كثيرون ممن ينتصرون لقضايا أخلاقية أو علمية لا ينتبهون ل “مدلولات” ولا ل لوازم “المفردات” التي يستخدمون!
ويترتب على عدما انتباههم هذا أو على عدم معرفتهم أنهم يقولون كلاما “فارغا” فعلا … أو .. كلاما متناقضا
فإذا نبهتهم إلى هذه الإشكال طالبوك بأن تأخذ كلامهم كما هو,
وأن تعتبره نوعا من الاصطلاح!
ف “الحق” مثلا يستلزم تلقائيا من “يُحق” من يفرض أو يزعم الأحقية
وطرف يستحق!
وعندما تتساءل عمن أحق هذا الحق يقول لك:
هو هكذا …
هو حق طبيعي!!
وعندما يجعل بعضهم “الانتخاب الطبيعي” فاعلا,
فتحاول بشتى السبل أن تفهمه أن الانتخاب الطبيعي هو وصف/ عرَض, والوصف أو العرض لا يمكن أن يكون فاعلا بأي حال!
إلا أنه يستمر في التمسك بموقفه!
وعندما يقول لك بعضهم إن العلماء خلقوا من “اللاشيء”!
فتفهمه أن هذه الجملة متناقضة, إذ لو كان هذا يحدث لما كان هناك إمكانية للخلق من اللاشئ وإنما عن “التكون الذاتي” للأشياء بلا فاعل!
وطالما أن هناك فاعل “علماء” يصنعون شيئا “من”, فلزام أن هناك شيء يسمونه: “لاشيء”!
الشاهد: كثيرٌ من الأقوال العلمية المنتشرة والسائدة هي أقوال كاذبة أو على أفضل تقدير هي غير دقيقة وهي بحاجة إلى إعادة صياغة,
لأنه يترتب عليها تصورات خاطئة لدى القارئ أو المستمع
وهي تزيد من قدر الوهم الذي يعيشون فيه, فينضم إلى مكوناته -بالإضافة لمنظومة التخييل الترفيهية- غبش الباطل!