعاً ولا تلبيساً وليس تدليساً، فالدجال هو المدعي خلاف ظاهره وخلاف ما هو واضح من حالته، مثل إدعاء النبوة مع عدم وجود المعجزة، ومثل ادعاء الألوهية مع أنه جسم يعتريه النقص وفي العلم الجهالات، أو أنه قادر مع ظهور عجزه وضعفه، فالدجال معلوم دجله حتى لضعفاء العقول ولأبسط الناس، بل أيضاً للأطفال الصغار فالدجال دجال ولا يحتاج لبرهان.“اهـ
أما إذا نظرنا إلى التصور الأسطوري الوارد في روايات أهل السنة –الشيعة دجالهم بسيط مختلف عن دجالنا الجبار!- فنجد أنه لا يمكن أن يكون دجالا وإنما هو فتان جبار، أما دجال ضعيف فلا ينطبق عليه الوصف بأي حال. ونظرا لأن كلمة الدجل أو أيا من مشتقاتها لم ترد في القرآن، -وهو مما يعني انهيار العقيدة من مبدأها لأنها عقيدة دخيلة على الإسلام([3])-، فإننا سنناقش الأحاديث الواردة فيها من باب إظهار تعارضها وتناقضها البينين والذين لا يمكن رأبهما، لأن أي صنعة بشرية لا بد أن يظهر فيها الاختلاف، وصدق الله: ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وبالفعل وجدنا اختلافا كثيرا يدل على أنه من عند غير الله. والآن إلى التعريف بالدجال، فما هي صفته؟
تناقضات صفة الدجال
الدجال رجل عادي وفتى صغير وكائن خرافي، وهو ابن صياد وليس ابن صياد ولا تعارض. وهو في المدينة المنورة وفي البحر وسيخرج من خراسان! ومن الممكن أن يخرج في زمن الرسول أو في آخر الزمان بعد فتح القسطنطينية عندما يكون هناك واحد من نسل الرسول يشبه اسمه اسم الرسول، وينزل المسيح بن مريم! والرسول يعرفه ولا يعرفه، وهو أعور العين اليمني واليسرى في آن واحد ومكتوب بينهما كفر يقرأه كل قارئ وغير قارئ ولا تعارض! وما يميزه عن الله عزوجل أن ربنا ليس بأعور، يعني لو كان الدجال ذا عينين خضرواتين كحيلهما، هل كنا سنُعذر إذا قبلناه كإله؟!! إن التصور الأسطوري المتناقض الموجود في الروايات يدل على وجود فكرة معينة وتصور أساسي، وقام عدد غفير بالتأليف حول هذه الفكرة فظهر التناقض الذي سنراه:
الدجال أعور العين اليمنى واليسرى!: من المعلوم بداهة أن الأعور لا يكون إلا من فقد إحدى عينيه، ولكن الروايات هنا قالت أنه أعور العينين الإثنين، فجاء في البخاري: “وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال: “إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، أَلا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ..“، أما عند مسلم: عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، جُفَالُ الشَّعَرِ -كَثِيرُهُ- مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ“. وبداهة هذا تناقض لا يمكن توفيقه، فهو إما أعور اليمنى أو اليسرى، فإحدى الروايتين لا محالة باطلة، أو كلاهما. ولكن انتبه: أنت تتكلم عن البخاري ومسلم، وكل ما فيهما صحيح لا محالة كما قال أهل الحديث! فلا بد من التوفيق ولا بد أن تقبل توفيقنا، أما إذا تمسكت بمنطوق النص فأنت فاسق ضال مضل! ما هو توفيق أهل الحديث؟ يقولون: الملاحظ في الروايات السابقة أن في بعضها وصف عينه اليمنى بالعور وفي بعضها وصف عينه اليسرى بالعور، وكل الروايات صحيحة، وقد جمع بعض أهل العلم بين هذه الروايات، فقال القاضي عياض: “أن عيني الدجال كلتيهما معيبة، لأن الروايات كلها صحيحة، وتكون العين اليمنى هي العين المطموسة والممسوحة، العوراء الطافئة -بالهمز- التي ذهب نورها كما في حديث ابن عمر. وتكون العين اليسرى: التي عليها ظفرة غليظة وطافية -بلا همز- معيبة أيضاً“. فهو أعور العين اليمنى واليسرى معاً، فكل واحدة منها عوراء أي معيبة، فإن الأعور من كل شيء المعيب، لا سيما ما يختص بالعين، فكلتا عيني الدجال معيبة عوراء، إحداهما بذهابهما والأخرى بعيبها. ووافق القاضي عياض على هذا الجمع النووي، ورجحه القرطبي“. فإذا نحن قلنا أن هذا اجتهاد من العلماء من أجل التوفيق بين الأحاديث المتعارضة ومنطوق الأحاديث يخالفكم، ولا دليل على ما تقولون به، سيرموننا بالفسق والضلال وأننا نريد أن نضلل الأمة عن العقيدة الصحيحة التي تنير القلوب والعقل وتعلي الإسلام على غيره من الأديان بالمنطق الخرافاتي!!
المسيح الدجال قصير وجسيم وأعظم إنسان خلقا!
وهذا بداهة مما لا تناقض فيه ولا تعارض إلا عند ضيقي الأفق، فما الذي يمنع اجتماع هذه الصفات في إنسان واحد؟!!: “روى الإمام أبوداود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لا تَعْقِلُوا، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَجُ جَعْدٌ أَعْوَرُ مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلا حَجْرَاءَ فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ“ (ونعم الحرز والتمييز!)، ولا مانع من أن يكون جسيما كما عند البخاري: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَنْطُفُ رَأْسُهُ مَاءً فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا ابْنُ مَرْيَمَ. فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا هَذَا الدَّجَّالُ، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ“. ولا يوجد مانع من أن يكون أكبر من ذلك بكثير كما عند مسلم: “أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً وأشده وثاقاً“. وهذا كله بداهة مما لا تعارض فيه.
وهو ابن صياد وقد لا يكنه، فالرسول غير متأكد من هذه المسألة، وخاصة أن ابن صياد كان يأتي بأشياء غريبة مريبة ولديه قدرات فائقة، فهو يعلم الغيب إلى حد ما: كما روى الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله أنه قال: إن امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاماً ممسوحة عينه طالعة ناتئة فأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الدجال، فوجده تحت قطيفة يهمهم فآذنته أمه فقالت: يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء فاخرج إليه. فخرج من القطيفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما لها قاتلها الله؟ لو تركته لبين“. ثم قال: “يا ابن صياد ما ترى؟“. قال: أرى حقاً وأرى باطلاً وأرى عرشاً على الماء فلبس عليه فقال: “أتشهد أني رسول الله؟“. فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “آمنت بالله ورسله“. ثم خرج وتركه. ثم أتاه مرة أخرى فوجده في نخل له يهمهم فآذنته أمه فقالت: يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما لها قاتلها الله؟ لو تركته لبين“. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع من كلامه شيئاً فيعلم أهو هو أم لا قال: “يا ابن صياد ما ترى؟“. قال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “آمنت بالله ورسله“. فلبس عليه فخرج وتركه. ثم جاء في الثالثة أو الرابعة ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في نفر من المهاجرين والأنصار وأنا معه قال: فبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا ورجا أن يسمع من كلامه شيئاً فسبقته أمه فقالت: يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما لها قاتلها الله؟ لو تركته لبين“. فقال: “يا ابن صياد ما ترى؟“. فقال: أرى حقاً وأرى باطلاً وأرى عرشاً على الماء قال: “أتشهد أني رسول الله؟“. قال هو: أتشهد أنت أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “آمنت بالله ورسله“. فلبس عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا ابن صياد إني قد خبأت لك خبيئاً فقال: هو الدخ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اخسأ“. فقال عمر بن الخطاب: ائذن لي يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”إن يكن هو فلست صاحبه إنما صاحبه عيسى بن مريم، وإلا يكن هو فليس لك أن تقتل رجلاً من أهل العهد“. قال: فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مستيقناً أنه الدجال.“. فالرسول مستيقن أنه الدجال، ولكن سنجد عند مسلم أنه متيقن أنه ليس الدجال، وأنه حدث المسلمين بذلك. ومن الأشياء الغريبة التي كان يأتي بها ابن صياد أنه كان ينتفخ حتى يملأ الطريق!
ومن ذلك ما رواه الإمام مسلم: عن نافع قال: لقي ابنُ عمر ابنَ صائد في بعض طرق المدينة، فقال له قولاً أغضبه، فانتفخ حتى ملأ السِّكَّة، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بَلَغَها، فقالت له: رحمك الله ما أردتَ من ابن صائد؟ أما علمت أن رسول الله(ص) قال: إنما يخرج من غضبة يغضبها“. ويبدو على الرغم من أن الرسول أكد للمسلمين أن الدجال ليس ابن صياد كما سنرى من الحديث القادم، إلا أن المسلمين لا يزالون في شك مريب من ابن صياد هذا، فنجد في الحديث الذي رواه أبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: “قَالَ لِي ابْنُ صَائِدٍ وَأَخَذَتْنِي مِنْهُ ذَمَامَةٌ هَذَا عَذَرْتُ النَّاسَ مَا لِي وَلَكُمْ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ أَلَمْ يَقُلْ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ يَهُودِيٌّ وَقَدْ أَسْلَمْتُ قَالَ وَلَا يُولَدُ لَهُ وَقَدْ وُلِدَ لِي وَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَيْهِ مَكَّةَ وَقَدْ حَجَجْتُ قَالَ فَمَا زَالَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَأْخُذَ فِيَّ قَوْلُهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ الْآنَ حَيْثُ هُوَ وَأَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ قَالَ وَقِيلَ لَهُ أَيَسُرُّكَ أَنَّكَ ذَاكَ الرَّجُلُ قَالَ فَقَالَ لَوْ عُرِضَ عَلَيَّ مَا كَرِهْتُ“، فلا يزال المسلمون في شك من ابن صياد، وابن صياد يلاحظ هذا فيخبرهم بعلامات براءته، ويعلمهم أنه يعلم مكان الدجال ويعرف أهله كذلك! ولكن لو عرض عليه الدور فلن يرفض. فهذا دور بطولة مفردة في فيلم من أقوى أفلام الكوميديا الإلهية التراجيدية والتي لايمكن للمرء أن يتنازل عن دور البطولة فيها، لأن هذا الفرصة لا تأتي مرتين! لست أدري حقا كيف يعرض عليه أن يكون هو والدجال موجود فعلا، هل سيأخذون العطاء من الدجال ويرسونه على ابن صياد؟!!!
أما عند الإمام مسلم فالرسول يجزم للمسلمين أنه ليس ابن صياد بل ذلك الكائن الخرافي المقيد في الدير في جزيرة في البحر وأن عليهم أن ينسوا موضوع ابن صياد هذا، فيبدو أن شك الرسول لم يكن في محله، فيروي لنا الإمام مسلم في صحيحه الحديث العجيب التالي:
جاء في الحديث الذي رواه تميم الداري النصراني الأصل عن فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس -وكانت من المهاجرات الأُول-: سمعت نداء المنادي ينادي: الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد فصلّيت مع رسول اللّه، فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول اللّه صلاته جلس على المنبر وهو يضحك، فقال: ليلزم كلّ إنسان مصلاّه. ثمّ قال: أتدرون لم جمعتكم؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: إنّي واللّه ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأنّ تميماً الداري كان رجلاً نصرانياً فجاء فبايع وأسلم وحدّثني حديثاً وافق الذي كنت أُحدثكم عن مسيح الدجال، حدّثني أنّه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهراً في البحر، ثمّ أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقالوا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجسّاسة. قالوا: وما الجسّاسة؟ قالت: أيّها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنّه إلى خبركم بالأشواق. قال: لما سمّت لنا رجلاً فزعنا منها أن تكون شيطانة. قال: فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً وأشده وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن أُناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم، فلعب بنا الموج شهراً ثمّ أرفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر. فقلنا: ويلك ما أنت؟ قالت: أنا الجسّاسة. قلنا: وما الجسّاسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنّه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعاً وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة. فقال: أخبروني عن نخل بيسان. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له: نعم. قال: أمّا إنّه يوشك أن لا يثمر. قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء. قال: أما إنّ ماءها يوشك أن يذهب. قال: أخبروني عن عين زغر. قالوا: عن أي شأنه تستخبر؟ قال: هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها. قال: أخبروني عن نبي الأُميّين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم. قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنّه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه. قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم. أما إنّ ذاك خير لهم أن يطيعوه وإنّي مخبركم عنّي إنّي أنا المسيح وإنّي أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلاّ هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرّمتان عليّ كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحداً منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتاً يصدني عنها وإنّ على كل نقب منها ملائكة يحرسونها. قالت: قال رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة، يعني: المدينة، ألا هل كنت حدّثتكم ذلك؟ فقال الناس: نعم، فإنّه أعجبني حديث تميم إنّه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنّه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق، ما هو. وأومأ بيده إلى المشرق. قالت: فحفظت هذا من رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
تعليق الميرزا على بعض الأحاديث
والعجيب أن الميزا غلام أحمد القادياني كان قد علق على هذا الحديث قائلا: “هذه الأخبار الغيبية تدل على أن هذا الحديث ليس من رسول الله(ص) لأنها يُعارض القرآن ويُخالف محكماته، وكيف يمكن أن يقدر الدجّال الخبيث على بيان الأنباء المستقبلة؟ وقال الله تعالى في كتابه المحكم: (… فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ … ٢٧) [سورة الجن,٢٦–٢٧]، فكيف أخبر الدجال عن الغيب خبرا واضحًا صحيحًا مطابقا للواقع؟ وكيف قال الدجّال أن الخير للناس أن يُطيعوا هذا النبي الأمي العربي فإنه صادق، مع أن الدجّال كافر لا يطيع الله، فكيف يأمر بإطاعة نبيه(ص)؟ ومع ذلك هو ليس بقائل بزعم القوم بإله من دون نفسه، فكيف قال: وإني يوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج، بل إن هذا اللفظ يدل على أنه لا يخرج من الدير إلاّ بإلهام الله تعالى ووحيه، فيلزم من هذا أن يكون الدجّال أحدًا من الأنبياء، وقد تقرر عندهم أنه من أكابر المفسدين فتفكر ولا تكن من الغافلين. منه.”
وهنا يجب علينا أن نتوقف لنسأل: ما هو فعلا هذا المسيح الدجال؟ كيف يعلم الغيب؟ ولماذا خلقه الله عزوجل؟ ألكي يختبر الناس؟ الاختبار الذي أراده الله عزوجل من الناس هو الاختبار الطبيعي الحياتي الذي يفرق فيه الإنسان بين الحق والباطل، فإما أن يتبع الحق وإما أن يتبع الباطل، أما أن يخلق الله إنسانا! ويبقيه حيا هذه السنين الطوال –ونعيب على الشيعة قولهم بحياة مهديهم إلى الآن، الخرافة متوحدة أيها السادة!– ثم يعطيه قدرات إلهيه وآيات تفوق كل الأنبياء لكي يختبر الناس! الناس لا يحتاجون إلى الدجال ليسقطوا، هم براقصة وكأس ساقطون! ولم لا نفرض أن الناس سيظهرون للدجال الإيمان!، ألا يمكن أن يتبعه كثير من الناس من أجل أن ينجوا ويعيشوا، ويظهروا له أنهم مؤمنون به وهم في الواقع كافرون به مؤمنون بالله، ألا يدخل هذا تحت قول الله عزوجل: “إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان“، لست أدري كيف لم يخطر ببال المدافعين عن هذه الخرافة أن هذه الخرافة مجتثة من فوق الأرض لهذا السبب!
فعندما يظهر للناس من يريد أن يفتنهم عن دينهم ليس بالحجة ولا البرهان وإنما بمنع الطعام والشراب، ما هو التصرف الطبيعي الذي سيظهره أي أحمق غبي؟ بداهة سيقول له: أنا مؤمن بك وأنت إلهي وكل ما تشاء فهو أنت، وأنت أنت… إلخ قصائد المدح والعشق المنافق، المهم أن يعطيه الطعام ولا يؤذيه، أم أن الدجال سيطلع على قلوب الناس؟ وإذا قال أحد المدافعين بهذه الفرضية فعليه أن يأتي بالدليل عليها من الروايات، وأنا أتحداه أن يأتي بدليل واحد، لأن المؤسسين لهذه الخرافة ما جال بخاطرهم هذا الخاطر قط! فهم يؤلفون خرافة يرهبون بها الناس ولا بد أن تفوتهم الحبكة الدرامية في بعض أجزائها فيتصوروا الناس فريقين إثنين ليس فيهما هذا الفريق، مع أن الطبيعي أن يصير الناس فريقين، أحدهما المظهر للإيمان به والآخر الكافر به علنا ويحتسبوا أجرهم عند الله، أما أن يؤمن أناس بشخص لأنه يعطيهم الطعام فهذا خبل ما بعده خبل!. كذلك يحق لنا أن نسأل: ما ذنب الدجال، إنه شخص مخلوق من أجل مهمة محددة يؤديها بدقة، وما أن حان الوقت حتى خرج ليؤديها، فهل يكون عاقبته ونهايته أن يصير إلى النار بعد أن ذاب كما يذوب الملح؟ إن الدجال مسير أيها السادة وليس مخير، وهذا يعني أنه أداة في يد الله عزوجل وأن الله هو الذي يختبر الناس بالقوة في مسألة الإيمان به!
والعجيب أن الإمام مسلم روى حديثا آخر عن النواس بن سمعان يجزم فيه الرسول أن الدجال ليس الكائن الخرافي ولا ابن صياد ولكنه شاب يظهر في آخر الزمان وقد يكون في زمن الرسول، حيث قال فيه: “ذَكَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الدَّجالَ ذاتَ غداةٍ، فَخفَّضَ فيه ورَفَّعَ، حتى ظنناهُ في طائفةِ النخلِ. فانصرفنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رُحْنَا إليه، فَعَرفَ ذلك فينا. فقال ما شأنكم“؟ فقلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة، فخفضَّت فيه ورفعَّت، حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال: “غير الدجال أخوفني عليكم، إنْ يخرج وأنا فيكم، فأنا حجيجه دونكم. وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه. والله خليفتي على كل مسلم. إنَّهُ شاب قطط، عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن. فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف. إنَّهُ خارج خلة بين الشام والعراق، فعاث يمينا وعاث شمالا. يا عباد الله فاثبتوا“! قلنا يا رسول الله: وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوماً يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم“. قلنا: يا رسول الله، فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره“. قلنا يا رسول الله: وما إسراعه في الأرض؟ قال: “كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به؛ ويستجيبون له، فيأمرُ السماء فتمطر. والأرض فتنبت. فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذُرَىً واسبغه ضروعا وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم فيصبحون مملحين ليس بأيديهم شيء من أموالهم. ويمر بالخَرِبةِ فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزُها كيعاسيب النحل. ثم يدعو رجلاً شابَّا ممتلئاً شبابا فيضربه بالسيف، فيقطعهُ جِزْلَتَيْن رَمْيَةَ الغَرض. ثم يدعوه فَيُقبل وَيَتَهلَّل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعثَ اللهُ المسيح بن مريم، فينـزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق -بين مهْرُوذَتَيْن- واضعاً كفيه على أجنحة مَلَكَيْن، إذا طأطأ رأسه قَطَرَ، وإذا رفعه تحدّرَ منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسِهِ إلا مات. وَنَفَسُه ينتهي حيثُ ينتهي طرفهُ، فيطلبه حيث يدركه بباب لُدَّ فيقتله. ثم يأتي عيسى قوم قد عَصَمَهُم الله منه، فيمسح عن وجوههم، ويحدثهم بدرجاتـهم في الجنة، فبينما هو كذلك، إذ أوحى الله إلى عيسى عليه السلام أني قد أخرجتُ عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرّر عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حَدَب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طَبَريّة، فيشربون ما فيها، ويمرُّ آخرهم فيقولون: لقد كان بـهذه مرةً ماء. ويُحْصَرُ نبيُّ الله عيسى عليه السلام وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبيُّ الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله تعالى، فيرسل الله عليهم النّغَفَ من رقابهـم، فيصبحون فرسى، كموت نفسٍ واحدة. ثم يهبط نبيُّ الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زَهَمُهُم ونتنهُم، فيرغب نبيُّ الله عليه السلام وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيراً كأعناق البُخُت، فتحملهم فتطرحهم حيثُ شاء الله. ثم يرسل الله مطراً لا يكُنُّ منه بيتُ مدَرٍ ولا وَبَر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَقَة. ثم يقال للأرض: انبتي ثمرتك وردي بركتك، فيومئذٍ تأكل العصابةُ من الرّمانة؛ ويستظلُّون بِقْحِفِها، ويبارك في الرِّسْل حتى أنَّ الّلقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس. فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحاً طَيِّبَة فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبضُ روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس؛ يتهارجون فيها تـهارج الحُمُر، فعليهم تقوم الساعة.“اهــ
وبغض النظر عن الشك في سند الحديث والذي يبدأ الشك فيه مع الصحابي ذاته، فنواس بن سمعان هذا مختلف في تاريخه وفي نشأته فلم يجزم له بنسب وليس هناك تاريخ حياة ظاهرة قبل الإسلام أو بعده، وهذا في الصحابي نفسه، وباقي رجال السند فيهم أقوال، فكيف انفرد هذا الصحابي بهذا الحديث الخطير، مع وجود جمع من الصحابة مع الرسول ص يسمعون مثله؟ وبغض النظر عن أن للحديث أكثر من طريق عن كعب الأحبار موقوفا عليه فيه نفس المضمون، وهذا يرجح أن الحديث نفسه مأخوذ عن أهل الكتاب، نقول: الملاحظ في هذا الحديث أن الرسول يقول أنه من الممكن أن يخرج الدجال والرسول في الصحابة، ولنا هنا وقفة فالروايات الأخرى تقول أنه سيكون في آخر الزمان وسيكون هناك عيسى عليه السلام وسيكون هناك مهديا من نسل النبي(ص) يوافق اسمه اسم النبي(ص)، فكيف يمكن التوفيق بين الروايات؟
هل سيجتمع نبيان ومهدي في زمان واحد، فما أسعد هذا الزمان الذي اجتمع فيه هؤلاء، ثم كيف يجتمع هؤلاء، والأحداث كلها ستحدث في آخر الزمان وبعد ظهور الفتن؟ ثم إن السادة علماء الحديث يقولون أن النبي أخبر بالوقائع التي حدثت بعده، فحدد مدة الخلافة الراشدة وبداية الملك وتحدث عن الفتن التي ستحدث، فلم الخلاف هذه المرة، فلا يعرف متى سيخرج هذا الدجال؟ هذا لربي دليل واضح على التدليس والتخبط في هذه الروايات، كما أن الرسول قبل في الحديث المروي عن تميم الداري أن يكون الدجال أعظم شيئا خلقا رأوه وهو مربوط في البحر، أما هنا فهو شاب قطط! ألا يعرف الرسول تحديدا ما هو الدجال؟ ثم هذا الشاب الذي يقتله الدجال وهو الوحيد الذي يسلط عليه هل يضربه بالسيف كما في الرواية هنا أم أنه سينشره بالمنشار كما جاء في الرواية الأخرى: “إن من عظيم فتنته أن يسلط على رجل واحد فيقول له: أتشهد أني ربك فيقول له الرجل: أنت الأعور الدجال الذي أنذرناه نبينا صلى الله عليه وسلم. فيقول: أوما تؤمن بي؟ فينشره بالمنشار نصفين ويمر بين جنبيه “فهو يسلط على رجل شاب واحد فقط باتفاق علماء الحديث، فهل يضربه بالسيف أم ينشره بالمنشار؟ أم أن السيف هو منشار؟
وإذا كان لا يحل لكافر يجد نقسه إلا مات،فكيف يدعوهم عيسى عليه السلام إلى الدخول في الإسلام؟ ولماذا لا يموت الدجال بنفس المسيح؟ وهل نَفَس المسيح يقتل فقط أم أنه يذيب كذلك؟ كما جاء في رواية أخرى عند مسلم وابن حبان وغيرهما عن أبي هريرة في حديث قال: فإذا جاؤوا ـ أي المؤمنون ـ الشام خرج، فبينما هم يُعِدُّون للقتال يُسوُّون الصفوف إذ أُقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم (ع) فأمَّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيُريهم دمه في حربته“، والعجيب أن سيدنا عيسى الوديع الذي لم يفعل أي شيء من هذه الأشياء طيلة حياته وقال: من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر! هو من يفعل هذا! ولماذا يأجوج ومأجوج لا يدان لأحد بقتالهم، لم لا يكونون ممن يموتون بنفس المسيح؟! وما دورهم في هذه المهزلة الكوميدية؟ فقد افترضنا جدلا أن الدجال سيخرج ليفتن الناس عن دينهم بالقوة، وهذا ما وضحنا خباله! لماذا يخرج يأجوج ومأجوج بهذه الصورة، ألكي تكتمل الملحمة وتزداد الإثارة أم ماذا؟ الملاحظ أن لا دور لهم سوى أنهم سيخرجوا ليفسدوا في الأرض ولا يقدر عليهم حتى النبي الجبار عيسى الذي لا يجد كافر نفسه إلا مات، ثم يموتون، ما هذا الدور الرائع؟!
ثم كيف يكون هؤلاء عبادا لله عزوجل، إن هؤلاء بوصفهم هذا لا يمكن إلا أن يكونوا عبيدا لله ولا يمكن أن يكونوا عبادا بأي حال، ومن يقرأ القرآن بعرف الفرق بين الإثنين! وبغض النظر عن التعارض بين وصف عيسى في أحاديث الإسراء ووصفه في أحاديث الدجال، نسأل: هل سنرى الملائكة التي سينزل عليها عيسى؟ طبعا لن نراها، فالقرآن ينفى هذا تماما فقال (وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ مَلَكٗا لَّجَعَلۡنَٰهُ رَجُلٗا وَلَلَبَسۡنَا عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ ٩) [سورة الأنعام,٩]، فما الغرض من هذا التحديد مادمنا لن نراهما؟ ولنا أيضا أن نسأل: هل تعبير “كجمعة” موجود في لغة العرب الفصيحة؟ نعم نحن نستعمل هذا التعبير الآن للدلالة على الأسبوع، ولكن هل كان العرب الخلص يستعملونه أيضا؟
أما صفات هذا الدجال فله كل صفات الله عزوجل ومعه كل معجزات الأنبياء، إلا أنه أعور وهذا ما يميزه عن الله –سبحان الله عما يصفون-، ولست أدري ما الذي يمنع الدجال من أن يجري جراحة تجميل مع كل هذا السلطان فتعطيه عيني زبيدة ثروت مثلا!!، وتأمل معي في صفات هذا الدجال: يخرج من جهة المشرق من خراسان، من يهودية أصبهان، ثم يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله، إلا مكة والمدينة، فلا يستطيع دخولهما لأن الملائكة تحرسهما. وعلى الرغم من ذلك فهو أعور! و “يأتي على قوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت… ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردُّون عليه قوله، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: “أخرجي كنوزك“، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رَمْيَةَ الغَرَض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك“، وعلى الرغم من ذلك فهو أعور! و يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى، كما أخرج أحمد عن سمرة بن جندب أن رسول الله(ص) قال: “إن الدجَّال خارج، وهو أعور عين الشمال، عليها ظفرة غليظة، وإنه يُبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى” وعلى الرغم من ذلك فهو أعور!
وله حمار يركبه، عَرْض ما بين أذنيه أربعون ذراعاً، ولست أدري هل الحمار أعور هو الآخر أم أنه حمار طبيعي؟! ولست أدري بعد ذلك لم يظل هذا الدجال أعورا؟ ولم يعطى هذه الصفات الإلهية والقدرات التي لم تعط لأي نبي قبله؟
كما أن معه جنة وناراً، جنته ناره وناره جنته، وأن معه أنهار الماء وجبال الخبز، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، وتتبعه كنوز الأرض، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة كسرعة الغيث استدبرته الريح، إلى غير ذلك من الخوارق، ولست أدري لم هذه السرعة، هل يريد أن ينهي مهمته قبل نزول المسيح؟! جاء عند الإمام مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، جُفَالُ الشَّعَرِ -كَثِيرُهُ- مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ“، وروى الإمام مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لأنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ: مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ وَالآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ، فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا وَلْيُغَمِّضْ ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ“.
وفي البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن هذا الرجل الذي يقتله الدجال من خيار الناس أو خير الناس، يخرج إلى الدجال من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول للدجال: “أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَهُ. فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الأَمْرِ؟ فَيَقُولُونَ لا. فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، فَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ، فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ”
والملاحظ في أحاديث الدجال أنه كان هناك فريقان واتجاهان في التأليف، فريق مضخم للأمور وفريق يلطف ويقلل منها، ففريق قال أن معه جبل من خبز وجنة ونار وأنهار، فأراد الفريق الآخر أن يلغي هذا الغلو والشطط فوضع الحديث الذي يرويه البخاري: حدثني قيس قال: قال لي المغيرة بن شعبة: ما سأل أحد النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الدجَّال ما سألته، وإنه قال لي: ما يضرك منه، قلت:لأنهم يقولون إن معه جبل خبز ونهر ماء. قال: هو أهون على الله من ذلك!!“. وهنا يطرح سؤال هام نفسه على طاولة النقاش: من هم الذين يقولون أنه معه جبل خبز ونهر ماء، ألا يفترض أن رسول الله هو من قال هذا وأن هذه العقائد! تؤخذ منه فقط، أم أن القصص كانت مصدرا من مصادر الإيمان والتشريع عند المسلمين؟!
نهاية الدجال
أما بخصوص نهاية الدجال فتقول روايات أهل السنة أن عيسى بن مريم الذي مات ينزل فيقتل الدجال، ولست أدري من أين ينزل إذا كان ميتا؟ ويعلق الأستاذ خالد الوهيبي على نهاية الدجال قائلا: “أما نهاية الدجال فهو سيناريو توزع على منظومتين روائيتين:
روايات المحدثين السنيين التي تنص على أن الدجال يقتل على يد المسيح عليه السلام، ونبؤات بولس في رسالته الثانية إلى أهل تسالونيكي، الإصحاح الثاني تؤيد هذا السيناريو: (أما تذكرون أني وأنا بعد عندكم كنت أقول لكم هذا، والآن تعلمون ما يحجز حتى يستعلن في وقته، لأن سر الإثم الآن يعمل فقط إلى أن يرفع من الوسط الذي يحجز الآن، وحينئذ سيستعلن الأثيم، الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه).
روايات الشيعة التي تنص على أن الدجال يُقتَل على يد المهدي المنتظر. فعن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: “إن الله تعالى أعطانا الحلم والعلم والشجاعة والسخاوة والمحبة في قلوب المؤمنين، ومنا رسول الله، ووصيه، وسيد الشهداء، وجعفر الطيار في الجنة، وسبطا هذه الأمة، والمهدي الذي يقتل الدجال“، ويرى المعلقون على معجم أحاديث الإمام المهدي أن التصوير الذي تقدمه الأحاديث الواردة في مصادرنا الشيعية عن الدجال وحركته؛ يختلف عن التصوير الذي تقدمه الأحاديث الواردة في المصادر السنية ببعض الأمور، منها: خلو أحاديثنا من أكثر العناصر التصويرية المتقدمة.
أن حركة الدجال فيها ليست حادثاً ابتدائياً، بل هي حركة مضادة لثورة الإمام المهدي الشاملة، وقوام هذه الحركة المضادة اليهود والمنافقون من الداخل الذين يتصفون بدرجة خاصة من العداء للإمام المهدي وأهل البيت عليهم السلام.
أن الذي يقتل الدجال هو الإمام المهدي وليس عيسى عليهما السلام.([4])“اهـ
هذه أهم الأحاديث الواردة عن الدجال، ولم نكثر من الحديث حولها فعرضها مع بعض التعليقات عليها أكثر من كاف لكل ذي عقل يقبل النقد، أما ذلك العقل الذي يقبل أن تساوي الستة السبعة([5]) فلن يجدي معه أي قول.
ويكفي قولهم السمج الذي ورد في أكثر الروايات: إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور! إن هذه المقولة وحدها أكثر من كافية لرد الروايات الواردة في الباب. ونعود فنقول: الإبتلاء في الدين يكون بأن يوضع الإنسان في مواقف يقدر فيها على المعصية ليظهر مسلكه، أما أن يأتي من يفتن الناس بالقوة فهو تصرف أحمق لا يصدر إلا من شخص أحمق لا يفقه ما يقوم به! لأن الناس ليسوا بحمقى فيؤمنوا بالإكراه. والملاحظ أن الجماعة الأحمدية أقرت بوجود التناقضات في أحاديث الدجال، وبدلا من أن تردها، سلكت مسلك أهل الكتاب، فقبلت المتناقضات وأولتها واستندوا في فعلهم هذا إلى الحديث الذي جاء فيه: “إنما أحدثكم هذا لتعقلوه وتفهموه وتفقهوه وتعوه فاعملوا عليه وحدثو به من خلفكم فإنه فتنة من أشد الفتن“، فأولوا الأحاديث لكي تسقط على الاختراعات الحديثة وأولوا الروايات لكي تنطبق على الإنسان الغربي والحضارة الغربية المسيحية. ويكفينا إقرارهم بوجود التناقضات، أما مسلكهم في التوفيق بينها فلا يعنينا في شيء.
وقبل أن نختم هذا الجزء عن الدجال، نذكر للقارئ بعض الروايات الواردة عن أهم مسلمة أهل الكتاب وهما: كعب الأحبار ووهب بن منبه –وهما من هما في رواية الخرافات والأساطير الموجودة عند أهل الكتاب- التي ورد فيها ذكر هذه الخرافات، والتي تُعلم القارئ الأصل الحقيقي لهذه الروايات وهي خرافات أهل الكتاب والتي نسبت لاحقا بطريق الخطأ أو العمد إلى رسول الله المصطفى وإلى السنة: روى الإمام ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم ونعيم بن حماد في الفتن عن كعب الأحبار قال: “إذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج حفروا حتى يسمع الذين يلونهم قرع فؤوسهم، فإذا كان الليل قالوا نحن غداً نفتح ونخرج، فيعيده الله كما كان، فيحفرون حتى يسمع الذين يلونهم قرع فؤوسهم، فإذا كان الليل قالوا نحن غدا نفتح ونخرج، فيعيده الله كما كان. فيحفرون حتى يسمع الذين يلونهم قرع فؤوسهم، فإذا كان الليل ألقى الله على لسان رجل منهم في الثالثة فيقول نحن غداً نخرج إن شاء الله، فيحفرون من الغد فيجدونه كما تركوه فيحفرون، ثم يخرجون فتمر الزمرة الأولى منهم بالبحيرية الطبرية فيشربون ماءها، ثم الزمرة الثانية فيلحسون طينها، ثم الزمرة الثالثة فيقولون قد كان هاهنا مرة ماء، ويفر الناس منهم فلا يقوم لهم شيء، قال ثم يرمون نشابهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون قد قتلنا أهل الأرض وأهل السماء، فيدعو عليهم عيسى ابن مريم فيقول اللهم لا طاقة لنا بهم ولا يدين فاكفناهم بما شئت، فيسلط الله عليهم دواباً يقال لها النغف فتفرس رقابهم، ويبعث الله طيراً تأخذهم بمناقيرها فترميهم في البحر ويبعث الله عيناً يقال لها الحياة فتطهر الأرض وتنبتها حتى إن الرمانة ليشبع منها السكن“. قال كعب: والسكن أهل البيت. “روى الداني في السنن الواردة في الفتن ونعيم بن حماد في الفتن عن كعب الأحبار قال: “يمكث الناس بعد يأجوج ومأجوج في الرخاء والخصب والدعة عشر سنين، حتى إن الرجلين يحملان الرمانة الواحدة ويحملان بينهما العنقود الواحد من العنب فيمكثون على ذلك عشر سنين، ثم بعث الله عز وجل ريحاً طيبة فلا تذر مؤمناً إلا قبضت روحه، ثم يبقى الناس بعد ذلك يتهارجون كما تتهارج الحمر في المروج، فيأتيهم أمر الله والساعة وهم على ذلك“. روى الإمام نعيم بن حماد في الفتن عن كعب الأحبار قال: “معاقل المسلمين ثلاثة، فمعاقلهم من الروم دمشق، ومعاقلهم من الدجال الأردن، ومعاقلهم من يأجوج ومأجوج الطور“.
روى الداني في السنن الواردة في الفتن عن كعب الأحبار قال: “إن يأجوج ومأجوج ينقرون كل يوم بمناقيرهم في السد فيسرعون فيه، فإذا أمسوا قالوا نرجع غداً فنفرغ منه، فيصبحون وقد عاد كما كان، فإذا أراد الله عز وجل خروجهم قذف على ألسن بعضهم الاستثناء، فقال نرجع غداً إن شاء الله فنفرغ منه، فيصبحون وهو كما تركوه فينقبونه ويخرجون على الناس، فلا يأتون على شيء إلا أفسدوه، فيمر أولهم على البحيرة ويشربون ماءها، ويمر أوسطهم فيلحسون طينها، ويمر آخرهم فيقولون قد كان ها هنا مرة ماء، فيقهرون الناس ويفر الناس منهم في البرية والجبال، فيقولون قد قهرنا أهل الأض فهلموا إلى أهل السماء، فيرمون نبالهم إلى السماء فترجع تقطر دماً، فيقولون قد فرغنا من أهل الأرض وأهل السماء، فيبعث الله عز وجل عليهم أضعف خلقه النغف دودة تأخذهم في رقابهم فتقتلهم“. روى نعيم بن حماد في الفتن عن وهب بن منبه قال: “الروم ثم الدجال ثم يأجوج ومأجوج ثم عيسى ثم الدخان“.
بهذا العرض للروايات الواردة عن كعب الأحبار ووهب بن منبه يتضح لك جليا عزيزي القارئ، ما هو مصدر هذه الروايات ومن أصحابها، و كيف ألصقت بالرسول وبالإسلام زورا وبهتانا، وهما منها براء، وبعد أن أنهينا الحديث عن الدحال، ننتقل للحديث عن الضلع الثاني وهو نزول المسيح.
([1]) أغفلنا ذكر الضلع الرابع وهو يأجوج ومأجوج، فالمثلث وإن كان يفترض أن يكون مربعا، إلا أن يأجوج ومأجوج ليسوا خرافة، وإنما أدخلت الخرافة في تصور خروجهم آخر الزمان! أما المهدي والدجال ونزول عيسى فخرافات لا أصل لها في كتاب الله عزوجل!
([2]) أخذ الأحمديون هذا الجزء من المعنى واستندوا إليه في تفسيرهم الدجال بأنه الأمة النصرانية المضللة التي تضل الناس وتدعوهم إلى عبادة عيسى! وأن الدجال ليس فردا واحدا وأن الأحاديث الواردة في هذا الشأن هي من باب الترميز التي يحتاج إلى تأويل.
([3]) مصدر هذه العقيدة هو الفكر المسيحي المزيف فلم ترد إلا فيه فقط -وليس كما تقول الروايات أنه ما من نبي إلا وحذر قومه الدجال-، الذي أراد أن يصد الناس عن النبي المصطفى فاخترع فكرة الدجال هذه، أو عدو المسيح.
([4]) خالد بن مبارك الوهيبي، أشراط الساعة: النص والتاريخ.
وهو إباضي والإباضية لا يؤمنون بخرافة المهدي أو الدجال، ويرون أن القرآن الذي قصص أحسن القصص لا يمكن أن يغفل هذه القصة الهامة في مستقبل الناس بدون أن يشير إليها!
([5]) إشارة إلى من يقبلون تصحيح الحديث الوارد عند الإمام مسلم والذي فيه أن الله خلق العالم في سبعة أيام، مع أن الله قالها في كتابه ست مرات، أنه خلق العالم في ستة أيام، على الرغم من أن الحديث منتقد منذ قديم الزمان من كبار العلماء أمثال البخاري، ولكنها أفة التقليد، ثم نعيب على من يقبل أن يساوي الواحد الثلاثة.
-
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.