فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن!

حديثنا اليوم بإذن الله وعونه عن آية من آي الأحكام, والتي كانت من المجمع على فهمه في العصور الماضية, ثم ظهر في أيامنا هذه مَن رأى أنه لا يمكن أن تُفهم الآية بالشكل التقليدي, الذي قال به الأقدمون, ومن ثم يجب أن يُبحث لها عن معنى جديد, وهذا ما كان, فقدموا لها فهما جديدا, يرونه الصحيح وأنه المتفق مع القرآن, والمناسب لهذا الزمان!

آيتنا هي قوله تعالى:
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً [النساء : 35-34]”

فقدموا فهما مختلفا للآية, في معنى القوامة وفي مفهوم النشوز, ثم كان العجب العجب في توجيههم لكلمة: اضربوهن, حيث فهموها بشكل عجيب!

ولن نناقش هنا كل محتوى الآية, وإنما سنتوقف مع مفهوم النشوز والضرب! الذي رفض هؤلاء أن يكون بمعناه المتبادر المألوف, لأنه من غير المقبول أن يشرع القرآن لضرب المرأة, لأن في هذا استعباد للمرأة وتقليل من قدرها.

ومن الأفهام الحديثة التي قُدمت للضرب ما قاله الدكتور عبد الحميد أبو سليمان –الرئيس الأسبق للمعهد العالمي للفكر الإسلامي-, من أن المراد من الضرب في الآية الكريمة “واضربوهن”، هو أن الضرب بمعنى مفارقة البيت!!

والأعجب ما قاله الأستاذ جلال القصاب –من كُتّاب جمعية التجديد البحرينية- في مقال منشور على موقع الجمعية الإليكتروني بعنوان: جدول الضرب قسمة المرأة ونصيبها!”, والذي أخذ يتكلم عن الظلم الواقع على المرأة, ثم قال أن النشوز بمعنى الخيانة! فقال:

“فـ “تخافون نشوزهنّ” هو تخافون خيانتهنّ، بيّن هذا النبيّ (ص) شارحاً الآية مرّة (خيرُ النساء مَن ..إذا غبتَ عنها حفظتك في مالها ونفسها، وتلا: “الرجال قوّامون على النساء.. إلى قوله: “قانتات حافظات للغيب”) فالقوامة لحفظ شرفها، وأكّد تفسيرها بخطبته الوداعيّة: (وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقًّا أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا غَيْرَكُمْ.. فَإِنْ خِفْتُمْ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ)، وحين قال حفيدُه الصادق أنّ “نشوز المرأة أن لا تُطيعه في فراشه”، ظنّوا معناها تمنّع الزوجة معاشرة زوجها، بينما مقصودها ما عناه النبيّ(ص) أنّ “عصيانِه في فراشه” يعني خيانته في فراشه/عرضِه، (……..) فكيف تحوّلت وسيلةٌ علاجيّة استثنائيّة خاصّة (“الضرب”: بمعنى الردع) لمنع انقلاب زوج مُبتلىً إلى ديّوث، وزوجةٍ متورّطةٍ استثنائيّة إلى فاجرة، قد تُمخّض -بترك علاجها- جرائم الشرف التي نسمع بها، كيف تحوّلتْ كسلاح بيد الرجال لضرب النساء عموماً، إلا في عقليّة لم تتوصّ بالنساء خيراً وأهانتْهنّ.” اهـ


وهكذا أصبح النشوز بمعنى الخيانة! فإذا أنا خفت خيانة زوجتي أهجرها في الفراش! أعظها ثم أهجرها ثم أضربها –بأي معنى للضرب!-

إن العلاج المطلوب في هذه الحالة هو حسن المعاملة وإتقان ممارسة العملية الجنسية وليس الوعظ والهجر في الفراش! ثم عن أي طاعة يتكلم الله بعد الضرب, في قوله: فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا!

وأعجب ما قرأته في هذا الموضوع هو ما ذكره أحد القرآنيين من أن النشوز بمعنى الرغبة الجامحة في الجماع!-, حيث قال بالنص:

“وعليهفالمرءة التي تخافون من نشوزها – والذي هو الرغبة الجامحةفي الجماع – لكثرة طلبها لهذا الموضوع فعظوها , وقول لها بأن الحياة الزوجية أكثرمن مجرد هذا الرغبة الجنسية كإلتصاق دائم دون كلل او ملل لإنه مطلوب منا الكثيرغيرها وان كانت هي متعتنا , فالحياة ليست مجرد متعة فقط , وانما هناك الكثير غيرهاكتنشأت الأجيال والسعي في أرزاقهم , فالحياة قائمة على المشاركة الفعالة من الطرفينكشريكين أو صديقين في طريق طويل …

وان لم تتعظ بالموعظة الحسنة فعليكمبهجرها لفترة معينة من الزمن رغم حبكم لها لأن هذا الذي هي عليه من حال مؤسف هوادمان كأي إدمان غيره ولابد من علاجه بمنعها عما هي مدمنة عليه

وأخيروان لم ينفع معها كل هذا فأضربو عنها بأن تضربو في الأرض بعيد عنها والذييأتي هنا بمعنى الطلاق حيث , أن المريض أو المريضة بمرض عضال كالأنانية وحب الذاتلاأمل بشفائها” اهـ

وكما جعل النشوز بمعنى الشبق, فلقد جعل الضرب بمعنى الضرب عنها, وهذا ما لم يقله الله تعالى, فالله لم يقل:فاضربوا عنهن, وإنما جعل النساء مفعول الضرب!

وهذه هي آفة تصدير العقل مقابل النص القرآني, فبدلا من إعمال العقل في فهم والخضوع لما يقوله النص, ننطلق من مسلمات سابقة, ونعمل على جر النص القرآني إليها, ثم ندعي الحياد ونسخر من القدامى!

ولأن الضرب أوضح ما يكون, فسنكتفي بعرض المدلول اللساني للنشوز, حتى نخبر كيف جاء في اللسان العربي:
إذا نظرنا في المقاييس, ألفينا ابن فارس يقول:
“النون والشين والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على ارتفاعٍ وعُلوّ. والنّشَز المكان العالي المرتفِع. والنّشْز والنُّشُوز: الارتفاع، ثم استعير فقيل نَشَزَت المرأةُ: استَصعَبتْ على بَعلِها، وكذلك نَشَزَ بعلُها: جفاها وضرَبَهَا.” اهـ
وفي اللسان يقول ابن منظور:
“النِّشْزُ والنَّشَزُ: المَتْنُ المرتفعُ من الأَرض، وهو أَيضاً ما ارتفع عن الوادي إِلى الأَرض، وليس بالغليظ،(………) وأَنْشَزْتُ الشيء إِذا رفعته عن مكانه. ونَشَزَ في مجلسه يَنْشِزُ ويَنْشُزُ، بالكسر والضم: ارتفع قليلاً. (…….) قال أَبو إِسحق: معناه إِذا قيل انْهَضُوا فانْهَضُوا وقُومُوا كما قال: ولا مُسْتَأْنِسِينَ لحديثٍ؛ وقيل في قوله تعالى: إِذا قيل انْشُزُوا؛ أَي قوموا إِلى الصلاة أَو قضاء حق أَو شهادة فانْشُزُوا. (……..) وفي الحديث: لا رَضاعَ إِلا ما أَنْشَزَ العظمَ أَي رفعه وأَعلاه وأَكبر حَجْمَه وهو من النَّشَزِ المرتفع من الأَرض. قال أَبو إِسحق: النُّشُوزُ يكون بين الزوجين وهو كراهة كل واحد منهما صاحبه، واشتقاقُه من النَّشَزِ وهو ما ارتفع من الأَرض. ونَشَزَت المرأَةُ بزوجها وعلى زوجها تَنْشِزُ وتَنْشُز نُشُوزاً، وهي ناشِزٌ: ارتفعت عليه واستعصت عليه وأَبغضته وخرجت عن طاعته وفَرَكَتْه (……….) ورجل نَشَزٌ: غليظ عَبْلٌ؛ قال الأَعشى:وتَرْكَبُ مِنِّي، إِنْ بَلوْتَ نَكِيثَتي، على نَشَزٍ قد شابَ ليس بِتَوْأَمِ أَي غِلَظٍ ذَهَب إِلى تكبيره وتعظيمه فلذلك جعله أَشْيَبَ.ونَشَزَ بالقوم في الخصومة نُشُوزاً: نَهَضَ بهم للخصومة. (…….) ودابة نَشِيزَةٌ إِذا لم يَكَدْ يَسْتَقِرُّ الراكبُ والسَّرْجُ على ظهرها. ” اهـ


والآفة التي أدت إلى رفض هذا الحكم, ومن ثم التفنن في الإتيان بمعان جديدة للنشوز والضرب هو إسقاطات الفقهاء والمفسرين للنشوز على أرض الواقع!!

فإذا نحن نظرنا في تفسير الفقهاء والمفسرين للنشوز وجدناهم جعلوا المرأة التي خرجت بدون إذن زوجها ناشز! أو خرجت على الرغم من أن زوجها نهاها عن الخروج, أو عصته في أمرٍ ما, تدخل تحت هذا المسمى! ومن ثم يحق للزوج أن يضربها!

وهكذا جعلوا المخالفة بمعنى النشوز! وجعلوا أوامر الزوج حِكم ومواعظ وأوامر دينية لا يحق للزوجة أن تخالفها! ولست أدري ألا تغضب الزوجة أحيانا, أو تكون مرهقة أو ذات حالة نفسية سيئة؟ فتخالف أوامر زوجها ثم تعود فتعتذر من نفسها أو تندم على فعلها! أتعد هذه المرأة ناشزا؟!
والرجل نفسه ألا يأمر ببعض الأوامر التعسفية, ألا يحق للمرأة في هذه الأحيان أن تخالف زوجها؟!

إن المرأة الناشز –كما يقول اللسان- هي تلك المرأة التي تتعالى على زوجها, مسببةً المشاكل والمتاعب في البيت باستمرار, فترفض تنفيذ ما يأمرها به –تبعاً للعرف, أي أنها تلك المرأة التي ترفض القيام بواجباتها, فلا تريد أن تقوم باحتياجات البيت من طهو وتنظيف … إلخ, أو لا تقوم بهذه الأمور إلا بعد شجار ونقار! وملاحاة من الزوج حتى تقوم بدورها في البيت! (هي تلك المرأة التي نقول عليها بالعامية المصرية: ست مش عايزة تعيش)

هذه المرأة المتمردة, التي لا تريد أن تطلب الطلاق ولا أن تختلع نفسها, وتصر على أن تبقى في البيت عاطلة, كيف يكون التعامل معها؟!

كما بيّن القرآن بالوعظ ثم الهجر ثم الضرب الغير مبرح, والذي هدفه هو إهانة هذه المرأة, وكسر تمردها واستعلاءها على زوجها ومن حولها.


ونسأل الأخوة الرافضين للضرب: هل من الظلم أن تُضرب امرأة متمردة, مضيعة لحق إنسانٍ ارتبط معها برباط مقدس –وربما يكون هناك أولاد-, وارتضيا بإرادتهما القيام بأدوارهما كزوج وزوجة, ثم تعلن هي التمرد فلا تريد أن تقوم بدورها, هل صفعة أو ما شابه ظلم كبير وإهانة لها؟!

ونسألهم مرة أخرى: ألم يشرع الله عزوجل في كتابه عقوبات بدنية لبعض الجرائم, مثل الجلد والقتل, وهناك من التشريعات الأرضية الآن ما هو أخف منها, فهل ترون أن أمر الله هو الأنجع أم أن التشريعات الأرضية هي الأفضل؟!

فإذا قبلتم العقوبات البدنية كجزاء لبعض الأفعال –بغض النظر عن جنس فاعله- فلماذا ترفضونها هنا, كعقاب لامرأة ترفض القيام بدورها؟!


أليست صفعة أو ما شابه تتأذى منها المرأة ثم تأوب إلى رشدها أفضل من أن يصلا إلى الطلاق, ومن ثم تُدمر الأسرة ويضيع الأطفال؟!

فإذا لم يجدي الضرب معها فهنا تُعلم الأهالي بما يحدث في الأسرة, فإما أن تُقنع بحكم الأهالي وإما أن يصل الأمر للطلاق, لأن هذه المرأة تخلت عن القيام بدورها كزوجة, ومن ثم فلا داعي لاستمرارها في بيت زوجها!

وهنا سيعترضون الاعتراض الشهير: ولماذا لا يحق للمرأة أن تضرب زوجها إذا هو نشز؟!
نقول: هذا راجع إلى اختلاف طبيعتي المرأة والرجل, والتي تريدون أن تجعلونهما متساويتين! ونسأل: إن المرأة تتقبل أن يضربها زوجها على أي جزء في جسدها –حتى ولو كان وجهها- من باب المداعبة, بينما لا يتقبل الرجل هذا, ولهذا وجدنا في مصر المثل العامي الذي يقول: ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب! والذي يقصدون به أن المرأة تتلذذ بضرب رجلها لها! حتى ولو لم يكن مداعبة!

إن الذي نسيه الرافضون لهذا الحكم هو أن المرأة –مهما تبوأت من المناصب- هي أنثى, تريد ذكرا يسيطر عليها, ويشعرها بضعفها!
لذلك فإن المرأة, التي ينتهرها زوجها ويجبرها على تنفيذ أوامره, تتضايق منه من ناحية, وتُعجب منه من أخرى, لأنها تنظر إليه كرجل تام الذكورة, قادر على قهر الأنثى –والتي هي هي!- وترويضها!

لذا فإننا لو طبقنا هذا الحكم مع الرجل فإننا “نكسر” الرجل, لأنه من المفترض فيه كذكر أن تكون له القيادة, والتحرك تبعا لصفاته الذكورية, فإذا ضُرب الرجل انكسر الذكر بداخله, لذا كان علاجه بالإصلاح, كما جاء في قوله تعالى:
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً [النساء : 128]
بينما لو ضُربت المرأة فلن تنكسر الأنثى التي بداخلها, وإنما ستنكسر بذرة التمرد التي تكونت بداخلها, واستعلت بها على زوجها!

وإذا كانت المرأة تحصل على هذا النصيب من الضرب فعلا إما مداعبة أو أثناء العملية الجنسية, وتقبله وتتلذذ به, فما الحرج في أن تناله خارجهما, من أجل كسر تمردها وعقابا لها على تقصيرها التمردي في دورها؟!

وليس هذا الحكم المحدود بشروطه هو السبب في حوادث العنف في المجتمع الإسلامي, وإنما هي العادات والتقليد والأخلاق السيئة لفاعلي هذا الضرب! فشتان بين من يضرب غضبا وبين من يضرب تأديبا!

فشتان بين ضربي ابنا لي, بعد أن نصحته وعرفته أكثر من مرة خطأ فعله, ثم يصر على القيام بهذا الفعل, فأجدني مضطرا لمعاقبته, فأضربه بغرض كسر تمرده وتخويفه, وبين من يضرب ابنا له لأنه كسر زجاجة أو آلة أو ما شابه, فالأخير يضرب غضبا ولا يعرف ما يفعل, بينما الأول يضرب من أجل التأديب!
لذا أسأل: هل من يضرب زوجه يضربها لتأديبها أم أنه يضربها غضبا وانفعالا؟!

غفر الله لنا ولكم والسلام عليكم ورحمة الله!

عن عمرو الشاعر

كاتب، محاضر لغة ألمانية مدير مركز أركادا للغات والثقافة بالمنصورة، إمام وخطيب يحاول أن يفهم النص بالواقع، وأن يصلح الواقع بالنص وبالعقل وبالقلب. نظم -وينظم- العديد من الأنشطة الثقافية وشارك في أخرى سواء أونلاين أو على أرض الواقع. مر بالعديد من التحولات الفكرية، قديما كان ينعت نفسه بالإسلامي، والآن يعتبر نفسه متفكرا غير ذي إيدولوجية.

شاهد أيضاً

حول إنكار العقل الغربي ل “النظام الكبير”!!!

في إحدى اللقاءات المطولة على اليوتيوب عن اللغة وفلسفتها، ذكر المتحدث رأي دو سوسير، القائل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.